بيروت - زينة طبارة
رأى عضو اللقاء الديموقراطي نائب الشوف ايلي عون في حديث لـ «الأنباء» ان موجة التفاؤل التي رافقت خطة الطريق التي وضعها وزراء الخارجية العرب في القاهرة لحل الازمة الرئاسية في لبنان بدأت بالانحسار بدلا من ان تتعزز وتقوى، وعزا عون ارجاء جلسة الانتخاب الى 21 الجاري الى تعذر الاتفاق السياسي الذي حددته المعارضة شرطا لانعقاد الجلسة، معتبرا ان الانتكاسة الاولى لحقت بالخطة العربية لمجرد ان البند الاول منها المتعلق بانتخاب العماد ميشال سليمان فورا لم ينفذ، وان انتخاب الرئيس ربط مجددا بالازمة السياسية وبموضوع الحكومة الذي يجب ان يلي الانتخاب بحسب الخطة وليس ان يتزامن معه، مستنتجا ان هذا من شأنه ان يجعل فرص انتخاب العماد سليمان في الفترة الفاصلة ما بين قرار الجامعة العربية والمهلة المحددة في 27 و28 الجاري - الموعد المخصص للتقييم والمحاسبة من خلال التقرير الذي سيقدمه عمرو موسى الى وزراء الخارجية العرب - مهددة بالسقوط.
استدراج موسى إلى دوامة الأزمة
ولفت الى ان المعارضة استدرجت موسى الى الخوض والتورط مجددا في دوامة الازمة والارقام ليجد نفسه مضطرا للبحث في ترميم العلاقات السياسية بين اللبنانيين عبر حوارات ولقاءات تطرحها المعارضة من اجل اغراق المبادرة العربية مجددا في خضم السجالات السياسية بدلا من المباشرة بتطبيق بنود خطتها، معربا عن رفض قوى الاكثرية لهذا الاستدراج.
واعتبر عون ان سلوك المعارضة التي تجاوزت الرئاسة وتُفاوض على الحكومة بدءا بالثلث المعطل مرورا بمحاولتها ابعاد النائب الحريري عن رئاسة الوزراء وصولا الى البحث في الحقائب السيادية في الحكومة يهدف الى عدم انتخاب رئيس للجمهورية اقله في الوقت الحاضر، وذلك في اطار المزيد من العرقلة والتعقيد في محاولة منها لابعاد الحل العربي عن الملف اللبناني، عازيا سبب سلوك المعارضة المذكور - وبالتالي عرقلة انتخاب الرئيس - الى عدم صدور «تأشيرة المرور السورية»، معربا عن قناعته بعدم صدورها في وقت قريب. واستشرف ان زيارة موسى لم تحقق اختراقا وان انتخاب الرئيس لن يحصل في القريب المنظور، بل ستراوح الازمة الرئاسية في حلقة مفرغة مما ينبئ بخطر داهم يحدق بالمبادرة العربية.
واضاف العضو في كتلة النائب وليد جنبلاط ان الموقف السوري الذي بدأ يتملص من المقررات العربية بعد ان انخرط فيها في القاهرة عن طريق احالتها الى الداخل اللبناني، متذرعا بالالتزام بما يتوافق عليه اللبنانيون، يفسر على انه اعلان عن عدم حصول الانتخابات الرئاسية قبل التفاهم والاتفاق على الحكومة وحتى على بعض التعيينات في الادارات الرسمية والمراكز الحساسة في الدولة، وعلى انه اصرار على عدم تعديل الدستور لانتخاب العماد سليمان، معلنا ان ما سبق توج بنقل الحوار من عين التينة الى الرابية وحصر التفاوض مع العماد عون لعلم المعارضة المسبق بصعوبة محاورته من قبل الاكثرية بسبب عدم توافر المناخات السياسية الملائمة اولا ولقطع الطريق امام انفتاح النائب جنبلاط على الرئيس نبيه بري ثانيا.
التقارب السعودي - السوري
وقال عون ان بداية التقارب السعودي - السوري بدأ في القاهرة لما ولدت المبادرة العربية، معلنا ان هذا الاجتماع دعا الى اصدار قرار عربي جامع حول الازمة اللبنانية، لكنه لم يكن كافيا، لأن المصالحة السعودية - السورية التي كان من المفترض ان تؤدي الى انجاح المبادرة العربية لم تحصل.
واوضح ان سورية تسعى الى التقارب مع السعودية ليس فقط من اجل حلحلة الازمة اللبنانية، انما لانجاح القمة العربية المقبلة في دمشق، لأن السعودية هي التي ستسلم رئاسة القمة الى الرئيس بشار الاسد، وان عدم حضورها يعني عدم حصول القمة العربية في سورية.
وعن عودة الكلام الى تحرك المعارضة في حال تأكد فشل المهمة العربية، شدد النائب على وجود نوع من التوازن السلبي بين الفرقاء اللبنانيين، معتبرا ان الكلام عن التصعيد والتحرك واعطاء المهل هو نوع من التهويل والتحذير، مؤكدا عدم استطاعة المعارضة التحرك خارج سقف الازمة وعدم حصول فوضى واراقة دماء، لأن ذلك لا يخدم مصلحة المعارضة بل تستعمل تهويلها كوسيلة للضغط على حكومة الرئيس السنيورة في محاولة لتغيير قواعد اللعبة السياسية، معتبرا ان المعارضة لا تملك هامشا اكبر من التهويل لتتحرك فيه.
وختم عون مناشدا جميع الفرقاء اللبنانيين بتلقف الفرصة المتاحة امامهم وبانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن، متوجها للمسيحيين بصورة خاصة بالقول انه طالما طالبوا برئيس قوي فإن الرئيس المسيحي القوي الذي سيتمكن من استعادة بعض ما فقدوه في السنوات الماضية من حضور مسيحي فاعل، خصوصا في سدة الرئاسة، هو العماد سليمان الحائز على اجماع لبناني وعربي وعلى دعم دولي، مؤكدا انهم لن يحظوا بأنسب منه لاستعادة دورهم الريادي في لبنان والمنطقة.
الصفحة في ملف ( pdf )