بيروت - عمر حبنجر
تساءلت مصادر في الاكثرية عما قد يترتب من انعكاسات على الاطلالة المشتركة للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والعماد ميشال عون على شاشة تلفزيون التيار الوطني الحر «otv» مساء امس، على موعد عودة الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت، غد االجمعة، والتي تطرقا فيها الى مختلف الامور اللبنانية والاقليمية.
وقال مصدر اكثري ان اتصالا اجري مع الامين العام عمرو موسى امس، تبين منه انه لم يكن على علم بالاطلالة المشتركة، وبالتالي فإن الضرورة تحتم متابعة ما سيصدر عن قطبي المعارضة اللبنانية فيما يعني زيارته المقررة الى بيروت ومضمونها على الاقل علما ان موقفا مهما صدر عن السفير الايراني في بيروت امس، اكد فيه دعم بلاده لتحرك عمرو موسى واعتبار العماد سليمان مرشحا توافقيا.
وفي هذا السياق قالت اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله امس: تبدو جولة الامين العام للجامعة محفوفة بالمخاطر، ومحكومة بسقف من التوقعات لا يخرج عن تمنيات اقصاها عقد لقاء رباعي. وتضيف الى لائحة الانتظار استكمال التحقيقات في جريمة «الاحد الاسود» حتى يظهر الخيط الابيض من الخيط الاسود، ويبنى على الشيء مقتضاه، وسط حديث عن اعلان نتائج التحقيق في الساعات الـ24 المقبلة.
لكن السفير هشام يوسف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية نفى اي صلة بين عودة الامين العام عمرو موسى وبين التحقيقات الجارية في احداث الضاحية، معتبرا في تصريح لـ«الاتحاد» الاماراتية ان من يروج لهذا الامر لا يعبر الا عن رأي شخصي.
تصريحات لموسى
وكان موسى اعلن انه يأتي الى لبنان من اجل تخليص ضميره، وهو يعمل لله وللبنان، وليس لحساب احد.
ونقلت اذاعة «النور» قوله هذا نقلا عن حديث صحافي، واضاف: «انا اسعى للدفاع عن مصالح لبنان العليا، بوصفها جزءا لا يتجزأ من المصالح العربية العليا، وبالتالي لا مصلحة لأحد ان يخرب الوضع في لبنان». واضاف: «انا لا امانع بنصاب النصف + 1 ولا بالثلث الضامن ولا اعتراض عندي على صيغة «10 + 10 + 10» للحكومة، لكن المشكلة ليست عندي، فموقف الجامعة واضح، ما يهمني انتخاب رئيس وتشكيل حكومة يتمثل فيها كل الافرقاء. ونحن لا ننكر وجود مصالح لسورية في لبنان لكننا حذرنا اللبنانيين من تحويل بلدهم الى مسرح للصراعات الاقليمية».
الرئيس امين الجميل نفى وجود تباشير لعقد اجتماعات رباعية مع عودة عمرو موسى وقال: «عودة موسى الى لبنان مفيدة، وهذا يدل على تضامن الجامعة العربية مع لبنان ويساعد الى حد ما في تحريك الازمة الراهنة من اجل ايجاد حل لها، بينما الظروف التي نعيش»، ولاحظ «ان المعارضة ليست جاهزة لحوار جدي والوصول الى نتائج ولاتزال تتمسك بمواقفها وتضع دائما نفس الشروط التي تمنع اي وسيط ان ينجح في مهمته، هكذا كان منذ البداية مع المبادرة الفرنسية والآن مع المبادرة العربية دائما نواجه بالشروط التعجيزية».
واكد الرئيس الجميل «ان العماد ميشال سليمان يتعرض لحملة شرسة من قبل اطراف المعارضة، والاخطر من ذلك انه حتى الجيش كمؤسسة يتعرض لنفس الحملة وكأن المطلوب هو محو كل المؤسسات او الرموز التي تشكل ضمانة لهذا البلد».
واعتبر الجميل ان الامور ليست ناضجة لانتخاب رئيس جمهورية في 11 فبراير «لأن المعارضة تريد الفراغ الى اجل غير مسمى».
حمادة: لا تراجع عن ترشيح سليمان
وزير الاتصلات مروان حمادة حذر من جهته من ان اي تراجع عن ترشيح العماد ميشال سليمان سيحمل الاكثرية مسؤولياتها تجاه قائد الجيش والمجلس النيابي المغلق وتجاه قرارات حكومية صارمة، مؤكدا «ان «المثالثة» غير واردة مطلقا بالنسبة للموالاة».
ونفى حمادة ما نشر في صحف المعارضة عن حكومة حيادية او حكومة اقطاب او ولاية رئاسية لمدة سنة «جريدة الاخبار» وقال ان صحف المعارضة تخرج علينا كل يوم بجديد ولا غاية لها سوى نسف المبادرة العربية. في هذا الوقت اعلن سفير ايران في لبنان محمد رضا شيباني في تصريح له عقب لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري امس «ان ايران توكد دعمها لتحرك الامين العام للجامعة عمرو موسى وتأمل في نجاح حركته». واضاف السفير الايراني شيباني: «نحن على استعداد للمساهمة في انجاح المبادرة العربية». وردا على سؤال عما اذا كان العماد ميشال سليمان مازال المرشح التوافقي في نظر بلاده قال: «مازال سليمان المرشح المتفق عليه من قبل مختلف الاطراف السياسية».
خوجة وثوابت المملكة
بدوره اعلن السفير السعودي في بيروت عبدالعزيز خوجة في بيان، وتعليقا على تناول بعض وسائل الاعلام مواقف غير دقيقة منسوبة الى المملكة، ان «من ثوابت السياسة السعودية عدم التدخل في الشأن الداخلي لأي بلد آخر وما تقوم به المملكة في لبنان ينطلق من الحرص على لبنان الدولة وتشجيع المسؤولين على الحوار والتوافق وايجاد الحلول المطلوبة».
وكانت «السفير» قد لمحت امس الى دعم المملكة لتصريحات اطلقها النائب وليد جنبلاط بعد زيارته الرياض ولقائه بخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وجدد جنبلاط هجومه على حزب الله قائلا: «لن يستقر لبنان مادمنا في مواجهة مع حزب شمولي هو حزب الله ومع نظام شمولي هو نظام بشار الاسد».
الصفحة في ملف ( pdf )