بيروت - عمر حبنجر
فور مغادرة الامين العام للجامعة العربية بيروت، مخلفا «بعض الامل» بالحل في لبنان، اعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري تأجيل جلسة الغد الانتخابية الى 26 فبراير الجاري.
وسارع نائب رئيس المجلس فريد مكاري الى تحميل الرئيس بري مسؤولية تجميد الحياة النيابية، مؤكدا ان زيارة عمرو موسى لم تفشل. بدوره وزير الخارجية بالوكالة طارق متري شدد على ان الموضوع الاساسي للمبادرة العربية هو اجراء الانتخابات الرئاسية.
وقبل مغادرته بيروت التقى موسى القائمة بأعمال السفارة الاميركية ميشال سيسون، البالغة النشاط، بعد لقاء مسائي له مع القائم بالأعمال الفرنسي اندريه باران. وكان ثمة كلام عن تأجيل الجلسة الى الثالث من مارس، اي قبل 3 اسابيع من موعد القمة العربية في دمشق، ولم تتوافر معطيات عن اسباب تقديمها اسبوعا.
وقد ردت الموالاة قطع زيارة عمرو موسى التي كانت مقررة حتى اليوم الاحد، نظرا لارتباطه بموعد في مالطا غدا الاثنين الى فشل اللقاء الرباعي المسائي الذي انعقد في مجلس النواب مساء الجمعة، وبالتالي الى عدم تمكن الرئيس بري الذي دخل على الخط ليلا واقنع موسى بالبقاء في محاولة لإقناع اطراف المعارضة بعروض الموالاة، لقاء انتخاب رئيس الجمهورية. وقد سجل فريق الاكثرية على العماد عون مغادرته مكان الاجتماع اثناء النقاش لإجراء اتصالات هاتفية، تقديرا مع السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله، وانه عندما عرض عليه النائب سعد الحريري موافقة الرئيس السابق امين الجميل القبول بفكرة 11 وزيرا للرئيس و10 للموالاة و9 للمعارضة تردد وحينما ايدا اقتراح بري بالمعاشرة (10 + 10 + 10) سأل الجميل والحريري: هل انتما موافقان حقا؟ اجاباه بنعم مشروطة بانتخاب الرئيس، عاد ليقول ان هناك تفصيلات حول عدد الوزراء لكل فريق والحقائب.
بيد ان المعارضة وبالتحديد حزب الله، رد عبر وسائل اعلامية مسؤولية عودة موسى خالي الوفاض الى رفض «فريق السلطة» مقترحات المعارضة التي حملها العماد عون.
ونسبت اذاعة «النور» الى معلومات صحافية ان قوى الموالاة اعلنت انها غير جاهزة للحل الآن، فيما نقل عن العماد ميشال عون قوله: «لن نقبل بأقل من الثلث الضامن في اي حكومة جديدة، نافيا ان يكون الحريري او الجميل وافقا صراحة على المثالثة خلال الاجتماع الرباعي. ونقلت عن رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ان المبادرة العربية تنتظر المصير المحتوم اذا بقي الموقف الاميركي على ما هو عليه».
رواية المعارضة عما دار في الاجتماع
وحول ما دار في الاجتماع الرباعي قالت الاذاعة انه في مستهل الاجتماع طلب عمرو موسى مواقف محددة من البند الاول المتصل بالمرشح التوافقي العماد ميشال سليمان، فأكد الجميع على هذا البند، وتوجه موسى الى العماد عون بالقول لدينا اقتراح من الرئيس بري بالمثالثة في مجلس الوزراء، فرد عون قائلا: «هل تقوم باختبار نوايا معي؟ هل انت موافق؟ عارضا السؤال على الجميل والحريري اللذين سارعا الى القول: اذا مشينا معكم بالمثالثة هل تنتخبون الرئيس يوم الاثنين (غدا)؟». فقال عون: «حسنا اذا كنتم توافقون على المثالثة فلنعتبر ذلك اساسا جيدا ولنتابع البحث بالتفصيل، واضاف ان بند الحكومة يحتاج الى تفاصيل، وهناك حاجة الى ضمان كامل».
وبعد نقاش طويل غادر عمرو موسى الى عين التينة ليدعو بري الذي ابلغه باسم المعارضة ان يذهب الى فريق الموالاة والحصول على تبنيها الكامل لكل بنود المبادرة التي تشدد على ان يكون سليمان رئيسا، وان يشدد على قانون انتخابات على اساس القضاء وان يثبت البيان الوزاري العناوين الاساسية والقبول بالمثالثة، واضاف بري: نحن سنسير فورا وسنكون بانتظارك لتحديد اللقاءات الرباعية.
وبعد 3 ساعات من المباحثات مع السنيورة واركان الموالاة عاد ليؤكد ان الموالاة لا تشعر بالثقة حيال مواقف المعارضة، وبالتالي غير جاهزين لاستئناف الاتصالات، مضيفا اي موسى: «وليس لدي ضمانات بعقد اجتماع رباعي من جديد». وفي هذا السياق، اوضح عضو تكتل الاصلاح والتغيير نبيل نقولا «لاذاعة النور» ان ما تداولته الصحف حول الاجتماع الرباعي في مجلس النواب مشوه جدا ولا يمت لما حصل بأي صلة، نافيا ان يكون طرح المثالثة من عمرو موسى بل كان مجرد سؤال استطرادي من الحريري، حيث قال للعماد عون: هل تقبلون بالمثالثة؟ فكان الجواب: اذا نحن قبلنا هل انتم تقبلون؟ فلم يجب لا سعد الحريري ولا امين الجميل!
وشكك نقولا بجدية الموالاة في هذه المفاوضات، وقال: «نطرح عليهم موضوعا داخليا مهما، فيجيبك عن المحور السوري - الايراني».
فتفت
وزير الرياضة والشباب احمد فتفت رأى ان اهمية اللقاءات الرباعية في كونها تفتح المجال امام استمرار التوافق، املا الا تضطر الاكثرية للجوء الى مجلس الامن في حال استمرار تعثر المبادرة العربية.
وقال في تصريح لموقع الكتروني امس، ان الاكثرية لن تتخلى عن خيار «النصف +1» لكنها لن تمارسه حالا كي لا تزيد الامر تعقيدا، غير ان هذا لا يعني انها في وارد التنازل عن هذا الحق.
بدوره النائب وائل ابوفاعور قال بعد لقائه البطريريك صفير امس، ناقلا اليه رسالة اعتزاز من رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، قال ليس هناك اي قرار لدى النظام السوري لحل الازمة في لبنان. وان الذي يحصل هو دوران في حلقة مفرغة، وان فشل المبادرة العربية يقود الى خيارات جذرية.
الصفحة في ملف ( pdf )