عبرت روسيا أمس عن «قلقها» بعد اطلاق ايران صاروخا فضائيا، أثار شكوكا في طموح طهران المحتمل في المجال النووي العسكري بحسب موسكو.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف في تصريح اوردته وكالتا الانباء ريا نوفوستي وانترفاكس «ان كل حركة ترمي الى صنع اسلحة بمثل هذه القوة هو امر مقلق بالطبع بالنسبة لنا وللآخرين».
واضاف «ان ذلك يثير شكوكا فيما يتعلق بايران حول رغبتها المحتملة في صنع اسلحة نووية»، معبرا عن شكوك كبيرة نادرا ما تصدر عن موسكو حيال ايران.
في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع الأميركية (الپنتاغون) إن التجربة التي أجرتها إيران بإطلاق صاروخ للأبحاث ربما تساعد في تطوير تكنولوجيا الصواريخ الباليستية التي ربما تهدد أوروبا، وتظهر الحاجة للمضي قدما في خطط نشر نظام أميركي للدفاع الصاروخي في پولندا وجمهورية التشيك.
وقال جيوف موريل المتحدث باسم الپنتاغون: «حيث إنهم يتقدمون في ذلك البرنامج، فإن أوروبا تصبح مهددة أكثر وأكثر به، وبالنسبة لنا يوضح ذلك أكثر مدى الحاجة لبرنامج للدفاع الصاروخي لحماية حلفائنا في أوروبا وأنفسنا أيضا».
وتتفاوض الولايات المتحدة من أجل إنشاء نظام للدفاع الصاروخي في پولندا وجمهورية التشيك لإحباط التهديد الإيراني رغم تشكك بعض الدوائر في هاتين البلدين وغرب أوروبا.
ويأمل الپنتاغون في نشر هذا النظام بحلول عام 2013. وتعارض روسيا بشدة الخطط الأميركية المثيرة للجدل في هذا الصدد، كما أدت هذه القضية إلى تراجع العلاقات الأميركية الروسية إلى أدنى مستوياتها منذ نهاية الحرب الباردة.
إيران تستنكر
في المقابل اعتبرت وزارة الخارجية الإيرانية أن ربط الولايات المتحدة بين التقدم العلمي الذي تحرزه إيران بأسلحة الدمار الشامل هو عمل «مخادع»، داعية واشنطن إلى احترام حقوق الشعوب.
ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية شبه الرسمية أمس عن المتحدث باسم الخارجية محمد علي حسيني أن «قيام الإدارة الأميركية بربط التقدم العلمي والتقني الداعي للفخر الذي تحرزه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بموضوع أسلحة الدمار الشامل واعتباره تهديدا، يعتبر عملا غير لائق ومخادع، ونابعا من توجه سلطوي لا أخلاقي».
ودعا حسيني الإدارة الأميركية إلى «احترام حقوق ومصالح الشعوب وتجنب التعامل بأفق ضيق وعدم انتهاج تصرفات غير عقلانية تجاه الحقائق والواقع الموجود».
ورأى أن «الإنجاز العلمي الكبير والباهر الأخير الذي حققته ايران في مجال علوم الفضاء يمثل دليلا جديدا على ثقة الشعب الإيراني بنفسه لبلوغ القمم العلمية».
إعادة نظر
بدوره، دعا وزير خارجية ايران منوچهر متكي الدول الأوروبية الى اعادة النظر في توجهاتها والاعتراف رسميا بقدرات بلاده.
واشار الى فاعلية التفاهم بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في اطار خطة الشفافية، قائلا مما لاشك فيه ان خطة الشفافية المتفق عليها بين طهران والوكالة بامكانها ان تكون نموذجا لتسوية القضايا السياسية للجمهورية الايرانية.
وقال ان توجيه الدعوة الى رئيس الجمهورية الايراني للمرة الاولى على مر التاريخ للمشاركة في قمة مجلس التعاون الخليجى دليل على نجاح السياسة الخارجية. مشيرا الى ان عقد مؤتمرات من قبيل مؤتمر الدول المطلة على بحر قزوين انما هو ثمرة جهود ومساعي جميع المسؤولين السابقين.
جاء ذلك في كلمة للوزير الايراني خلال حضوره مراسم احتفال بمناسبة مضي 25 عاما على بدء نشاط مركز الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية. وقال «ان امامنا اعمالا كثيرة يجب انجازها في آسيا»، مؤكدا ضرورة تنمية وتوسيع العلاقات مع جميع البلدان وخاصة الاسلامية والآسيوية.
واعلن ان المستقبل القريب سيشهد تطورا رئيسيا في العلاقات بين الجمهورية الايرانية والدول الاسلامية في المنطقة، مشيدا بمبادرة مجلس الشورى الاسلامي الايراني في دورته الحالية بشأن اقتراح تشكيل اتحاد البرلمانات الآسيوية.
الصفحة في ملف ( pdf )