في تناقض واضح للرواية الاميركية المتداولة منذ يوم الاحد الماضي عن تحرش زوارق ايرانية بسفنها في مياه الخليج، اعلنت قيادة الاسطول الخامس في البحرية الاميركية في البحرين امس الاول انه «يتعذر معرفة» ما اذا كان التهديد الاخير الذي تلقته بوارج اميركية في مضيق هرمز مصدره زوارق ايرانية بالفعل.
وقال المتحدث باسم الاسطول الخامس اللفتنانت جون غاي: «ليس هناك طريقة لمعرفة المصدر الدقيق لذلك (التهديد باللاسلكي). قد يكون اتى من الشاطئ او من سفينة اخرى في المنطقة».
لكنه شدد على ان «الزوارق السريعة الايرانية كانت تتصرف في شكل استفزازي جدا وعدائي» تجاه السفن الحربية الاميركية في هذا الممر المائي الاستراتيجي في تلك اللحظة.
وقال غاي ايضا ان التهديدات من وجهة نظر تقنية «صدرت من ممر مفتوح بين الاسطولين» الاميركي والايراني، وهذا مرد صعوبة التأكد من مصدرها.
لكنه اضاف: «عندما تعيدون وضع هذا التهديد في اطار التصرف الايراني، فانه يشكل وضعا بالغ الدقة للبحارة الموجودين في المكان».
وسارعت المتحدثة الاخرى الكابتن ليديا روبرتسون الى القول ان الاسطول الخامس يعتقد بوجود «صلة» بين تصرف الزوارق السريعة الايرانية وهذه التهديدات.
واضافت «ان 5 زوارق اقتربت بسرعة من البوارج الاميركية وقامت بمناورات عدائية جدا، وتلقت البوارج تهديدات باللاسلكي، وبعد بضع دقائق، القى زورقان سريعان اغراضا في الماء امام احدى بوارجناونعتقد بوجود صلة بين كل هذه الاحداث».
وفي السياق نفسه، أفاد تقرير إخباري أميركي بأن الزوارق الايرانية التي قالت واشنطن إنها اقتربت بشكل مستفز من سفن أميركية في مياه الخليج لم تهدد على الارجح بتفجير السفن الأميركية الحربية.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» امس استنادا إلى مصادر البحرية الأميركية إن الرسالة التي تحمل هذا المعنى لم تكن موجهة على أغلب الظن ضد السفن الأميركية.
ونقلت الصحيفة عن فرانك تروب، المتحدث باسم البحرية الأميركية قوله إنه تم استقبال الرسالة اللاسلكية في قناة تستخدمها العديد من السفن المختلفة.
وأضاف تروب بالقول: «من الممكن أن يتعلق الامر بتهديد موجه لدولة أخرى أو يتعلق بآلاف وآلاف الاشياء الاخرى».
ونقلت الصحيفة عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية أن «الپنتاغون» لم تؤكد مطلقا أن التهديد جاء من قبل الايرانيين.
وقال جيوف موريل المتحدث باسم «الپنتاغون» للصحيفة: «لم يقل أي مصدر عسكري إن هذه الزوارق (الايرانية) كانت هي مصدر الرسالة».
ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش الحادث بأنه «مثير للاستفزاز» و«خطير وحذر الإيرانيين خلال مؤتمر صحافي عقد بالقدس الأربعاء من أنهم سيواجهون عواقب وخيمة» إذا هاجموا السفن الأميركية، مضيفا «نصيحتي لهم ألا يفعلوها».
وكانت وزارة الدفاع الأميركية أذاعت الثلاثاء الماضي شريط ڤيديو يوضح قيام الزوارق الإيرانية السريعة بالتقدم بالقرب وحول السفن الأميركية الأكبر والأكثر قوة وعتادا.
وتضمن الشريط حوارا باللاسلكى بين البحارة الأميركيين والإيرانيين تضمن تحذيرا للبحرية الأميركية بصوت يتحدث الإنجليزية بحدة بأنه سيتم تفجيرهم.
ووصف متحدث باسم الحرس الثورى الإيرانى الشريط بأنه «زائف »مؤكدا أن الامر لم يكن أكثر من مجرد تحرك روتيني.
وفي الوقت نفسه عرضت إيران أمس الاول شريط ڤيديو خاص بها بشأن الحادث.
ومن ناحية أخرى، اعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية توم كايسي ان الولايات المتحدة احتجت رسميا امس الاول لدى ايران على الحادث البحري الذي وقع بين سفن اميركية وزوارق ايرانية في مضيق هرمز.
وقال كايسي خلال مؤتمر صحافي «سلمنا الجانب السويسري رسالة ديبلوماسية تتضمن احتجاجا رسميا على هذا الحادث».
ولم يوضح المتحدث ما اذا كان احتجاج واشنطن الرسمي سلم فعليا الى المسؤولين الايرانيين من جانب السفارة السويسرية في طهران.
ورفض كايسي كشف مضمون الاحتجاج الرسمي الاميركي مضيفا «سأكتفي بالقول انها تكرر الملاحظات التي ادلينا بها علنا خلال الايام الاخيرة حول هذا الحادث».
الصفحة في ملف ( pdf )