هدد الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر بإنهاء فترة الهدنة التي استمرت ستة أشهر والتي تم خلالها تجميد انشطة جيش المهدي وأدت إلى خفض أعمال العنف في العراق، بنهاية الأسبوع الحالي.
وقال الشيخ صلاح العبيدي الناطق باسم الصدر في مدينة النجف في تصريح له امس ان الصدر سيصدر بيانا في 23 فبراير الجاري اذا كان سيجدد الهدنة واما اذا التزم الصمت ولم يصدر بيانا فهذا يعني انها انتهت وأشار العبيدي الذي يرأس الهيئة الاعلامية لمكتب الشهيد الصدر الى ان «هذا الأمر قد تم ابلاغه الى جميع أفراد جيش المهدي في جميع انحاء العراق».
الهدنة والعنف
وقال مسؤولون عسكريون اميركيون ان الهدنة التي اعلنها الصدر لمدة ستة اشهر في 29 اغسطس لعبت دورا كبيرا في خفض العنف الطائفي والاشتباكات بين الميليشيا من جانب والقوات الاميركية والعراقية من جانب آخر.
وقال ستيفن بيدل وهو باحث بارز وخبير في الشؤون العراقية بمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن «انه أمر بالغ الاهمية ان يستمر الصدر في الالتزام بوقف اطلاق النار».
ويقول كثيرون من افراد جيش المهدي وزعماء سياسيون في التيار الصدري انهم يريدون التخلي عن الهدنة ويتهمون قوات الامن باستخدامها في اعتقال كثيرين من انصار الصدر.
وقال قائد بارز بجيش المهدي في بغداد انه يعتقد ان الصدر سينهي وقف اطلاق النار. واضاف القائد انه اذا لم يفعل ذلك فانه يجب ان تكون هناك استثناءات.
عناصر مارقة
وقال مسؤول اميركي في بغداد ان الصدر استخدم الاشهر الستة الماضية في التخلص من العناصر المارقة في الميليشيا التي تضم في عضويتها عشرات الآلاف في بغداد وجنوب العراق. لكنه قال ان التوترات مازالت مرتفعة مع الحكومة والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يتمتع بنفوذ كبير وسط قوات الامن والحكومات المحلية في جنوب العراق.
وقالت المجموعة الدولية لادارة الازمات في تقرير لها في الاونة الاخيرة ان الغاء وقف اطلاق النار سيكون انتكاسة للعراق. وجاء في التقرير «لن يؤدي هذا الى استئناف اعمال القتل الطائفية فحسب وانما سيكون تصعيدا في حرب بين الاشقاء بين ميليشيات شيعية متنافسة».
وقال بيدل انه يعتقد ان الصدر يلتزم بالهدنة بسبب زيادة مستويات القوات الاميركية وتحرك من جانب بعض المسلحين السنة لوقف القتال. وتابع بيدل «مزيج وقف اطلاق النار من جانب السنة وزيادة القوات الاميركية في العراق وسوء السلوك من جانب ميليشياته وضعه في موقف يجعل استمرار الحرب امرا غير جذاب».
حوادث أمنية
وفي السياق الامني قال الجيش العراقي ان 15 من رجال الشرطة قتلوا واصيب اكثر من 45 آخرين في شرق بغداد امس الاول أثناء محاولتهم ابطال صواريخ كانت معدة لهجوم من على متن شاحنة.
جاء الحادث بعد اطلاق صواريخ على قاعدتين قريبتين للجيش احداها أميركية والأخرى عراقية من منطقة العبيدي بالعاصمة. وقالت الشرطة انها اكتشفت الشاحنة التي اطلقت منها الصواريخ، وبينما كانوا يحاولون التعامل معها انفجرت.
وقال العميد قاسم الموسوي المتحدث باسم الجيش العراقي في بغداد ان وحدة تفكيك القنابل كانت تحاول ابطال ثمانية صواريخ في العبيدي ولكنها فقدت السيطرة وانفجرت الصواريخ.
وقالت الشرطة ان عدد القتلى بلغ 15 واضافت ان الانفجار اشعل النار في 10 سيارات.
الى ذلك، كشف الجنرال ديفيد بيترايوس قائد القوات متعددة الجنسيات في العراق عن احتمال تقليص مدة تواجد القوات الأميركية في العراق الى 12 شهرا بدلا من 15 شهرا، مشيرا الى ان الجيش الأميركي قد يعلن هذا القرار في أواخر ربيع العام الحالي.
وأوضح بيترايوس - في مقابلة خاصة مع شبكة «سي ان ان»الأميركية أذاعتها امس - انه سيوصي الرئيس الاميركي جورج بوش خلال زيارته القادمة الى واشنطن بالتمهل في التفكير قبل اتخاذ قرار بشأن موعد انسحاب المزيد من القوات الأميركية من العراق، ذلك بخلاف الكتائب الخمس المقرر عودتها الى أميركا بحلول شهر يوليو المقبل.
وأكد بيترايوس انه سيكون هناك خفض في عدد القوات الأميركية في العراق، الا ان هذا الأمر سيتوقف على الوضع الأمني في البلاد الذي بدأ يشهد انخفاضا كبيرا من حيث وتيرة العنف - على حد وصفه.
الصفحة في ملف ( pdf )