القاهرة - هناء السيد
اجرى الرئيس المصري محمد حسني مبارك محادثات في القاهرة امس مع غلام حداد عادل رئيس مجلس الشورى الايراني في اول لقاء على هذا المستوى منذ تجميد العلاقات بين البلدين منذ نحو ثلاثين عاما.
ووصف حداد عادل المحادثات مع مبارك والتي استغرقت نحو الساعة بانها «جيدة ومثمرة».
وقال ان مبارك اكد له رفضه اي ضغوط من واشنطن للحيلولة دون استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين.
وصرح حداد عادل للصحافيين بأن «وجوده في القاهرة يثبت تحسن العلاقات بين الجمهورية الاسلامية ومصر».
تأثير سلبي
وردا على سؤال حول ما اذا كان للولايات المتحدة تأثير سلبي على عودة العلاقات الثنائية، قال المسؤول الايراني ان «البعض قد يعتقد ان لاميركا تأثيرا سلبيا فى هذا الموضوع والضغوط الاميركية هي التى تحول دون تطبيع العلاقات المصرية - الايرانية».
واضاف «لكن الواقع هو ان الرئيس مبارك اعلن وبكل وضوح انه لا يقبل اي ضغط من جانب اميركا أو اي طرف وان قراراته انما تنطلق فقط من ارادة الشعب المصري، وتابع بالقول ان الرئيس مبارك تحدث خلال اللقاء عن «وجهة نظره الايجابية والودية تجاه تطوير وتعزيز العلاقات الثنائية وتأكيده بشكل جلي على تأييده لكل نوع من أنواع التعاون بين مصر وايران ويدعو لتعزيزه».
واضاف المسؤول الايراني انه اكد وجهة نظر ايران في «اهمية تفعيل آليات هذا التعاون فى المجالات المختلفة»، وقال «اطلعنا الرئيس مبارك على موقف ايران الواضح فى هذا الخصوص ولاسيما أهمية تعزيز التعاون فى المجالات الاقتصادية».
واوضح انه بحث مع الرئيس المصري عددا من القضايا من بينها «التطورات في الشان الفلسطيني والاوضاع فى قطاع غزة وايضا ما يجري على الساحتين العراقية واللبنانية».
واضاف «اكدنا ان التعاون بين مصر وايران يمكن ان يسير لمصلحة تأمين السلام والاستقرار فى هذه الدول».
وقال المسؤول الايراني انه اكد كذلك خلال اللقاء على ان «وجود مصر قوية وايران قوية ووجود تعاون بينهما كقطبين للعالم الاسلامي بامكانه ان يمضي قدما للامام لمصلحة تعزيز السلام في العالم الاسلامي وفي المنطقة وعلى المستوى العالمي بشكل عام».
وحول مااذا كان لدى ايران استعداد حقيقي لازالة المعوقات التي تحول دون تطبيع العلاقات المصرية - الايرانية بشكل كامل وهى تسليم مصر بعض المطلوبين أمنيا وتغيير اسم الشارع الذى يحمل اسم قاتل الرئيس المصري السابق محمد انور السادات، قال حداد عادل «إننا نعتبر هذه المسائل أمورا جزئية وطفيفة»، على حد قوله، مضيفا «انها أمور قابلة للحل عبر المحادثات ولا نعتبرها من العقبات الرئيسية لتطبيع العلاقات».
طبق من فضة
وردا على سؤال حول ما إذا كانت ايران تريد تطبيع العلاقات على «طبق من فضة» دون ان تفي بمطالب مصر الخاصة بالموضوع الامني وموضوع اسم الشارع، قال المسؤول الايراني «إن الامر ليس كذلك وكرر القول بأن هذا الموضوع يمكن تسويته وليس من القضايا التي تحول دون تطبيع العلاقات بين البلدين».
علاقات كاملة
واوضح أن الامر يحتاج فقط لفترة زمنية، مشيرا الى انه حاليا ورغم عدم وجود علاقات ديبلوماسية كاملة بين البلدين، إلا أن هناك ارتباطا ثنائيا على مختلف المجالات والمستويــات.
وحول ما اذا كان يمكن لايران ان تقوم من جانبها باعادة العلاقات من جانب واحد باعتبار أنها هى التي كانت قد قطعتها، قال غلام حداد عادل رئيس مجلس الشوري الايراني (البرلمان) ان الرئيس الايراني محمود أحمدى نجاد أعلن في الآونة الاخيرة بكل صراحة ان ايران مستعـــدة لاعـــادة علاقاتهـــا السياسيـــة مـــع مصــر.
الصفحة في ملف ( pdf )