واشنطن - أحمد عبدالله
فيما كان المرشحون المرهقون من الركض المتواصل في اركان القارة الاميركية الاربعة يأملون ان يحسم الناخبون الامر في «الثلاثاء الكبير» فان النتائج اجلت الحسم لبعض الوقت في الحالة الديموقراطية على الاقل.
فقد اوضحت انتخابات أمس الأول ان القاعدة الديموقراطية منقسمة بقدر يفوق القاعدة الجمهورية في الولايات المتحدة، اذ وضع الجمهوريون مرشحهم الاول جون ماكين عند نقطة اقرب كثيرا الى الفوز بترشيح الحزب لخوض المرحلة الاخيرة من السباق.
بينما انتهت الجولة بتوزيع معقد للمندوبين بين السيناتور عن نيويورك هيلاري كلينتون ومنافسها السيناتور عن ايلينوي باراك اوباما.
واوضحت نتائج الثلاثاء الكبير ان ايا منهما لم يحصل على الحد الادنى من المندوبين لحسم اختيار المؤتمر النهائي للحزب الذي سيعقد في دينفر في اغسطس المقبل. ويصل هذا الحد الادنى الى نحو 1800 مندوب. وذلك يعني بلا شك أن السباق سيستمر بشراسة أكبر خلال الاسابيع المقبلة.
وفي التفاصيل، أثبتت نتائج الانتخابات التمهيدية في يوم الثلاثاء الكبير أن الفوز بأكبر عدد من الولايات لايعني الفوز بالانتخابات.
فقد فاز أوباما (46 عاما) في 14 ولاية وهي ألاباما، وألاسكا، وكولورادو، وكناتيكت، وديلاور، وجورجيا، وايداهو، وإيلينوي، وكنساس، ومنيسوتا، وميزوري، ومونتانا، ونورث داكوتا، ويوتا.
وفازت هيلاري كلينتون (60 عاما) في 9 ولايات وهي أريزونا، وأركانسو، وكاليفورنيا، وماسيتيوتس، ونيو جيرسي، ونيو مكسيكو، ونيويورك، وأوكلاهوما، وتنيسي.
ومع هذا فليس من المتوقع أن يترجم عدد الولايات الى تفوق في عدد المندوبين الذين يمثلون العنصر الحاسم في تحديد المرشح الذي سيقع عليه الاختيار لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية إذ أن أغلب الولايات العملاقة التي تحظى بأكبر عدد من المندوبين يقع في خانة هيلاري وإن كان التوزيع النسبي يضمن لأوباما مكانا قريبا منها. وقد فازت هيلاري في الولايات الكبرى المؤثرة وهي نيويورك وكاليفورنيا وماسيتيوتس ونيو جيرسي.
وعلى جانب الجمهوريين فاز السيناتور جون ماكين (72 عاما) في 8 ولايات وهي أريزونا، وكاليفورنيا، وكناتيكت، وديلاور، وإيلينوي، وميزوري، ونيويورك، وأوكلاهوما. كما فاز منافسه ميت رومني (60 عاما) في 7 ولايات وهي ألاسكا، وكولورادو، وماسيتيوتس، ومنيسوتا، ومونتانا، ونورث داكوتا، ويوتا.
وانتصر مايك هاكابي (56 عاما) في 5 ولايات وهي ألاباما، وأركانسو، وجورجيا، وتنيسي، ووست فيرچينا.
وكان من أبرز ملامح هذا السباق عدم فوز الجمهوري رون بول بأي ولاية حيث تراوحت نسب الأصوات التي حصل عليها بين 0 و4 %.
وبذلك يكون أوباما تعادل مع هيلاري كلينتون في الانتخابات الاولية.
ويتنافس المرشحون من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الانتخابات الاولية للخروج بأكبر عدد من أصوات المندوبين وصولا الى المؤتمر الحزبي الذي يعقده كلا الحزبين في الصيف المقبل لاختيار مرشحيهما في انتخابات الرئاسة الاميركية.
وقال اوباما وسط تهليل أنصاره في ولاية شيكاغو «هناك شيء في هذه الليلة من فبراير لا نحتاج فيه الى انتظار النتائج النهائية وهو ان وقتنا حان. حركتنا حقيقية والتغيير آت لاميركا».
وفي السباق الجمهوري فاز جون ماكين سيناتور اريزونا في 8 ولايات من بينها كاليفورنيا وولايات الشمال الشرقي وعدد من الولايات الكبرى محققا تقدما ملموسا بعد ان حصل على نصيب كبير من أعداد المندوبين الذين ينتخبون مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة.
لكن منافسه في السباق الجمهوري ميت رومني حاكم ماسيتيوتس السابق ومايك هاكابي حاكم اركانسو السابق لم يفقدا الامل وتعهدا بالمضي في السباق. وفاز رومني في 7 ولايات بينما فاز هاكابي في 5 ولايات.
وقال ماكين لانصاره في اريزونا التي كانت من بين الولايات التي فاز فيها «الليلة اعتقد ان علينا ان نتعود على فكرة تصدرنا السباق الجمهوري للفوز بالترشيح».
ويقول محللون ان النتائج غير الحاسمة نظرا لفوز كل متنافس في السباقين الديموقراطي والجمهوري على السواء في 5 ولايات على الاقل تجعل من شبه المؤكد ان يطول أمد سباق الترشيح ويحتدم.
ومن المقرر ان تجري الانتخابات الاولية في 6 ولايات أخرى خلال الاسبوع المقبل. وبعد اعلان النتائج حتى الان في 21 ولاية فقط من بين 24 توقع منظمو حملة كلينتون واوباما ان ينتهي فرز اعداد المندوبين الليلة الى نتيجة متقاربة.
وقال ديڤيد بلوف مدير حملة اوباما «نعتقد ان عدد المندوبين سيكون متقاربا وقد ينتهي الامر الى تقدم بسيط لصالحنا».
الصفحة في ملف ( pdf )