بيروت - عمر حبنجر
نجح الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تحقيق لقاء ثلاثي بين اطراف الموالاة والمعارضة في مجلس النواب اللبناني بعد جهد جهيد.
حضر اللقاء الرئيس الأسبق للجمهورية امين الجميل بصفته ممثلا للفريق الماروني في قوى الاكثرية والعماد ميشال عون مفوض المعارضة الذي حل محل رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب سعد الحريري رئيس تيار المستقبل وتكتل الاكثرية النيابية بصفته ممثلا لها.
وربما اثار وجود الرئيس الجميل في هذا اللقاء الحواري تحت رعاية الامين العام للجامعة العربية علامات استفهام، لكن المتابع للاتصالات والضغوط لا يستغرب اختيار الجميل كطرف ماروني موال في مواجهة الطرف الماروني المعارض الذي هو العماد عون بعدما قابلت الاكثرية اصرار المعارضة على تفويض عون بالاصرار على ان يكون مفوضها للحوار معه د.سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبناني.
وكانت المعارضة بررت تفويضها لعون بـ«حتى لا يقال انه لا دور للقيادات المسيحية في صياغة الاتفاقات الوطنية».
وردت الموالاة بالقول ان تفويض عون يقتضي ان يقابله مفوض مسيحي من خط الاكثرية حتى لا يظن العماد انه الممثل الاوحد للمسيحيين في لبنان.
أجواء متغيرة إيجابيا
وقبل حلول ساعة صفر اللقاء بين العماد عون والنائب الحريري والرئيس السابق امين الجميل، كان الجو الذي عاد به الامين العام للجامعة العربية يؤشر الى مناخات ايجابية.
ويقول رئيس وزراء سابق التقاه موسى لـ «الأنباء»: لقد لاحظت تغير بعض المواقف، وربما هذا ناجم عن شعورهم بخطورة الوضع.
ويضيف رئيس الوزراء السابق ان المعطيات المتوافرة تشير الى تحرك عربي ضاغط في اعقاب رفع الرئيس الاميركي جورج بوش الصوت محذرا من العبث باستقرار لبنان واعاقة استحقاقاته الدستورية.
ويتابع رئيس الحكومة السابق لـ «الأنباء» ان هذه المعطيات فرضت تسريع تنفيذ المبادرة العربية في لبنان قبل 27 الجاري - موعد اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وقد اصر موسى على ان يجعل هذا الاجتماع التمهيدي لكسر الجليد بين الطرفين المعارضة والموالاة قبل ذهابه الى دمشق اليوم كي لا يبقى هذا اللقاء محور مساعيه الدمشقية الوحيد.
وقد نقل قادة الاكثرية الى موسى تجاوبهم مع مساعيه والمضي في تنفيذ المبادرة، وعن التقاء العماد عون والنائب الحريري قالت المصادر ان الامين العام هو من يقرر.
وتقول المصادر ان موسى حذر من التقاهم امس الاول من اخفاق محاولة انتخاب العماد ميشال سليمان، ملاحظا اهمية الدعم الدولي للمبادرة العربية.
وتحدثت المصادر عن تفجيرات شهرية قد يغدو لبنان مسرحا لها.
الحريري: عم أتحدث مع عون؟
لكن مصدرا في لجنة المتابعة لقوى 14 مارس ابلغ «الأنباء» بان الحريري تساءل امام اركان قوى الاكثرية عما سيتحدث به مع العماد عون المفوض من المعارضة لمفاوضته.
ثم استطرد النائب الحريري قائلا انه ابلغ الامين العام للجامعة العربية انه اذا لمس وجود افق ايجابي فقد يصبح مستعدا للقاء العماد عون، وان موسى شجعه على ذلك من قبيل اختبار المواقف على الاقل.
فشل اللقاء يعني فشل المبادرة
واردف الحريري قائلا ان هذا اللقاء في حال فشله سيثبت فشل المبادرة العربية لأنه سيكون حوارا بلا افق، آملا ان تستمر المبادرة العربية حتى الموعد المقبل لاجتماع وزراء الخارجية العرب في 27 الجاري على الأقل.
وعن ترشيح العماد سليمان للرئاسة، قال المصدر: لا بديل عن ترشيح قائد الجيش، وهذا الترشيح مستمر حتى يعلن سليمان نفسه العكس، وهو الذي بات مقتنعا بحسب المصدر ان المعارضة تحاول ان تتلاعب معه.
وفي لقاءاته صباح امس، قال موسى بعد اجتماعه مع سعد الحريري: نحن في خضم اتصالات تفتح بعض الآفاق ونحن نعمل على عقد لقاءات بين الاطراف.
وانتقل موسى الى السراي الحكومي، حيث التقى الرئيس فؤاد السنيورة، ثم التقى النائب ميشال المر الذي كان يعمل على خط اقناع العماد ميشال عون.
ومن السراي الى عين التينة، حيث التقى رئيس المجلس نبيه بري وفي عين التينة نضجت طبخة اول لقاء حواري مباشر بين الموالاة والمعارضة، وعسى ان ينضج الحل الذي طال انتظاره.
الصفحة في ملف ( pdf )