بيروت - عمر حبنجر
قبيل وصول أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت لاستكمال جهوده لتطبيق المبادرة العربية بشأن لبنان وقبل انتهاء جولة الرئيس الاميركي جورج بوش الى المنطقة، استهدفت سيارة ديبلوماسية تابعة للسفارة الأميركية في بيروت امس بتفجير لدى مرورها على طريق الدورة الكرنتينا المؤدية الى مبنى السفارة في عوكر.
الوزير أحمد فتفت اعتبر ان الانفجار استهدف لبنان تحت راية العداء للسياسة الأميركية في المنطقة ووضعه في خانة إفشال المبادرة العربية وعرقلة مهمة موسى. وقال ان السيارة كانت عائدة من مطار بيروت بعد ان أقلت مسؤولا أميركيا غادر الاراضي اللبنانية وانه جرى رصدها من قبل منفذي الانفجار وهي عائدة من المطار ومتوجهة الى السفارة في عوكر.
كنعان: المسلسل الإجرامي مستمر
النائب إبراهيم كنعان العضو في التيار الوطني الحر وضع بدوره الانفجار في خانة استهداف لبنان عبر جعله مجددا ساحة لتصفية الحسابات وقال ان المسلسل الإجرامي الامني مازال مستمرا في لبنان، مؤكدا ان الحل سياسي عبر توسيع مروحة التفاهم اللبناني - اللبناني. السفير جيفري فيلتمان الذي كان يستعد لمغادرة لبنان استنكر الاعتداء وتلقى اتصالا من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي ابلغه باستنكاره للحادث، في غضون ذلك اعربت السفارة الاميركية عن اسفها للحادث المروع والغت حفلا تكريميا كان مقررا اقامته غدا لوداع السفير فيلتمان بمناسبة انتهاء مهامه في لبنان.
وزارة الخارجية الاميركية اعلنت ان 4 لبنانيين قتلوا في الانفجار، وان سائقا محليا يعمل لدى السفارة اصيب بجروح طفيفة.
وقال شون مكورماك المتحدث باسم الخارجية «لم يكن هناك ديبلوماسيون اميركيون ولا مواطنون اميركيون في السيارة لدى وقوع الحادث، مؤكدا ان 4 لبنانيين لا يعملون لدى السفارة قتلوا في الانفجار». واشار الى ان سائق السيارة الديبلوماسية الاميركية اصيب بجروح طفيفة. وافادت مصادر امنية بأن الانفجار تم بواسطة سيارة مفخخة وانه اوقع اكثر من 20 شخصا اصيبوا بجروح طفيفة تصادف مرورهم بمكان الحادث، وان سيارات قريبة اصيبت بأضرار كبيرة وكذلك بعض الأبنية المحيطة بمكان الانفجار.
وعلى الأثر، طوقت القوى الأمنية مكان الانفجار لمعاينة الحادث من قبل الخبراء الأمنيين، حيث وصل القاضيان جان فهد ورشيد مزهر بعد ساعة من حصول التفجير لمعاينته.
وشوهد ديبلوماسي اميركي ومسؤولون امنيــــون في السفارة في مكان الانفجار لمواكبــــة التحقيق.
زيارة موسى
الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى يعود الى بيروت اليوم لاستئناف ما بدأه في زيارة سابقة من مساع لتنفيذ المبادرة العربية الخماسية حيال الاستحقاق الرئاسي اللبناني. وسيجد موسى في استقباله اجواء مكفهرة بعضها ينتظر عودته بالترياق الشافي من حالة التسمم السياسي المتفشية في لبنان، والبعض الآخر يرى ان لبنان يمر في حالة «فالج لا تعالج». ولن يكون هناك جديد على الامين العام للجامعة الآتي من مصر التي حذر رئيسها حسني مبارك امس وللمرة الثالثة على التوالي من خطورة الوضع في لبنان، معتبرا ان المبادرة العربية هي الحل بعد فشل او تفشيل المبادرة الاميركية والاوروبية، الا ان موسى مازال يراهن على وعي متأخر لدى بعض القيادات اللبنانية علها تنظر الى بعضها بعيون هذا البعض وتدرك اخطار الانسياق القائم خلف موجات الصراع الخارجية مشحونا بعدم الثقة وبخلفية المصالح الشخصية، كما المح الرئيس مبارك وقبله البطريرك الماروني نصرالله صفير.
بري غير مرتاح
على اي حال، الذين التقوا رئيس مجلس النواب نبيه بري امس عكسوا عدم ارتياحه في ضوء المواقف المتصلبة للموالاة وللمعارضة، وحرص كل طرف على التزام حدود موقفه المعلن، لجهة آلية تنفيذ المبادرة العربية او لجهة طرح الحوار الداخلي بحضور وزراء المبادرة العربية او بغيابهم، حيث تسجل المعارضة رفض الاكثرية الاعتراف بالعماد ميشال عون كمفاوض عن المعارضة.
وقد ذهب الوزير السابق سليمان فرنجية الى حد اعتبار هذا الموقف مهينا للطائفة المسيحية التي اختارت عون لتمثيلها. وقال بعد اجتماع لـ «اللقاء الوطني» الذي يضم اقطاب المعارضة ان رفض الاكثرية لقاء الجنرال عون «اهانة اساسية للطائفة التي اختارته ممثلا لها». وعن علاقته ببكركي، قال فرنجية: في السياسة العلاقة سيئة جدا، البطريرك اقرب الى الغرب في سياسته، بينما نحن اقرب الى الشرق.
كرامي يحذّر من التدويل
اجتمع اللقاء الوطني في دارة الرئيس السابق عمر كرامي وحذر من ان تدويل الازمة اللبنانية ينعكس سلبا على لبنان، واشاد باقتراح بري لجهة اقامة طاولة حوار برعاية اللجنة الخماسية العربية. وقال ان العرب مجبورون بلبنان، وانه لا يمكن حل هذا الموضوع الا ضمن صيغة اللاغالب واللامغلوب، وهذه الصيغة نفهمها انه تكون للمعارضة مشاركة حقيقية في حكومة الوحدة الوطنية، فاذا لم تتحقق هذه المشاركة لا يمكن ان يكون هناك حل.
الصفحة في ملف ( pdf )