أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أنه سيتعاون مع أي حكومة مقبلة، ومع رئيس الوزراء القادم بغض النظر عمن يكون موضحا - في تصريحات صحافية خلال ادلائه بصوته في الانتخابات - أن العملية الانتخابية سارت في نزاهة وشفافية.
جاء ذلك فيما أدلى الملايين من الباكستانيين بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية الحاسمة وسط مخاوف من العنف والتزوير من قبل مؤيدي الرئيس. وقال مسؤولو الانتخابات ان عملية الاقتراع صارت بسلاسة برغم الاقبال الضعيف الذي يعد أمرا غير معتاد في الانتخابات الباكستانية.
وشهدت عملية الاقتراع اقبالا ضعيفا وربما كان السبب وراء ذلك هو الخوف من الهجمات الانتحارية أو أشكال العنف الاخرى.
وقالت احدى مسؤولات الانتخابات في مدينة روالبيندي ان مركز الاقتراع الذي تشرف عليه مسجل به 1100 ناخب لم يحضر منهم الا عشرة خلال الساعات الاولى من عملية الاقتراع. وأرجعت المسؤولة الاقبال الضعيف «بصورة رئيسية» الى التهديدات بشن هجمات بالقنابل.
وعلى الرغم من عدم ترشح مشرف، الا أنه ينظر الى تلك الانتخابات على أنها استفتاء على نظام حكمه، حيث يقرر الناخبون المسجلون في كشوف الاقتراع والبالغ عددهم 80 مليون شخص مستقبل قائد الجيش السابق والحليف الرئيسي في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على الارهاب.
وتهدف الانتخابات النيابية والبلدية في البلاد الى عودة الحكم المدني في البلاد بعد أكثر من ثمانية أعوام من الحكم العسكري بقيادة مشرف.
وقد نظم تحالف كافة الاحزاب الديموقراطية في باكستان مظاهرات احتجاجية في مدينة لاهور ضد اجراء الانتخابات العامة والاقليمية أمس في ظل وجود الرئيس الباكستاني على رأس السلطة في البلاد. وردد المتظاهرون الشعارات المعادية للانتخابات، وللرئيس مشرف، وللحكومة الباكستانية.
ومن جانبه، دعا لياقت بلوش أحد قادة التحالف الى عقد اجتماع عام في العاصمة الاتحادية اسلام آباد غدا (الاربعاء) لوضع استراتيجية مقبلة للاحتجاجات ضد الرئيس والحكومة.
بدوره، وصف وزير الداخلية الباكستاني الانتقالي حامد نواز خان الأوضاع والأجواء الأمنية المحيطة بالانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت أمس بأنها مرضية للغاية.
وقال خان - في تصريح لقناة «الجزيرة» الفضائية «اعتقد أن الوضع الأمني في باكستان بشكل عام مرض للغاية وهناك اشتباكات محدودة بين بعض المتنافسين ومؤيديهم وليس في الأمر ما هو خطير أو جديد وهذه أحداث روتينية».
وفي ذات السياق، تمكنت السلطات الباكستانية من اعتقال سبعة أشخاص كانوا يسعون للقيام بعمليات تزوير في الاقتراع من خلال قيامهم بالادلاء بأصواتهم بشكل مزيف لصالح مرشح الحزب الحاكم همايون اختار خان.
وأفادت مصادر لجنة الانتخابات بأن هؤلاء الاشخاص كانوا يريدون الادلاء بأصوات مكان أناس تغيبوا عن الانتخابات، واعترف هؤلاء الاشخاص بأنهم يعملون في مصنع للمشروبات غير الكحولية الذي يمتلكه همايون اختار خان.
ومن ناحية آخرى، قام أكثر من مائة من المراقبين الدوليين بزيارة الى لجان الانتخابات في مدينة لاهور عاصمة اقليم البنجاب.
كيري رئيس المراقبين
وقاد عمليات المراقبة الانتخابية في مدينة لاهور جون كيري المرشح السابق للرئاسة الاميركية الذي قام بزيارة المراكز الانتخابية وسط اجراءات أمنية مشددة، كما قام بأعمال المراقبة مراقبون من الولايات المتحدة الاميركية واليابان وألمانيا وفرنسا بالاضافة الى عدد من البلدان الاوروبية الاخرى.
وسيصدر هؤلاء المراقبون تقريرهم النهائي حول سير الانتخابات غدا (الاربعاء)، غير أن رئيس لجنة الانتخابات العامة الباكستانية القاضي محمد فاروق أعرب - عقب ادلائه بصوته في الانتخابات - عن رضاه عن العملية برمتها على الرغم من أحداث العنف التي شابتها، بينما قال مشاهد حسين سيد الامين العام للحزب الحاكم ان الانتخابات تجري بشكل نزيه على الرغم من أعمال العنف التي وقعت هنا أو هناك. وبدورها، ألقت قوات الشرطة الباكستانية القبض على عشرات الاشخاص الذين وصفتهم بالمجرمين الذين كانوا يحاولون عرقلة العملية الانتخابية.
ووقعت أعمال العنف في مناطق ماندي بهاء الدين، وحفيظ اباد، وقصور، وسيالكوت، وجوجرات، وكامونكي، وشيكابورا وديرا غازي خان ونارانج ماندي وغيرها.
كما قامت قوات الامن باعتقال 30 سيدة كن يردن الادلاء بأصواتهن باستخدام بطاقات هوية مزيفة في دائرة سيرجودا، وقد صادرت قوات الامن الباكستانية كميات كبيرة من الاسلحة والمتفجرات كانت في حوزة عدد من الاشخاص في منطقة ديرا غازي خان.
الصفحة في ملف ( pdf )