بيروت - عمر حبنجر
توقفت الاوساط السياسية في بيروت امام الحديث عن اتصالات لعقد قمة عربية استثنائية عاجلة في القاهرة الشهر المقبل من اجل النظر في الاعتداءات الاسرائيلية على غزة، فضلا عن الموضوع اللبناني المتقهقر، رغم الدعم العربي الذي تبدى بالمبادرة التي اخفق الامين العام للجامعة عمرو موسى في تسويقها رغم كل الجهود.
واعتبرت مصادر مطلعه ان توقيت هذه القمة قبل القمة الدورية المقررة في دمشق خلال مارس المقبل، وبعد اجتماع وزراء خارجية الجامعة في 27 الجاري وبعده جلسة الانتخاب الـ14 في 11 فبراير، فيها رسالة الى سورية بالذات، تربط انعقاد القمة في دمشق بمعالجة الوضع المتدهور في لبنان.
تسمية الخازن وبويز
لكن يبدو ان وضع المبادرة العربية زاد تدهورا منذ زيارة موسى الى دمشق، بحيث تواترت معلومات غير مؤكدة عن انسحاب المعارضة من التوافق الذي ارتبطت به مع الموالاة علي اختيار العماد ميشال سليمان، كرئيس توافقي، ما يعني ان كل عناصر المبادرة الثلاثة: انتخاب رئيس وتشكيل حكومة وحدة وطنية فإقرار قانون انتخابات، قد تبددت. وفي المعلومات ان الرئيس السابق اميل لحود الذي زار دمشق كمدعو لاحتفالات اعتبارها عاصمة للثقافة العربية، رشح امام المعنيين هناك، الوزير السابق وديع الخازن لرئاسة الجمهورية. بيد ان الفريق الآخر في المعارضة الذي يمثله الرئيس نبيه بري طرح اسم وزير الخارجية السابق فارس بويز.
وفي وقت تؤكد الموالاة تمسكها بترشيح العماد سليمان، فيما يتجه بعضها الى طرح الرئيس السابق أمين الجميل كمرشح بديل، إذا ما اصر العماد سليمان على موقفه التوافقي والتزاماته الدستورية.
وكان الامين العام للجامعة تمنى في تصريح لـ«الاهرام» ألا تتأثر القمة العربية بما آل اليه الوضع في لبنان، لأن القمة مؤسسة تتعلق بقضايا كثيرة، ولا تتعلق بلبنان فقط، لكن إذا استمرت او استعرت المشكلة اللبنانية ولم تحل فإنها ستؤسس للكثير من التأثير السلبي في الاجواء العربية.
وامل ألا يفشل العرب في اجاد حل في لبنان، «كما نرجو ألا يتدخل اي طرف خارجي في شؤوننا العربية، وانا ارى ان الحل العربي مطروح، وواجب كل الدول العربية ان تساعد». وكان موسى اعتبر في مطار بيروت انه من غير الوارد زيارة «وزراء المبادرة» العربية الى بيروت.
موسى والخرافي اتصلا ببري
في غضون ذلك تلقى رئيس مجلس النواب اتصالا هاتفيا من عمرو موسى اكد له خلاله ضرورة متابعة الحوار الذي بدأ بين الموالاة والمعارضة، لأنه لا مجال لخلاص اللبنانيين إلا بمتابعة حوارهم.
كما تلقى بري اتصالا من رئيس مجلس الامة الكويتي جاسم الخرافي، عرض معه خلاله المبادرة العربية وضروررة استمرارها.
وقد تمنى بري على الخرافي تأييد موقف الوفد البرلماني اللبناني الى مؤتمر البرلمانات الاسلامية في 25 الجاري.
الرئيس بري اكد مجددا ان المبادرة العربية ليس لها إلا تفسير واحد يقوم على 10 وزراء للموالاة ومثلها للمعارضة ومثلها للرئيس. املا في ان يتمكن الاجتماع الوزاري العربي في القاهرة يوم 27 الجاري من الخروج بتفسير واضح، يضع الازمة على طريق الحل.
كما امل ان يكون تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية الى 11 فبراير، التأجيل الاخير، ملاحظا عدم صدور اي موقف اميركي مؤيد للمبادرة العربية. وقال ان الرئيس بوش جاء الى المنطقة كداعية سلام في الموضوع الفلسطيني - الاسرائيلي وغادرها كداعية حرب ضد ايران وداعية للدولة اليهودية، وما تتضمنه من عنصرية وتحضير لنكبة جديدة ضد الفلسطينيين والعرب. بري قال «للسفير» انه ينظر بريبة الى الحملة ضده من قبل بعض فريق الاكثرية، واضاف: «انا اعلم تماما ما يدفعهم الى مهاجمتي ولن يكون لهم ما يريدون، وعلى كل الاحوال اعتقد انهم نادمون على انتخابي لرئاسة مجلس النواب، ويومها الكل يعلم ان كل العالم وقف ضدي ومع ذلك لم يستطيعوا منع انتخابي».
الوزير حمادة
وزير الاتصالات مروان حمادة رد على الرئيس بري بأن تفسيره المعلن للمبادرة العربية ومطالبته بعقد اجتماع جديد لوزراء الخارجية العرب يشكل نعيا لجلسة الانتخاب قبل اعلان ارجائها، ملاحظا ان منطق المعارضة يتكرر «يخسرون الانتخابات، فيطالبون بانتخابات جديدة، لا يعجبهم القرار العربي فيطالبون بقرار جديد، نتوافق على رئيس فيغيرون رأيهم».
بدوره البطريرك الماروني نصرالله صفير وصف زمننا الحاضر بالرديء، وقال امام وفد من رؤساء بلديات ومخاتير منطقة دير الاحمد: «ان ما حدث قد حدث وإذا شذ احد ابنائنا، فعلينا ان نعيده، ومهمة البطريرك ان يجمع ابناءه».
الصفحة في ملف ( pdf )