القاهرة - عماد علي - هناء السيد
تسببت العودة القوية لڤيروس إنفلونزا الطيور بمختلف المحافظات المصرية في تبادل الاتهامات بين الأجهزة الحكومية بشأن المسؤولية عن هذا الأمر والفشل في تنفيذ خطة مكافحة الڤيروس، خصوصا أن الإصابات بالمرض في مزارع الدواجن فاقت كثيرا التربية المنزلية وبلغ عدد البؤر التي ظهر بها المرض 25 بؤرة موزعة على معظم المحافظات شمالا وجنوبا.
وحاولت وزارتا الزراعة والصحة إلقاء المسؤولية على وزارة الإعلام لتقصيرها في تنفيذ خطة توعية المواطنين بخطر المرض مما أدي إلى استفحال حالات الإهمال والتراخي بين المواطنين وتناسي التحذيرات، بينما اشتكت نقابة الأطباء البيطريين من تقليص دور أعضائها في مكافحة المرض وحملت أجهزة وزارة الصحة مسؤولية استيراد لقاحات وأمصال مضادة غير مطابقة للمواصفات، بينما حملت أجهزة الصحة وزارة الزراعة مسؤولية فساد اللقاحات نتيجة سوء التخزين.
واعترف وزير الزراعة م.أمين أباظة بإهمال الأجهزة الحكومية وتراخيها في محاصرة انفلونزا الطيور وتقاعس أصحاب المزارع الكبرى عن توفير وسائل الأمان الكافية لحماية الدواجن وقيامهم ببيع الدواجن المريضة بالمناطق الشعبية في حال ظهور الڤيروس بأحد العنابر.
وأشار إلى أن الوزارة تقوم حاليا بدراسة لتحديد أنواع الأمصال واللقاحات التي تقوم الشركات باستيرادها من الخارج وتحديد شروط جديدة لتلتزم بها الشركات عند استيراد الأمصال المضادة لمرض انفلونزا الطيور.
وقال: إن إجمالي ما تم استيراده من لقاحات بلغ أكثر من مليار جرعة لمكافحة انفلونزا الطيور سواء عن طريق الدولة أو القطاع الخاص وذلك منذ 17 فبراير 2006، مشيرا إلى أنه سيتم تطبيق قواعد الأمان الحيوي بكل صرامة مع المتابعة المستمرة لعدم كسر هذه المنظومة.
وأكد أنه تم وضع خطة عاجلة لعودة الانضباط لهذا القطاع والسيطرة على الثروة القومية من الدواجن، وتشتمل الخطة على اتباع أصحاب المزارع للإرشادات والتطعيمات، ومنع تربية الطيور أعلى المنازل، وإحكام الرقابة على بائعي الدواجن الحية وتخويل المحافظين تطبيق القانون بكل حزم، وغلق أي مزرعة يظهر بها المرض لمدة 6 اشهر.
في الوقت نفسه اتهم مسؤولو بورصة الدواجن اللجنة الوزارية المعنية بانفلونزا الطيور بتدمير صناعة الدواجن واتخاذ قرارات غير مدروسة أدت إلى إعدام 3 ملايين كتكوت يوميا. وأكدوا أن جميع المجازر لا تستوعب سوي 25% من إنتاج المزارع الذي يبلغ 2.1 مليون دجاجة يوميا، فأين يذهب 75% من الإنتاج الحي للدواجن.
وقدروا خسائر الأسبوع الأول من يناير بنحو 70 مليون جنيه نتيجة الأعداد الهائلة التي تم إعدامها من الدواجن وانخفاض الأسعار إلى 3 جنيهات للكيلو بدلا من 5.5 جنيهات قبل الإعلان عــــن تفشي المـــرض، ووصـــــل فـــــي الســوق للمستهلك إلى 5.5 جنيهات بدلا من 8 جنيهات.
وتوقع مسؤولو اتحاد الدواجن أن تصل الخسائر إلى 300 مليون جنيه مع نهاية الشهر الجاري في حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه وهو ما يهدد الاستثمارات الموظفة في هذه الصناعة والتي تقدر بنحو 17 مليار جنيه، كما يهدد بعودة شبح البطالة إلى مليوني عامل في السوق.
وجاءت التحركات المكثفة والإجراءات المشددة لوزارتي الزراعة والصحة لمواجهة انفلونزا الطيور بعد تلقي تحذيرات شديدة من منظمة الصحة العالمية بأن المرض يمكن أن يصيب مليون مصري سيكون 150 ألفا منهم معرضين للوفاة في حال استمرار التراخي والإهمال في مكافحة الوباء القاتل.
كما حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة الخنازير وتأثيرها على انتشار أنفلونزا الطيور وإمكانية تحوره للانتقال من الإنسان للإنسان وذلك في ظل تربية أكثر من 300 ألف خنزير بمختلف المحافظات المصرية.
واعتبرت الخنزير مستودعا طبيعيا لڤيروسات الانفلونزا، موضحة أن الخنزير يمكن أن يصاب بالانفلونزا البشرية وانفلونزا الطيور وهو ما ينتج عنه ڤيروس جديد داخل جسمه كما حدث في أوروبا عامي 1958 و1968.
الى ذلك أعلن د.عبدالحميد شاهين المستشار الإعلامي لوزير الصحة المصري والمتحدث الرسمي، ان عدد الوفيات في مصر بسبب مرض انفلونزا الطيور منذ بداية ظهوره بلغ حتى الآن 19 حالة، بما يعني ان متوسط حالات الوفاة 44% من اجمالي النسبة عالميا والتي تبلغ 62%.
صفحات شؤون مصرية في ملف ( pdf )