وجهت المعارضة الباكستانية صفعة قوية للرئيس برويز مشرف بتحقيقها فوزا كبيرا في الانتخابات التشريعية بحسب النتائج الجزئية التي ظهرت أمس بعد ان رفض الناخبون حزبه الحاكم، مما يثير تساؤلات بشأن مستقبل حليف الولايات المتحدة الذي يحكم البلاد منذ عام 1999.
ووفقا للنتائج غير الرسمية التي اعلنها التلفزيون في 242 مقعدا، فقد حصل حزب الشعب الباكستاني على 80 مقعدا بينما حصل حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف على 64 مقعدا. وجاء حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح القائد الاعظم المؤيد لمشرف في المرتبة الثالثة وحصل على 37 مقعدا. واقتسمت احزاب صغيرة ومستقلة اخرى باقي المقاعد.
واقر طارق عظيم الناطق باسم حزب الرابطة الاسلامية الباكستانية - جناح القائد تشودري والداعم لمشرف امس بهزيمة معسكر الرئيس في انتخابات أمس الأول وقال «اننا نقر بهزيمتنا». واعترف بأن «الناخبين اصدروا حكمهم وكديموقراطيين نقبل بهذا الحكم».
واوضح عظيم ان النتائج أشارت الى تحقيق حزبي شريف وبوتو «فوزا كبيرا». واضاف «اذا تأكدت هذه النتائج، فسنحاول ان نلعب دورا كجزء من المعارضة قدر الامكان». في حين قال مشاهد حسين سيد الأمين العام لحزب الرابطة إنه تقرر البقاء في صفوف المعارضة بالبرلمان المقبل، وان حزبه يتقبل نتائج الانتخابات.
وأضاف المسؤول الحزبي الباكستاني أن حزبه سيقود معارضة فعالة في البرلمان المقبل.
الا ان ذلك لم يمنع مشرف من التمسك بمنصبه حيث أعلن المتحدث باسم الرئيس الباكستاني أنه لا ينوي الاستقالة رغم هزيمة حلفائه في الانتخابات التشريعية التي جرت الاثنين ودعوات المعارضة لرحيله.
وكان رئيس الوزراء السابق نواز شريف علق على هزيمة حلفاء مشرف قائلا «لم يفهم السيد مشرف (النتيجة). عيناه مغلقتان. سيقول عندما يرغب الشعب فانني سأمضي. اليوم قال الشعب ما يريده».
واكد انه يريد العمل مع احزاب المعارضة الاخرى «لتخليص باكستان من الدكتاتورية الى الابد» بعد ان اقر حلفاء الرئيس برويز مشرف بهزيمتهم في الانتخابات التشريعية.
وقال «انني اقدر الروح التي اظهرها الشعب، لقد أصدر الشعب حكمه».
وقال شريف «ادعو الجميع الى الجلوس معا لتخليص باكستان من الدكتاتورية الى الابد».
واكد شريف الذي اطيح به من السلطة عام 1999، للصحافيين في مدينة لاهور الشرقية انه تحدث مع اصف علي زرداري زوج بوتو وسيلتقيه في وقت لاحق من الاسبوع لاجراء مزيد من المحادثات.
ومن جانبه أكد عاصف علي زرداري زعيم حزب الشعب الباكستاني الفائز أن حزبه لن يدخل في ائتلاف حكومي مع تلك القوى التى كانت تشارك في الحكومة السابقة.
وأكد عاصف علي زرداري في مؤتمر صحافي عقده أمس في العاصمة الباكستانية اسلام آباد في اعقاب الجلسة الاولى للجنة المركزية للحزب التى من المقرر أن تعقد جلستها الثانية والاخيرة اليوم - أن حزبه يسعى الى تشكيل حكومة ائتلافية قوية، ولا يقف مع الديكتاتورية. وكشف عاصف علي زرداري أن الحزب اجرى سلسلة من المشاورات مع حزب الرابطة الاسلامية بزعامة نواز شريف - الذي حل ثانيا في ترتيب الأحزاب الفائزة بالانتخابات العامة في باكستان - ومع اسفنديار والي خان زعيم حزب عوامي البشتوني القومي - من اجل بحث امكانية تشكيل ائتلاف حزبي قادر على تشكيل حكومة قوية في باكستان.
وأوضح زرداري انه سيتم اختيار رئيس الجمعية الوطنية بعد اجراء مشاورات مع مختلف القوى السياسية. وقال انه سيتم تفعيل ميثاق الديموقراطية الذي كان قد وقعته الراحلة بينظير بوتو مع نواز شريف رئيس حزب الرابطة الاسلامية.
وأضاف ان حزبه يسعى مع الاحزاب التي يمكن ان تدخل في تشكيل ائتلاف حزبي لجعل البرلمان قويا، وفعالا.
ولم يكن حزب مشرف الخاسر الوحيد حيث مني الاسلاميون بهزيمة ساحقة في الاقتراع.
وافادت نتائج جزئية بأن الاحزاب الاسلامية المتشددة التي حققت اختراقا واضحا في الانتخابات التشريعية السابقة، منيت بهزيمة كبرى في الاقتراع. ومن اهم الشخصيات التي فقدت مقاعدها في مجلس النواب الرئيس الحالي للرابطة- جناح القائد تشودري شجاعة حسين وكل الاعضاء السابقين في حكومة مشرف تقريبا بمن فيهم حليفه الوثيق شيخ رشيد.
وقال مسؤول في الحزب طالبا عدم كشف هويته ان النتائج تشكل «صدمة».
ولم يخض مشرف القائد السابق للجيش الانتخابات التي تهدف الى استكمال الانتقال الى الحكم المدني لكونه الرئيس لكن النتيجة يمكن ان تؤثر على مستقبله.
وأي برلمان معاد يمكن ان يزيح مشرف الذي تولى السلطة وهو جنرال في انقلاب عام 1999 وظهر كحليف رئيسي للولايات المتحدة في «الحرب على الارهاب» التي يعتقد معظم الباكستانيين انها حرب واشنطن وليست حربهم.
وكانت الانتخابات سلمية نسبيا بعد حملة دامية وثبت ان مخاوف المعارضة من حدوث تلاعب من جانب مؤيدي مشرف لا اساس لها من الصحة.
الصفحة في ملف ( pdf )