بيروت - خالد اللحام
ابدى امين عام مجلس الوزراء الاسبق والنائب السابق ورئيس المركز الثقافي الاسلامي الحالي د.عمر مسيكة تخوفه من التصادم على الساحة اللبنانية وان يتفكك لبنان الى دويلات طائفية ومذهبية، مبديا العديد من التساؤلات تجاه الدور الايراني في المنطقة وانعكاسات هذا الدور ومخاطره وما يقوم به في العراق وفلسطين ولبنان، داعيا اياه الى دعم مشروع الدولة في لبنان لا تقوية فريق على فريق.
جاء ذلك خلال حوار د.مسيكة مع «الأنبـــاء»، فالــى التفاصيـل:
بحكم مواكبتكم للاحداث اللبنانية عن قرب منذ بدايتها، اين ترى لبنان في الراهن والقريب؟
منذ فترة لا بأس بها ولبنان موضوع على خط بركاني يتفجر مرة تلو المرة، عملية اغتيال اثر عملية، واستشهاد بعد استشهاد، وزراء ونواب واعلاميين ورجال اعمال وكل من لديه قماشة وحدودية للبنان، كأن لبنان الذي آمنا به دولة متماسكة حرة سيدة مستقلة يتم تبخير كل هذه الآمال قليلا قليلا، وكأن على لبنان ان يبقى مسرحا للصراعات الاقليمية والدولية التي يقوم بها الاقرباء والاباعد، الاصدقاء والاشقاء والاعداء، هذه الصراعات كانت قائمة بصورة وبأخرى ايام الحرب الباردة.
وقد انتهت تلك الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي والولايات المتحدة الاميركية منذ سنوات، واذا بنا اليوم وكأننا على ابواب حرب باردة جديدة في المنطقة، من العراق حيث سرّع الرئيس الاميركي جورج بوش في تنامي «الارهاب الاسلامي» كما اسماه تحقيقا لمقولته الشهيرة ان اميركا لا تستقر كدولة عظمى قوية الا في حالة الا يكون الاستقرار في الشرق الاوسط، وهو ما تسميه اميركا «الفوضى المنظمة» التي تريدها ان تشمل الشرق الاوسط كله.
اي ترون ان القوى المتصارعة في المنطقة تخدم هذا المشروع الاميركي؟
لقد انكشفت الاكاذيب والتحالفات والممارسات، فأميركا بوش كذبت على العالم كله حين تحدثت عن اسلحة دمار شامل في العراق، لتقوم بتدمير العراق دولة وجيشا وتقدما علميا وكذبت على العالم بالحديث عن اقامة دولة ديموقراطية في العراق، فاذا بها تعمل على تحويل العراق الى اشلاء من خلال اثارة الصراعات المذهبية والقومية لطرح اقامة الفيدرالية او الدولة المنقسمة الى ثلاث دول من اجل ضمان استمرارية وضع الفوضى المنظمة والدويلات المتناحرة المتصارعة ليبقى اكبر احتياطي للنفط في العالم، وهو المخزون الاحتياطي النفطي العراقي تحت اشراف قواتها وسلطتها، من هنا فإنني شخصيا عندما صدر القرار 1559 عن مجلس الامن الدولي واعتبره البعض مساهما في دعم استقرار لبنان، كتبت ان هذا القرار يستهدف خلق صراعات داخلية في لبنان تسهل هيمنة اميركا على لبنان وفصل لبنان عن محيطه العربي، خاصة سورية، وللاسف فإن سورية عندما خرجت من لبنان كنا نفترض انها ستتصرف على اساس احترام الدولة اللبنانية والتعامل معها الند للند والحفاظ على المصالح المشتركة للبلدين، وقد وصلنا الى دولة شبه مفككة مهددة بالصراعات الطائفية والمذهبية، مما قد يدفع الى ما تريده اميركا في النتيجة، وهو ايصالنا الى الفيدرالية المشابهة لما تريده في العراق وللعراق.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )