اعرب نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمد احمد عن عدم تفاؤله بشأن الوضع القائم الآن بين الفلسطينيين، مؤكدا ان الامن القومي المصري فوق كل اعتبار.
جاء ذلك خلال لقائه نائب رئيسة التحرير الزميل عدنان الراشد، حيث تم خلال اللقاء استعراض الاوضاع التي تشهدها الحدود المصرية مع قطاع غزة.
وقال مكرم: من الواضح ان الفلسطينيين مصرون على اقتحام الحدود واكبر دليل على ذلك اقتحامهم مؤخرا الحدود برتل كبير من السيارات وتم احتجازهم من قبل قوات الامن المصرية قبل دخول مدينة العريش، وكذلك الصدامات اول من امس، وطالب في الوقت نفسه الفلسطينيين بألا يسيئوا فهم قرار الرئيس حسني مبارك الانساني بعبورهم الى الجانب المصري للحصول على احتياجاتهم، وألا يكون هذا مبررا لحمل السلاح، وهدم الاسوار، ومحاولة الهروب داخل الاراضي المصرية لأن هذا يعد انتهاكا لشرعية الدولة المصرية التي قدمت لهم العون ورفضت تجويعهم، وعلى «حماس» اذا كانت راغبة في ايجاد حل لمشكلة المعابر ان تقبل بالشرعية الدولية لأن هناك اتفاقات دولية قد تم التوقيع عليها ولا يمكن التنصل منها في يوم وليلة، وان تكون إدارة هذه المعابر بأيدي السلطة الفلسطينية مع السلطات المصرية وبإشراف اوروبي. وانتقد نقيب الصحافيين المصريين دعوة «حماس» للمقاومة، متسائلا: اي مقاومة هذه التي يتحدثون عنها بصواريخ القسام التي لا تحدث سوى اصابات طفيفة ببعض الاسرائيليين وفي المقابل يقتل المئات من الاطفال والنساء والرجال الفلسطينيين.
أمن مصر فوق كل اعتبار
واضاف انه اذا كانت «حماس» تعتقد انها تعتمد على تأييد «الاخوان المسلمين» في مصر وانها تلقى تعاطفا كبيرا منهم، فإنها واهمة، لأن امننا القومي فوق كل شيء. وقال: هل الاخوة في «حماس» يريدون ان تحدث مذبحة مصرية - فلسطينية؟ واذا كانوا يتصورون ان قوة في الداخل المصري تساندهم واعني «الاخوان المسلمين» فإنهم واهمون لأن جميع فئات الشعب المصري ستقف في هذه الحالة ضد «الاخوان» وضد «حماس» لأن المسألة تتعلق بأمن مصر القومي وهذه خطوط حمراء لن يسمح الشعب المصري ولا قيادته الوطنية بتجاوزها لا من «حماس» ولا من «الاخوان».
واعرب مكرم عن استغرابه لموقف خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الذي اعلن في اتصال هاتفي معه بأنه سيقوم بتنفيذ كل المطالب المصرية في الوقت الذي قام رتل من السيارات الفلسطينية باقتحام بوابة رفح الحدودية محملة بالمتفجرات.
تثبيت الوضع الانفصالي
وشدد على ضرورة ان يجد الفلسطينيون حلا لمشاكلهم ولكن يبدو ان الاخوة في «حماس» يريدون تثبيت الوضع الانفصالي في غزة ولو كانت «حماس» راغبة في الحل فإن اقصر طريقة هي انهاء هذا الوضع الحالي، والتوافق مع حركة «فتح» على ان تكون هناك سلطة واحدة وجبهة متماسكة يمكن من خلالها ادارة المعبر ووضع الاسرائيليين في موضع حرج وتكون ادارة المعبر مصرية فلسطينية، مرحبا بمشاركة الاوروبيين في هذا الاطار وليس في اسرائيل والتي ستعمل على عزلهم ومنع وصولهم الى المعابر.
وحول التقارب المصري - الايراني واستقبال الرئيس حسني مبارك مؤخرا رئيس مجلس الشورى الايراني غلام حداد، كبير مستشاري المرشد العام للثورة الايرانية ناطق نوري، قال النقيب مكرم ان مصر ليس لديها مانع على الاطلاق من استئناف علاقاتها مع ايران ولكن السؤال المطروح حاليا: من الذي قطع العلاقات وهل يمكن استئناف العلاقات المصرية - الايرانية بينما اسم قاتل الرئيس الراحل انور السادات على اكبر شارع في طهران وهل يمكن ان نستأنف العلاقات بينما ايران ترفض تقديم قوائم بأسماء المتطرفين المصريين الموجودين هناك؟
واعرب عن استغرابه من تصريحات المسؤولين الايرانيين بأن مشكلة اسم قاتل السادات وصورته مشكلة هامشية، مؤكدا ان هذه المشكلة ليست هامشية وهي التي تعوق عودة العلاقات بين البلدين، خصوصا ان مبارك كان لديه استعداد لحضور المؤتمر الاسلامي ابان فترة الرئيس الايراني الاسبق محمد خاتمي عقب لقائهما في جنيڤ ولكن هل من الممكن ان يسير الرئيس مبارك في شارع عليه صورة قاتل الرئيس السادات. الواقع ان جزءا من المشكلة في قضية الشارع اصبحت لعبة بين الاصلاحيين والمحافظين، ولو ارادت ايران اقامة علاقات جيدة مع مصر يجب اولا ازالة اللوحة الجدارية لقاتل السادات وتغيير اسم الشارع لأن هذا الامر يتعلق بسيادة مصر والقاهرة ترغب في عودة العلاقات الى سابق عهدها.
أمن الخليج من أمن إيران
وقال مكرم: ان ايران جزءا اساسيا من منطقة الشرق الاوسط ولا يمكن التفكير في امن الخليج بمعزل عن التفكير في امن ايران، ورغم وجود بعض المتناقضات إلا انه من الممكن تجاوز المشكلات الصغيرة.
واكد ان التيار الغالب في مصر يرى ضرورة اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة مع ايران لأنه ليس من اللائق ان تكون مصر هي الدولة الوحيدة التي ليس لها علاقات مع ايران فدول الخليج كلها حتى دولة الامارات التي لها مشاكل مع ايران بسبب الجزر لها علاقات مع طهران.
وقال: ان هناك موقفا واضحا في مصر ضد الحرب، واحدى مشاكلنا الاساسية مع اميركا اننا ضد الحرب على ايران لأن الحرب عليها ستدمر المنطقة كما انها تفتح على المنطقة ابواب جهنم، لأن ايران جزء من هذه المنطقة شئنا أم ابينا، وامنها جزء من امن المنطقة ومصالحها مرتبطة بمصالح المنطقة.
الصفحة في ملف ( pdf )