بيروت - عمر حبنجر - دمشق ـ هدى العبود
اعلن حزب الله في بيان اصدره امس مقتل المسؤول العسكري في الحزب عماد فايز مغنية، متهما اسرائيل بقتله في انفجار سيارة مفخخة ليل الثلاثاء في حي كفرسوسة السكني بدمشق.
وجاء في بيان حزب الله «بكل اعتزاز وفخر نعلن التحاق قائد جهادي كبير من قادة المقاومة الاسلامية في لبنان بركب الشهداء»، مضيفا «قضى الاخ القائد على يد الاسرائيليين الصهاينة».
واضاف البيان «لطالما كان هدفا للصهاينة والمستكبرين، ولطالما سعوا للنيل منه خلال اكثر من عشرين عاما». وتابع ان «معركتنا معهم (الاسرائيليين) طويلة جدا». واعلن الحزب في وقت لاحق انه سيتم تشييع مغنية المعروف بالحاج رضوان اليوم الذي يصادف ايضا احياء الذكرى الثالثة لاغتيال رئيس الحكومة اللبناني السابق رفيق الحريري.
وبدأ بعد ظهر امس تقبل التعازي بمغنية في روضة الشهيدين في الضاحية الجنوبية. وافاد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية في الجنوب بأن بلدة مغنية (طير دبا).
وقال رئيس بلدية طير دبا حسين سعد ان مغنية هو «اعلى قائد عسكري في حزب الله»، مشيرا الى ان شقيقين له قتلا في السابق ايضا في عمليتي تفجير، وهما فؤاد وجهاد عام 1984. وقتل فؤاد مغنية في انفجار سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله في 1994، ونسبت العملية الى اسرائيل.
لا تعليق
ورفضت السلطات الاسرائيلية التعليق بداية على مقتل مغنية، وقال مارك ريغيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت «لا ندلي بأي تعليق»، لكن مكتب اولمرت نفى لاحقا تورط اسرائيل في العملية.
ومعلوم ان مغنية هو من كبار القادة العسكريين في حزب الله ومطلوب لـ 42 دولة واسمه مدرج على لائحة وزارة الخارجية الاميركية للارهابيين، وهو مسؤول عن خطف طائرة الجابرية الكويتية عام 1988 وقتل مواطنين كويتيين في العملية. وتتهمه وسائل الاعلام الغربية بأنه خطط ونفذ عمليات خطف طائرات ورهائن وتفجير سفارات بينها السفارتان الاميركية والعراقية في بيروت، كما تتهمه واشنطن بخطف مسؤول الاستخبارات الاميركية في بيروت وليام باكلي عام 1984. ولاحق الانتربول مغنية للاشتباه في مشاركته في اعتداء على جمعية الصداقة الاسرائيلية - الارجنتينية في بيونس آيرس الذي تسبب في مقتل 85 شخصا واصابة 300 بجراح في يوليو 1994، وكان يعيش متخفيا منذ نهاية الثمانينيات.
الانفجار
وكانت سيارة انفجرت ليل أول من أمس في حي كفرسوسة السكني في دمشق، ونقل التلفزيون السوري الرسمي عن مصدر في وزارة الداخلية ان الانفجار تسبب في مقتل شخص من دون ايضاحات اضافية الاوساط المتابعة توقعت لـ «الأنباء» انخفاض النبرة السياسية في خطب هذه المناسبة اليوم من دون ان يتأثر حجم الحضور الشعبي في ظل انصراف المعارضة الى تشييع القائد مغنية في الضاحية الجنوبية ومنها الى مسقط رأسه في بلدة طير دبا الجنوبية.
سيارة الميتسوبيشي
هذا وعلمت مراسلة «الأنباء» في دمشق من مصادر مطلعة ان عماد مغنية مات متأثرا بجراحه في المستشفى ولم يتوف مباشرة بعد الانفجار الذي استهدفه أول من امس. كما علمت ان سيارته التي استهدفها الانفجار هي من نوع ميتسوبيشي باجيرو فضية اللون كانت متوقفة في منطقة تنظيم كفرسوسة في دمشق عند العاشرة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي. وأدى الانفجار ايضا الى وفاة مرافق مغنية وتضرر عدد من الابنية المحيطة.
وهذا ثاني اختراق امني يستهدف قياديين لبنانيين وفلسطينيين يقيمون في دمشق بعد اغتيال القيادي في حركة حماس عزالدين شيخ خليل الذي قضى بتفجير سيارته في شارع الزاهرة بدمشق في سبتمبر 2004.
ومع ان المراقبين اعتبروا خلال حديثهم مع «الأنباء» ان نجاح عملية اغتيال مغنية في دمشق هو اختراق امني خطير، الا انهم اشاروا في الوقت نفسه الى وجود امكانية لاختراق اي بنية امنية في العالم مهما كانت اجهزة الامن محكمة سيطرتها عليها، وقالوا ان اسرائيل تتعرض يوميا لعمليات اختراق امني من قبل المقاومة الفلسطينية، كما ان اميركا تعرضت لاختراق امني من قبل الارهابيين في احداث 11 سبتمبر.
واشار المحللون الى ان اغتيال مغنية بدمشق يرقى الى مستوى ارهاب الدولة الذي تدينه القوانين والاعراف الدولية وشرعة حقوق الانسان، مشيرين الى ان هذا الاغتيال جاء اثر تهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت باغتيال قادة حزب الله وحركة حماس اينما وجدوا.
الصفحة في ملف ( pdf )