سعى الحاكم السابق لولاية نيويورك رودي جولياني بقوة من أجل البقاء السياسي في الانتخابات الاولية لاختيار المرشح الرئاسي للحزب الجمهوري التي جرت أمس في ولاية فلوريدا فيما أشارت استطلاعات الرأي إلى تفوق السيناتور جون ماكين بفارق طفيف على الحاكم السابق ميت رومني في السباق من أجل الفوز بالترشيـــح الجمهـــوري.
وكان الحزب الديموقراطي قد قرر حرمان فلوريدا من إرسال أي مندوبين إلى المؤتمر العام لاختيار مرشح الحزب في أغسطس المقبل بسبب تحدي الولاية لزعماء الحزب على المستوى القومي وتحديدها موعدا للانتخابات الاولية فيها قبل الموعد المقرر لها في سلسلة سباقات الولايات بمدة طويلة.
ولم يقم المرشحون الديموقراطيون بشكل عام بأي دعاية انتخابية في الولاية الجنوبية رغم أن السيناتور هيلاري كلينتون تسعى لاستعادة تمثيل فلوريدا في المؤتمر العام لاختيار مرشح الحزب حيث تشير الاستطلاعات إلى تفوقها هناك على أقرب منافسيها السيناتور باراك أوباما.
وحصل أوباما على تأييد اثنين من عائلة كينيدي المرموقة وهما السيناتور إداورد كينيدي وكارولين كينيدي، أخو وابنة الرئيس الأميركي الراحل جون كينيدي وهو ما يمكن أن يحسن من موقفه.
وعلى الجانب الجمهوري فإن السيناتور ماكين الذي يمثل أريزونا في مجلس الشيوخ حصل على 31% من أصوات الناخبين المحتملين في استطلاعات الرأي وهو ما يزيد بفارق واحد أو اثنين بالمائة عن رومني.
وحصل جولياني وحاكم أركانسو السابق مايك هوكابي على نسبة 16% و13% في استطلاعات الرأي على الترتيب.
وكان المراقبون ينظرون إلى جولياني باعتباره مرشحا قويا عندما بدأ حملته الانتخابية بعد أن حقق شهرة عالمية بفضل قيادته رد نيويورك على هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي في المدينة عام 2001 ونجاحه في مكافحة الجريمة في نيويورك التي كانت معروفة بانعدام الامن فيها.
وناضل ممثل الادعاء السابق للحصول على قوة دفع في الانتخابات الاولية المبكرة التي يتنافس فيها المرشحون للفوز بترشيح حزبهم. وقرر جولياني في نهاية المطاف عدم المنافسة في الولايات الصغيرة مثل أيوا ونيوهامبشير ونيفادا وساوث كارولاينا استنادا إلى نصيحة مستشاريه الذين قالوا إنه لن يحظى بقبول كبير في تلك الولايات.
وفي ضوء ذلك حول جولياني اهتمامه وإنفاقه إلى الولايات الكبيرة مثل فلوريدا.
يذكر أن فلوريدا هي حتى الآن اكبر ولاية تجري فيها الانتخابات الداخلية الحزبية.
ويمكن أن يكون تحقيق نتيجة طيبة في فلوريدا بمنزلة نقطة انطلاق قوية للفوز في «الثلاثاء الكبير» في الخامس من فبراير المقبل عندما يجري الحزبان الكبيران انتخابات أولية في أكثر من 20 ولاية لاختيار مرشحيهما الرئاسيين.
ولم يظهر حتى الآن مرشح جمهوري توافقي يستميل الناخبين بشأن القضايا الرئيسية التي تشغل بالهم - الاقتصاد والدفاع القومي والمسائل الاجتماعية حيث ان هناك العديد من المرشحين المحتملين وهم ماكين ورومني وهوكابي الذين حققوا انتصارات في اول خمسة سباقات وهو ما يعني أن الصورة قد تظل غير واضحة بالنسبة لمرشح الحزب الجمهوري حتى بعد انتخابات الخامس من فبراير المقبل.
ورغم فوزه في نيوهامبشير وساوث كارولاينا فإن ماكين مازال بعيدا عن أن يصبح أقوى المرشحين بلا منازع.
الصفحة في ملف ( pdf )