بيروت - عمر حبنجر
الاضرابات العمالية والتحركات المطلبية لم تشغل الاوساط السياسية في لبنان، عما يمكن ان يتمخض عنه اجتماع وزراء خارجية المبادرة العربية حيال لبنان في القاهرة، التي استضافت رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امس، وطمأنته الى حجم اهتمامها الكبير بحل الازمة اللبنانية، قبل ان ينتقل الى الرياض في اطار نفس المسعى.
وفي معلومات لـ«الأنباء» من مصادر شبه رسمية، ان الموقف المصري واضح الدعم للمبادرة، ولحكومة السنيورة، وان الامين العام للجامعة سيحاول الا يبقي الجهات المعرقلة للمبادرة العربية وبالتالي للحل في لبنان، في خانة الضمائر المستقرة وإن ما يجب اخذه بعين الاعتبار ان الوزراء الخمسة قد لا يتبنون تقرير الامين العام، مع وجود وزيري خارجية سورية وقطر.
وقد اتصل رئيس المجلس نبيه بري بالامين العام للجامعة عمرو موسى امس واستطلع منه الاجواء. وظهرا التقى بري رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد حيث عرضا معا ما يمكن ان يسفر عنه اجتماع وزراء الخارجية يوم الاحد (بعد غد).
وقال رعد بعد اللقاء: «ما نراه من هذا الاجتماع لا يسمح بارسال اشارات للبنانيين حول حل قريب، لكن الفرصة لاتزال مفتوحة، اذا كانت القراءة العربية صحيحة للمبادرة».
وامل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة ان يحيط العرب الموالاة والمعارضة في لبنان بذات العناية. وكرر القول «ننتظر التفسير العربي لهذه المبادرة». وعن التحركات الاعتراضية للمعارضة قال: «انها مرهونة بقرار سياسي، والقرار يصدر في حينه ولسنا متعجلين».
وسئل عن رد السنيورة عليه ببيتين من الشعر للامام الشافعي يتحدثان عن السفيه، فأجاب: «الامام الشافعي حدد في شعره كيفية التعاطي مع السفيه، وانا اربأ بنفسي ان ارد واكتفي بهذا».
بري يرد على السنيورة
المكتب الاعلامي لرئيس المجلس اصدر بدوره بيانا توضيحيا لما ادلى به السنيورة، والذي كان قد حيا مواقف بري من مسألة الاضراب ودعوته الى فهم هواجس الآخرين وعودة الحوار وعودة المجلس النيابي المعطل منذ 15 شهرا للعمل.وجاء في البيان التوضيحي: «نوافقه على رأيه تماما فيما لو اضاف، معللا سبب تعطيل المجلس ومرده لحكومته الفاقدة الشرعية الدستورية والميثاقية بجهوده» والقول لبيان المكتب الاعلامي لبري.
جعجع يقترح على عون تعديل الدستور
في غضون ذلك، اعلن رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية د.سمير جعجع استعداده عبر كتلة القوات للتوقيع على اقتراح قانون لتعديل الدستور واعطاء رئيس الجمهورية حصة وازنة في الحكومة، داعيا العماد ميشال عون رئيس كتلة التغيير والاصلاح الى التقدم بهذا الاقتراح وان القوات ستكون اول من توافق.
واعتبر ان ما نعيشه اليوم هو بمنزلة الحرب الباردة، منبها على ضرورة عدم تحويلها الى حرب اخرى، معتبرا ان الخلاف بين مشاريع.
مذكرة من الموالاة إلى الوزراء العرب
في غضون ذلك، كشف الامين العام لقوى 14 مارس النائب السابق فارس سعيد عن اعداد مذكرة باسم قوى 14 مارس الى وزراء خارجية الدول الموقعة على المبادرة العربية ستسلم لسفراء هذه الدول في بيروت او في القاهرة قبل الاجتماع التقييمي للمبادرة يوم الاحد.
وقال سعيد ان المذكرة تحمّل المحورالسوري - الايراني مسؤولية الضغط على حلفائهم اللبنانيين لعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية.
ولفت الى انه ليس من جدوى لأي طرف لبناني او اقليمي من عرقلة هذا الانتخاب سوى احداث الفراغ، واضاف ان المذكرة تطالب الجامعة العربية بشكل واضح بالوقوف الى جانب اللبنانيين وان تمارس الضغوط على المحور السوري بالتحديد لاجل تسهيل انتخاب العماد ميشال سليمان، وتطرقت الى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية واعداد قانون الانتخابات.
وردا على سؤال لاذاعة «صوت لبنان»، اعرب عن اعتقاده ان مبادرة الجامعة لم تسقط، وقال: علينا الا ننسى ان هناك فكرة لعقد اجتماع استثنائي للقمة العربية قبل قمة مارس السنوية من اجل لبنان وفلسطين، وهذا يصب ايضا في خانة الزيارة التي قام بها الرئيس السنيورة الى مصر والمملكة العربية السعودية.
ورفض سعيد فكرة ارسال وفد من قوى 14 مارس الى الجامعة العربية، مكتفيا بارسال المذكرة، وقال ان الجامعة تضع لبنان في قلبها وفي صلب اهتماماتها ولا داعي لدعوتها الى المزيد من الجهود، لكن علينا وضع نظرتنا للوضع في تصرف الجامعة، وهذا ما تتضمنه المذكرة، الا انه لم يعلق على القول ان المعارضة تريد ايفاد من يمثلها الى القاهرة لهذه الغاية.
الصفحة في ملف ( pdf )