بيروت - عمر حبنجر
الانظار في بيروت تترقب مرة اخرى عودة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى بسلة حلول جديدة، ضمن اطار المبادرة العربية اياها.
واشارت مصادر لبنانية الى اتصالات اجراها موسى امس مع قيادات لبنانية بينها الرئيس نبيه بري لتحديد موعد عودته الى بيروت.
وكان لافتا امس، مناشدة صدرت عن وفد من مشايخ دار الفتوى برئاسة رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبداللطيف دريان خلال زيارة لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبدالأمير قبلان كان لافتا مناشدة وجهها الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، تدعوه لاطلاق مبادرة حوارية جديدة.
والمعروف ان تحركات دار الفتوى، لا تخرج عن افق الاكثرية النيابية في لبنان.
وقال دريان في تصريح مكتوب: ندعو بقلب منفتح وباخلاص وحرص على الوطن لبنان، رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهو الذي أوتي حكمة كبيرة في السياسة اللبنانية لاطلاق مبادرة جريئة كما عودنا، بأن يدعو جميع الفرقاء السياسيين الى قبة البرلمان، والى طاولة الحوار الوطني والا يتركوا طاولة الحوار الا بعد ان يتوصلوا الى حل توافقي يضمن لهذا البلد الاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي.
المبادرة ليست مرتبطة بالتحقيق
وترافق مع ذلك تأكيد عضو في تكتل التغيير والاصلاح ان المبادرة العربية ليست مرتبطة بموضوع التحقيق في احداث مار مخايل - الشياح.
وقال النائب فريد الخازن ان المطلوب الخروج من الازمة، معربا عن اعتقاده في حديث اذاعي صباح امس الاثنين باننا لم نصل بعد الى بلورة اي افكار او بدائل عن المبادرة العربية.
املا الا نكون دخلنا في وضع تتحول فيه المبادرة الى مبادرة لادارة الازمة وليس حلها، مشيرا الى ان اي افكار جديدة ومنها فكرة حكومة اقطاب لابد من التداول بها وطرحها لاننا قد نكون وصلنا الى طريق مسدود.
غير ان عضو كتلة المستقبل النيابية د.عمار حوري رأى من جهته انه لا ارتباط بين التحقيق في احداث الاحد الماضي وعودة الامين العام للجامعة عمرو موسى الى لبنان، لافتا الى ان هذه العودة مرتبطة بجهد عربي تجاه دمشق التي تتسبب بالتعطيل.
حوري الذي كان اول من اعلن دعم الاكثرية لترشيح العماد سليمان اكد في تصريح له امس ان ترشيح العماد ميشال سليمان اصبح اكثر ثباتا من اي وقت سابق، وانه يحظى يوما بعد يوم بمزيد من الاقتراب نحو الاجماع اللبناني، مؤكدا ان الانتخابات الرئاسية ستكون في موعدها.
حزب الله متحفظ
بالمقابل فإن مصادر حزب الله لم تعول كثيرا على عودة عمرو موسى «وسط رفض الادارة الاميركية للمبادرتين العربية والفرنسية طبقا لما أبلغت به باريس من واشنطن بحسب مصادر حزب الله، وهذا ما وجدت فيه «اذاعة النور» تفسيرا لما وصفته بتعنت فريق 14 مارس ورفض لكل الحلول المتوازنة».
هذا ونقلت مصادر عربية في باريس ان ثمة توجها نحو تشكيل حكومة اقطاب مصغرة تتحول الى هيئة حوار الى جانب رئيس الجمهورية وتأخذ على عاتقها ادارة الوضع حتى موعد الانتخابات النيابية المبكرة.
حوار موسى ونصرالله
وفي ندوة اقامتها المستشارية الثقافية الايرانية في بعلبك بمناسبة الذكرى 29 لانتصار الثورة في ايران، اكد عضو شورى حزب الله الشيخ محمد يزبك على قيادة «سيد المقاومة امين عام الحزب للمقاومة، لانها امتداد لقيادة مؤسس الثورة الاسلامية في ايران الامام الخميني».
ودعا يزبك «حاكم السراي وفريق هذا الحاكم» الى الاقتناع ان اميركا لا تريد مصلحتكم ولا مصلحة لبنان، انما تريد مصلحتها وتريدكم ادوات لتنفيذ مآربها.
وطبقا لما اشارت اليه «الأنباء» في وقت سابق، روى يزبك ان السيد حسن نصرالله قال للوسيط الذي اراد ان يحرف الامور بقوله له: اذا اصررتم على الثلث الضامن، فأنتم تقفون بوجه العرب، فرد نصرالله بقوله له: لا تجادلني بعد الآن، فاذهب وقل ان حزب الله، بل حسن نصرالله هو الذي لا يقبل، وافعلوا ما شئتم. والمقصود بالوسيط الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
وفي سياق الموقف المتحفظ تحدثت اذاعة «النور» عن احتمال اقالة قائد الجيش لضابط كبير على خلفية احداث الشياح الاخيرة، ونقلت الاذاعة عن صحيفة «الاخبار» الناطقة عن الحزب انه الى جانب النتائج المرتقبة للتحقيقات القضائية المستمرة سيصدر القائد مذكرات داخلية «تخص محاسبة مخالفين للتقاليد العسكرية».
واوضحت مصادر مطلعة لـ«الأنباء» ان هذه الاخبار تعكس لونا من المواجهة المباشرة بين حزب الله والعماد سلميان، بعد ايام من اللعب تحت الطاولة، و ان المقصود بالضابط الكبير الآخر هو اللواء شوقي المصري الذي عين في منصبه بمرسوم من مجلس الوزراء، وبالتالي فان اي اجراء ضده من ذلك الذي تؤثر عليه المعارضة، يتعين ان يمر بمجلس الوزراء.
اما الضابط الثالث الاقل رتبة المقصود به العميد نبيل قرعة رئيس غرفة العمليات العسكرية الذي حل محل اللواء الشهيد فرانسوا الحاج.
العماد سليمان متفرغ
العماد ميشال سليمان وحسب المصدر عينه ابلغ زواره بأنه يشعر يوما بعد آخر ان هناك من يحاول تحميله مسؤولية المشاكل القائمة نتيجة التعقيدات السياسية، وانه فكر اكثر من مرة بترك منصبه، وليس بإعلان انه غير مرشح للرئاسة، بيد انه يدرس الامر من مختلف وجوهه، غير انه قرر التوقف عن اي نشاط سياسي ليتفرغ لمتابعة اوضاع المؤسسة العسكرية وتجنيبها اي مواجهة او فتنة تؤذي وحدتها وتلغي دورها.
رئيس مجلس النواب وفي تعليقه على الاجراءات القضائية المتخذة في هذا السياق قال ان البداية جدية وجيدة وايجابية لكن العبرة في الخواتيم.
الصفحة في ملف ( pdf )