آنى جيران
حدد الرئيس الاميركي جورج بوش مستوى التوقعات الأميركية بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط بالقول «إن المحادثات يجب أن تبدأ فورا»، وطلب وهو يستعد لزيارة الحلفاء السنة من العرب، طلب منهم أن «يتواصلوا» مع إسرائيل.
وفي ختام زيارته إلى إسرائيل عرّج الرئيس الأميركي على النصب التذكاري للمحرقة اليهودية حيث استقبله رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت، ورئيس الدولة شمعون بيريز.
وكان بوش اختتم زيارة رسمية إلى إسرائيل لمدة يومين أجرى خلالها محادثات رسمية مع القادة الفلسطينيين والإسرائيليين، محددا استكمال اتفاق حول السلام بنهاية العام الحالي كحد أدنى بالنسبة للولايات المتحدة، وعلى الرغم من أن الشروط والأهداف الأميركية لا تبدو مختلفة عما ورد في بيانات أميركية سابقة، فقد تضمنت هذه المرة بنودا مفصلة بشكل غير اعتيادي جعلها تبدو قاسية على حليف مقرب من الولايات المتحدة مثل إسرائيل.
والحقيقة أن بوش لم يخرج من محادثاته مع رئيس وزراء إسرائيل إيهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأي نتائج من الممكن أن تقود إلى انفراج هام، ولكن البيت الأبيض قال إن الرئيس الأميركي لم يكن يتوقع في الأصل أي تقدم دراماتيكي اثناء وجوده في المنطقة.
هذا ولم تحقق المحادثات الوليدة بين الطرفين اي تقدم يذكر، حيث خيمت غيوم الخلافات القديمة حول الأرض والإرهاب على الاجتماعات الأولى للمتفاوضين، وقال مسؤولون أميركيون إن الرئيس بوش ومساعديه سيعودون ليتحروا التقدم الذي سيحدث مقارنة مع الوضع الحالي، ووعد الرئيس أن يكون «مؤلما» عندما تستدعي الضرورة ذلك.
ومن جهة أخرى، يبدو واضحا أن الرئيس بوش يريد من الدول العربية أن ترمي بثقلها خلف رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في صراعه الداخلي مع المتطرفين الفلسطينيين، وأن يمنحوه الدعم الإقليمي الضروري للتوصل إلى صفقة سلام قابلة للاستمرار مع إسرائيل. يذكر أن الدول العربية ذهبت «بقوة» إلى مؤتمر قمة أنابوليس الذي دعا إليه الرئيس بوش، حيث أطراهم الرئيس بإشاراته المتكررة إلى مسودة عربية للسلام لم يكتب لها الاستمرار، مثلما لم يكتب الاستمرار لجهود أميركية سابقة. ومع أن الجهود من أجل تحقيق السلام ستشكل محور الزيارة التي ستستمر ثمانية أيام إلى المنطقة، فإن من المتوقع أن يتم التركيز أيضا على الطموحات غير الواضحة لإيران، فالحلفاء السنة للولايات المتحدة، وعلى الرغم من أنهم يختلفون مع الولايات المتحدة حول أفضل السبل لمواجهة طهران، يشعرون أيضا بالقلق إزاء تصاعد القوة الإيرانية بين ظهرانيهم، والخطر الذي قد يشكله أتباعها في يوم من الأيام على أنظمتهم.
ومن المؤكد أن بعض الدول العربية شعرت بالقلق جراء تقييم المخابرات الأخير الذي قلل من شأن الخطر القصير المدى تجاه محاولات إيران اقتناء أسلحة نووية، وذلك على الرغم من أن الرئيس بوش نفسه ومسؤولين آخرين قالوا أنهم يرغبون في حل المشكلة بالطرق الديبلوماسية ولكنهم لا يستبعدون أي خيارات أخرى من الطاولة.
الغارديان
صفحة قضايا في ملف ( pdf )