افاد مصدر عسكري تشادي بأن المتمردين سيطروا على العاصمة نجامينا بعد مواجهات مع القوات النظامية استمرت اكثر من 3 ساعات، فيما بقي الرئيس ادريس ديبي في مقر الرئاسة.
وهو ما اكده وزير الخارجية التشادي احمد علامي أيضا قائلا ان ديبي موجود في القصر الرئاسي في العاصمة التشادية حيث شهد محيط القصر معارك استخدمت فيها الاسلحة الثقيلة.
وقال المصدر ان «المدينة بأسرها باتت تحت سيطرة المتمردين ولم يعد هناك الا معارك تطهير»، مشيرا الى ان الرئيس ديبي «لايزال في المقر الرئاسي». في المقابل، أعلن مسؤول في التمرد التشادي ان بإمكان ديبي المحاصر في مقر الرئاسة الرحيل اذا أراد.
وصرح اباكار توليمي في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس «نفترض وجود ديبي داخل قصر الرئاسة واذا أراد الرحيل فإننا لا نرى مشكلة في ذلك».
وأضاف «اننا نسيطر على الوضع وعلى المدينة، ثمة جيوب مقاومة لكن مازال جنود الحكومة فقط حول القصر الرئاسي ويقصفون بالسلاح الثقيل».
وقال شهود ان السكان في بعض الاحياء رحبوا بوصول المتمردين الذين جابوا العاصمة في شاحنات صغيرة مرقطة وهم يرتدون بدلات خضراء ويضعون عصبات بيضاء على اذرعهم.
وحدثت اعمال نهب وتخريب فور وصولهم وفقما افاد مسؤولون في اجهزة امنية تابعة لمنظمات دولية، وشوهد الدخان الاسود يتصاعد في قطاع المقر الرئاسي دون ان يعرف مصدره تحديدا. وقال شهود ان المتمردين احتلوا سجن نجامينا واطلقوا سراح جميع السجناء.
وبحسب مصدر عسكري تشادي، فإن رئيس اركان الجيش التشادي داود سمعان قتل اول من امس في مساغيت على مسافة خمسين كلم شمال نجامينا في اولى المواجهات بين المتمردين والقوات الحكومية.
تضارب معلومات
خلافا لذلك، اكد صقر يوسف سفير تشاد في المملكة العربية السعودية ان قوات الجيش التشادي لم تفقد السيطرة على العاصمة نجامينا، وان الرئيس ادريس ديبي متواجد بالقصر الجمهوري ويمارس مهامه وصلاحياته الرئاسية، نافيا الانباء التي ترددت عن استيلاء المتمردين على العاصمة.
وقال يوسف - في تصريح خاص لقناة «الجزيرة» الفضائية امس من الرياض - «الامور في نجامينا تحت السيطرة تماما والهجوم الذي شنه المتمردون على العاصمة صباح اليوم (امس) تم صده تماما وبدأ الجيش في مطاردة العناصر المتمردة».
واشار السفير التشادي الى ان هناك 10 سيارات لقوات المتمردين نجحت في التسلل الى داخل العاصمة وقامت باطلاق النار بالقرب من قصر الرئاسة، لكن قوات الجيش التشادي ردت عليها وسيطرت على الامور تماما.
اتصال ساركوزي
في غضون ذلك، قال بيان صادر عن مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي امس ان ساركوزي اجرى محادثات مع الرئيس التشادي ادريس ديبي في اتصال هاتفي لبحث القتال الدائر حاليا في تشاد بين القوات الحكومية والمتمردين.
وقال بيان من قصر الاليزيه «اكد رئيس الجمهورية الفرنسية ان جميع الاجراءات اتخذت لضمان سلامة الرعايا الفرنسيين. كما اجرى محادثات مطولة مع الرئيس ديبي».
كما بحث ساركوزي الوضع في تشاد مع الجنرال جورجلان رئيس اركان الجيش الفرنسي وبرنار كوشنير وزير الخارجية ووزير الدفاع ايرفيه موران.
وكان مصدر في الجيش الفرنسي المنتشر في تشاد أفاد بأن نحو الفي متمرد تشادي دخلوا نجامينا حيث خاضوا معارك مع القوات النظامية قرب القصر الرئاسي خصوصا. كما اعلنت رئاسة الاركان الفرنسية وصول تعزيزات قوامها 150 جنديا فرنسيا صباحا إلى نجامينا.
بموازاة ذلك دعت السلطات الفرنسية رعاياها المقيمين في نجامينا الى «لزوم منازلهم وعدم الخروج» بسبب المعارك الدائرة في العاصمة التشادية، حسبما افادت وزارة الخارجية الفرنسية.
وجاء في رسالة بثتها السفارة الفرنسية محليا ووزارة الخارجية في باريس «نظرا الى المعارك الجارية في نجامينا» يطلب من الرعايا الفرنسيين «الاحتماء في منازلهم وعدم الخروج».
وتابعت الرسالة «ننصحهم بقوة في الوقت الحاضر الا يحاولوا التوجه الى احد نقاط تجمع الجالية الفرنسية او القيام بأي تنقل آخر».
وكان الفرنسيون المقيمون في العاصمة التشادية بدأوا بموجب تعليمات سابقة التجمع في 3 مواقع من المدينة استعدادا لاجلائهم في حال صدور طلب من السفارة الفرنسية.
ويقيم نحو 1500 فرنسي في تشاد بينهم 85% في نجامينا.
بدورها أجلت سفارة الصين لدى تشاد أكثر من 200 شخص من أفراد الجالية الصينية إلى الكاميرون فيما أكدت سفارة الصين فى ياوندى وصول هؤلاء الرعايا إلى مدينة «كوسيرى» الحدودية بانتظار عودتهم إلى وطنهم.
وأمرت وزارة الخارجية الصينية سفارتيها فى البلدين باتخاذ كل الاجراءات الضرورية لضمان أمن وسلامة ومعيشة المواطنين الصينيين. بينما تتأهب لارسال شحنات من الأدوية والأغذية إلى أفراد الجالية الصينية الذين مازالوا في تشاد.
الصفحة في ملف ( pdf )