بيروت - عمر حبنجر
يعيش لبنان جو الحشد الجماهيري الذي دعت اليه قوى 14 مارس غدا بمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الوزراء رفيق الحريري.
وجرى فرز العديد من لجان التنسيق والتخطيط والتنفيذ ضمن اطار الرغبة في توفير حشد لا يقل عن 500 الف مواطن يتعين ان ينتشروا في ارجاء الجانب الشمالي من ساحة الشهداء، وخلف جدار عسكري عازل اقامه الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية بين شمالي الساحة، حيث ضريح الشهيد الحريري وبين جنوبها حيث تعتصم قوى 8 مارس منذ أكثر من سنة طلبا لاستقالة حكومة فؤاد السنيورة الصامدة بارتياح.
وبات واضحا من تراجع حدة التصريحات سواء كان من جانب المعارضة او الموالاة، ان المناسبة ستمر بسلام، فالجيش والامن قابضين على الارض والاطراف السياسية متفاهمة على تمرير المناسبة التي تعني جميع اللبنانيين، بيد ان بعض نواب الموالاة كالنائب القواتي انطوان زهرا ما فتئ يحذر من المفاجآت قياسا على ما حصل عشية الذكرى عينها السنة الماضية، عندما حصل تفجير لحافلتي الركاب على طريق عين علق (بكفيا) بتنفيذ من جماعة فتح الاسلام بقصد التشويش على ذكرى الحريري. لكن مراجع امنية عليا اكدت لـ «الأنباء» ان كل الاجراءات المعتمدة تسمح باشاعة الطمأنينة وتشجع على المشاركة الواسعة التي طالب بها رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري «احباب رفيق الحريري وانصار مستقبل لبنان السيد الحر». ودعا الحريري الجماهير المتحفزة للمشاركة في «يوم الذكرى العظيمة»، الى النزول بكل هدوء ودون اطلاق شعارات تشكل تحديا او استفزازا.
وكان سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط اتصلا امس، كل من طرفه، بالرئيس نبيه بري مستنكرين اطلاق الرصاص الذي استهدف مقره في حي عين التينة في بيروت منذ يومين.
واتخذت قيادة التحرك اجراءات امنية ولوجستية واعلامية واسعة النطاق، حيث خصصت العديد من الحافلات لنقل الناس الى موقع التجمع نظرا لتعذر وصول السيارات الخاصة.
وخصصت حافلات لنقل الصحافيين والاعلاميين تمركزت في مرآب بنك البحر المتوسط (قرب فينيسيا) للانطلاق من هناك.
100 ألف وجبة غداء
وعلمت «الأنباء» انه تم حجز وجبات غداء لـ 100 الف شخص، على اعتبار انه ليس كل من سينزل الى ساحة الشهداء سيتناول طعاما، خصوصا ان هذه الوجبات ستكون معدة اساسا للحشود الآتية الى بيروت من بعيد من الشمال والجبل والبقاع. وقد اعطت الادعاءات التي اقامتها النيابة العامة العسكرية على ضباط وجنود نسب اليهم اطلاق النار على متظاهرين في الشياح المزيد من المصداقية لقيادة الجيش والقضاء العسكري، ولئن بُني هذا الادعاء على اساس ان ما حصل قتل «من غير قصد»، وهذا ما وفر عنصر اطمئنان اضافيا للمشاركين في التجمع الكبير.
قراءة الفاتحة
اضافة الى ذلك، جاءت دعوة مفتي الجمهورية الشيخ د.محمد رشيد قباني لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى عبدالامير قبلان وشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن كي يستبقوا معا، وعلى رأس وفود من رجال الدين السنة والشيعة والدروز، الحشد الكبير يوم غد بالنزول معا الى ضريح الشهيد الحريري صباح اليوم لقراءة الفاتحة، وتسجيل موقف اسلامي متضامن في مواجهة جريمة الاغتيال التي استهدفت رئيس وزراء لبنان وكل الجرائم التي تلتها.
أكاليل بري والحزب والحركة
بدوره، كلف رئيس مجلس النواب نبيه بري نواب من اعضاء كتلته وهم سمير عازار وعبداللطيف الزين وانور الخليل والامين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر بوضع اكليل باسمه كرئيس لمجلس النواب على ضريح الرئيس الحريري.
وعلمت «الأنباء» ان وفدين من حزب الله وحركة امل سيزوران الضريح اليوم ويقرآن الفاتحة ويضعان اكاليل باسم الحزب والحركة.
الوزير حمادة: تظاهرة حضارية
من جهته، استبعد وزير الاتصالات مروان حمادة ان تكون تظاهرات غد الخميس مدمرة، بل على العكس تماما ستكون ترجمة حضارية لارادة استمرار ثورة الارز.
وقال حمادة في حديث اذاعي: سننزل جميعا، رجالا ونساء واطفالا، بالطريقة نفسها التي نزلنا بها في 14 مارس 2005 لاحياء الذكرى تذكر شهدائنــا.
واعتبر ان مشروع البرنامج السياسي موجود منذ البيان الوزاري الذي خططناه مع زملائنا في حزب الله عام 2005 والذي لم نخرج عنه، انما من خرج عنه هو من استفرد بالقرار في لبنان.
وحول الضمانات السياسية المتبادلة، سأل حمادة: من الذي يحتاج الى ضمانات، من يكدس السلاح أم الذي يتعرض لجرائم الاغتيال؟
ونفى حمادة استعمال السلطة لأذية المعارضة، ودعا الفريق الآخر لاستعمال السلطة لرد الاذى عنا وعن لبنان الذي هو عنوان 14 مارس.
واكد الوزير مروان حمادة ان المبادرة العربية لم تمت، انما «تلاشت فقط بعض الشيء»، عندما اصطدمت بجدار الرفض لكل الصيغ، داعيا الى التوقف عن العملية التحطيمية.
الصفحة في ملف ( pdf )