مع خطر حدوث انكماش في الولايات المتحدة دخل موضوع الاقتصاد في صلب حملة الانتخابات الرئاسية الاميركية حيث يتبارى المرشحون الديموقراطيون والجمهوريون في عرض برامجهم في ما يتعلق بالشأن الضريبي والضمان الصحي عشية الانتخابات التمهيدية في ولاية ميتشغان.
وقال المرشح الجمهوري ميت رومني على شبكة «سي.ان.ان» التلفزيونية «بصراحة إذا لم نتمكن من حل مشكلات ميتشغان فان ما نراه هناك سيمتد الى بقية البلاد، وسنجد انفسنا نلعب دورا ثانويا بعد الصين»، معتبرا هذا الاحتمال «غير مقبول».
ويأمل رومني وهو رجل اعمال ناجح ان توحي تجربته في هذا المضمار بالثقة لدى الناخبين في ميتشغان التي كان والده حاكما لها، لاعطاء زخم جديد لحملته بعد فشله مرتين في أيوا (وسط) وفي نيوهامبشير (شمال شرق).
لكن يبدو ان منافسيه على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض السباق الى البيت الابيض، لا يريدون ترك المجال مفتوحا امامه لعرض تجربته في عالم الاقتصاد.
وقد سنحت لهم الفرصة في مناظرة نظمت الخميس للتباهي بتجربتهم في مجال الادارة.
وفي ما يتعلق بالبرامج يشددون خصوصا على ضرورة تمديد التخفيضات الضريبية التي اقرتها ادارة الرئيس جورج بوش.
وقال مايك هاكابي حاكم اركنساس السابق «اؤكد لكم انهم يعلمون في ديترويت حيث معدل البطالة برقمين ان من مصلحتهم ان يكون في سدة الرئاسة شخص يعرف كيف يخلق وظائف».
وقال هاكابي امام حشد متحمس «كانت هناك حقبة في تاريخ البلاد انقذت فيها ميتشغان اميركا، والان جاء دور اميركا لتنقذها» التي ستشهد انتخابات تمهيدية غدا.
وقال ماكين إن رومني يزعم أنه يدعم هذه الصناعة في الوقت الذي أراد خلال حكمه لماسيتيوتس رفع الضرائب المفروضة على السيارات الكبيرة.
ورد رومني بالتذكير بأن ماكين أيد مشروع قانون يهدف إلى رفع معايير كفاءة اســــــتهلاك الوقود بالسيارات وهو الاقتراح الذي رفضــــــته صناعة السيارات في ميتشغان وقال ان الســــناتور ماكين كان يرى الولاية وهي تعاني بينـــــما يقف متفرجا في مجلس الشـــــيوخ، وقبل انطلاق الانتــــخابات التمــــهيدية لمرشح الجمهوريين للرئاسة في ولاية ميتشيغان غدا أشارت استطلاعات الرأي إلى حرارة السباق فيها بين السناتور جون ماكين وحاكم ماساتشوسيتس السابق ميت رومني حيث يتبادل كلاهما موقع الصدارة. واكد استطلاع للرأي أجري في ديترويت، عاصمة ميتشيغان، إلى حصول ماكين على 27% من أصوات الجمهوريين الذين يحق لهم التصويت مقابل 26% لرومني و 19% لهاكابي.
وأشار استطلاع آخر أجرته صحيفة «ديترويت فري بريس» إلى حصول رومني على 27% مقابل 22% لماكين و 16% لهاكابي، وحل عمدة نيويورك السابق رودي جولياني وفريد تومبسون ورون بول على نسب 6 و 5 و4 % على التوالي من الأصوات.
ويبدو التشديد على الاقتصاد ينسجم مع رغبات الناخبين ليس في ميتشغان فحسب حيث بلغت نسبة البطالة 7.4 % وهو مستوى قياسي على الصعيد الوطني، بل في سائر انحاء البلاد.
بدورهم مركز المرشحون الديموقراطيون على عرض برامجهم الاقتصادية. وطرحت هيلاري كلينتون الجمعة الماضية خطة انعاش بقيمة سبعين مليار دولار لمساعدة 37 مليون اسرة تعاني من ارتفاع اسعار الطاقة و«الاف» الاسر المهددة بازمة القروض العقارية.
وقد جمعت في حملتها بين هذا الموضوع وهجماتها على منافسها باراك اوباما الذي وصفته بالخطيب اللبق لكن الفارغ من اي مضمون.
وقالت في هذا الصدد «عندما تتراكم الفواتير ونصل الى كتاب صرف من الوظيفة لنقترب من خسارة كل شيء، تصبح الخطب اخر شيء يتوجب اللجوء اليه»، ووعدت بالعمل مع الحزبين لتبني «حزمة تدابير لانتعاش قوي وسريع من اجل خلق وظائف جديدة جيدة واعادة الحيوية الى الاقتصاد».
وسيغيب الديمقراطيون عن انتخابات ميتشغان التمهيدية بعد أن عاقبت اللجنة القومية للحزب الديموقراطي الولاية بحرمانها من إرسال 156 مندوبا مخصصين لتمثيلها في المؤتمر العام للحزب الذي سيعقد في دينفر بولاية كولورادو في الفترة من 24 وحتى 28 أغسطس القادم لاختيار مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية.
وجاء هذا العقاب بعد ان تمردت الولاية على لوائح الحزب التي تحظر على ولايات أخرى سوى نيو هامبشير، وأيوا ونيفادا وساوث كارولينا إجراء الانتخابات التمهيدية قبل 5 فبراير وتعمدها التبكير بموعد هذه الانتخابات.
وقد عاقب الجمهوريون ميتشغان ايضا لتقديمها موعد الانتخابات التمهيدية لكنهم لم يحرموها الا من نصف المندوبين الممثلين لها في المؤتمر القومي للحزب الذي سيشهد انتخاب المرشح الجمهوري لخوض سباق الرئاسة القادمة، وسيقام هذا المؤتمر في الفترة من الأول وحتى الرابع من سبتمبر القادم في مدينة سانت بول بولاية مينيسوتا وسيمثل ميتشغان فيه30 مندوبا، وهو نصف العدد المخصص للولاية.
الصفحة في ملف ( pdf )