أعلن متمردو تشاد أمس انهم سيقبلون وقف اطلاق النار لكن شريطة ان يتنحى الرئيس ادريس ديبي عن السلطة.
وقال هنشي اورجو المتحدث باسم المتمردين لرويترز هاتفيا «نحن مع وقف اطلاق النار اذا توصل الوسطاء الى حل تنحى بموجبه الرئيس ادريس ديبي عن السلطة». وكان زعيم حركة التمرد التشادية الجنرال محمد نوري اعلن في وقت سابق موافقة المتمردين على مبدأ «وقف فوري لاطلاق النار» لكنهم اتهموا فرنسا بانها تسببت بسقوط «عدد هائل من الضحايا المدنيين» خلال «تدخل مباشر» في العاصمة. ان الطيران الفرنسي «قصف» مواقع المتمردين لحماية نظام الرئيس ادريس ديبي. وقال الجنرال نوري لاذاعة «اوروبا 1» الخاصة ان «الطيران قصفنا منذ صباح أمس الأول وحتى صباح أمس.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت حركة التمرد قادرة على شن هجوم جديد على قوات الرئيس ديبي والسيطرة على العاصمة، قال «بالتأكيد، من دون تدخل القوات الفرنسية». واضاف «نظرا للقرار الذي اتخذ الاثنين من قبل الامم المتحدة ويفوض فرنسا التدخل لحماية النظام، سنضطر لاتخاذ اجراءات جديدة».
باريس تنفي
غير أن المتحدث باسم هيئة اركان الجيوش الفرنسية في باريس صرح بان القوات الفرنسية في تشاد «لم تشارك في المعارك» التي جرت في الايام الاخيرة في نجامينا كما اتهمها المتمردون. وقال المتحدث الكابتن كريستوف برازوك ان «هذه التصريحات لا اساس لها من الصحة». واضاف ان القوات الفرنسية «لم تشارك في المعارك» واكتفت «بالرد في كل مرة تعرضت فيها لاطلاق نار او علقت بين نارين».
إدانة مجلس الأمن
وكان مجلس الامن دان بشدة في اعلان غير ملزم «الهجمات التي شنتها مجموعات مسلحة ضد الحكومة التشادية» ودعا الدول الاعضاء الى «تقديم الدعم الى حكومة تشاد» بما في ذلك المساعدة العسكرية وأصدر المجلس بيانا دعا فيه الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الى «تقديم الدعم بما يتفق مع ميثاق الأمم المتحدة بناء على طلب الحكومة التشادية».
ويفتح هذا البيان الباب أمام امكانية التدخل العسكري للدول في مساعدة الحكومة التشادية. . وتقضي عملية «يوفور» لحماية اللاجئين من دارفور بنشر نحو 3700 جندي في شرق تشاد وافريقيا الوسطى لحماية 450 الف لاجئ والنازحين التشاديين ومن افريقيا الوسطى.
تدخل عسكري
وعقب القرار اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان بلاده مستعدة للتدخل لمساعدة حكومة تشاد في مواجهة المتمردين اذا ما لزم الامر بعد ان حث مجلس الامن الدولي دول العالم على مساندة الحكومة. وقال ساركوزي للصحافيين خلال جولة في غرب فرنسا امس «الجيش الفرنسي ليس هناك لمحاربة اي طرف، ولكن هناك قرارا قانونيا من مجلس الامن، واذا تعين على فرنسا اداء واجبها فستفعل، يجب الا يشك احد في ذلك».
من جانبها، دعت منظمة المؤتمر الاسلامي على لسان الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوغلي أمس الى «اعادة الوضع الى طبيعته» في تشاد فورا وعرض وساطة المنظمة بين اطراف النزاع في هذا البلد العضو في المنظمة. واكد اوغلي في البيان «استعداد المنظمة للتوسط فورا بين الاطراف». ميدانيا، لم تسجل اي معارك أمس ولليوم الثاني على التوالي في نجامينا التي يحكم الجيش التشادي السيطرة عليها لكن المتمردين الذين هاجموا العاصمة قبل 3 ايام، اكدوا مجددا انهم يتمركزون حولها. وصرح قائد عمليات الجيش التشادي الجنرال محمد علي عبدالله بأن «المدينة تخضع لسيطرتنا الكاملة».
واضاف «في المنطقة المحيطة بالعاصمة، تدخلنا امس الأول والآن سننظم صفوفنا لمطاردتهم» في اشارة الى المتمردين. وقد أدت عمليات النهب التي شهــدها حي كلــيمات في وسط نـجامينا الى دمار هائل في الشـوارع والمنازل في هذه المنطقة التـي بدت وكأنها تعرضت لاعصار عنيف.
وتغطي اشياء عديدة تخلى عنها اللصوص شوارع هذه المنطقة القريبة من مقر الرئاسة التشادية ويسكنه الاجانب العاملون في تشاد عادة.
الصفحة في ملف ( pdf )