في نتيجة تزيد من حدة التنافس على ترشيح الحزب الديموقراطي عشية الانتخابات التمهيدية في يوم «الثلاثاء الكبير» (اليوم) أظهر استطلاع أجرته مؤسسة غالوب لصالح صحيفة « يو إس آي توداي» أن المرشحين الديموقراطيين باراك أوباما وهيلاري كلينتون يتعادلان في الأصوات تقريبا في حين أن المرشح الجمهوري جون ماكين يحقق تقدما واضحا على منافسيه.
أظهر الاستطلاع الذي أجري في جميع أنحاء البلاد أن السيناتور الديموقراطي عن ولاية نيويورك هيلاري كلينتون حازت 45% من الأصوات بين 985 ناخبا ديموقراطيا مقابل 44% لصالح منافسها السيناتور عن ولاية إيلينوي باراك أوباما.
ومن بين 867 ناخبا جمهوريا شاركوا في الاستطلاع، حصل السيناتور عن ولاية أريزونا جون ماكين على نسبة 42% من الدعم متقدما على الحاكم السابق لولاية ماسيتيوتس ميت رومني الذي حصل على 24% والحاكم السابق لولاية أركنساس مايك هاكابي الذي حصل على 18%.
غير أن المحللين السياسيين رجحوا ان تحسم مرشحة الحزب الديموقراطي لانتخابات الرئاسة السيناتور هيلاري كلينتون ومنافسها الجمهوري السيناتور جون ماكين الانتخابات التمهيدية لصالحهما وان يفوزا بترشيح حزبيهما للانتخابات الرئاسية.
وقال المحللون ان كلينتون وماكين سيتفوقان على منافسيهما من الحزبين ويحجزان مقعديهما اليوم الذي سيشهد الانتخابات التمهيدية في ما يزيد على 20 ولاية دفعة واحدة.
واعتبروا ان كلا من كلينتون ومنافسها في الحزب الديموقراطي السيناتور باراك اوباما يركزان في الوقت الراهن على ضمان اكبر عدد من الوفود الانتخابية التي يحدد الفوز بها هوية مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في نوفمبر المقبل.
وقال المدير السياسي لحملة كلينتون الانتخابية جاي سيسل ان «المتنافسين يخوضان معركة للحصول على اكبر عدد من الوفود الانتخابية لان الترشح في النهاية يتم حسمه عن طريق الوفود وليس عن طريق الولايات».
واضاف ان المتنافسين سعوا في البداية للحصول على زخم لحملاتهم الانتخابية عبر الفوز بانتخابات الولايات غير انه في الوقت الراهن اصبح الحصول على اكبر عدد من الوفود الانتخابية هو الهدف الرئيسي.
وتقضي قواعد الحزب الديموقراطي بامكانية توزع الوفود الانتخابية في كل ولاية بين المتنافسين وفقا لتوزع الاصوات بينهم فيما تختلف القواعد في الحزب الجمهوري حيث يحصل الفائز على جميع الوفود الانتخابية في الولاية.
ويحتاج المرشح عن الحزب الديموقراطي للفوز بعدد من الوفود الانتخابية يبلغ 5202 لحسم الترشح في انتخابات الرئاسة فيما يحتاج المرشح الجمهوري للفوز بوفود عددها 1901.
وينحصر التنافس الديموقراطي حاليا بين كلينتون واوباما بعد ان انسحب السيناتور السابق جون ادواردز لاخفاقه في الفوز بأي من الجولات الاربع السابقة الا انه نجح في انتزاع تعهد من كلا المتنافسين على تبني الشعار الذي رفعه في حملته الانتخابية وهو القضاء على الفقر في اميركا.
وتحتفظ كلينتون بتأييد القاعدة التقليدية للحزب الديموقراطي فيما يستقطب اوباما غالبية الشباب وهو ما يجعل التنافس بينهما قويا للغاية على الرغم من التفوق النسبي لكلينتون في استطلاعات الرأي لاسيما في الولايات الرئيسية مثل كاليفورنيا ونيويورك ونيوجيرسي، ومع اقتراب يوم الحسم في الانتخابات التمهيدية اظهر المتنافسان الديموقراطيان قدرا كبيرا من ضبط النفس وتجنبا الهجوم المباشر على بعضهما.
وفي المقابل تختلف الصورة تماما عند الجانب الجمهوري حيث يتنافس على الفوز اربعة مرشحين هم السيناتور جون ماكين صاحب الصدارة حاليا وحاكم ماسيتيوتس السابق ميت رومني وحاكم اركانساس السابق مايك هاكابي وعضو الكونغرس رون بول.
واعتبر المحللون ان وجود هاكابي في السباق يخدم السيناتور جون ماكين على حساب منافسه الرئيسي رومني الذي تضرر من استقطاب هاكابي لاصوات المسيحيين المتشددين في ولايات الجنوب والوسط نظرا لكونه قسا سابقا.
وعلى الرغم من تصدر ماكين السباق بين الجمهوريين فان مواقفه السابقة في عدد من القضايا لاسيما الهجرة غير الشرعية والخفض الضريبي ومعاملة المحتجزين في الحرب على الارهاب ابتعدت به عن تأييد المحافظين الذين يعتبرونه تحرريا الا انها ضمنت له تأييد المعتدلين في الحزب ما منحه التفوق على منافسيه.
الصفحة في ملف ( pdf )