استغرب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ما قامت به بعض الدول الغربية من اغلاق مراكز في صيدا وطرابلس ومن تحذير بعض الدول العربية والغربية لرعاياها من القدوم الى لبنان.
وقال نصر الله في مهرجان الوفاء لقادة المقاومة الإسلامية في لبنان امس «اذا كان المقصود الحذر منا فعدونا هو الاسرائيلي وثأرنا هو عند الاسرائيلي، واذا كان المقصود الخشية من دخول طرف ما على الخط فليوضحوا ذلك ولا يتركوا الامور ملتبسة».
وطالب الدول المعنية بـ «ان تتصرف بشكل مسؤول»، مشيرا الى احتمال ان يكون الهدف «استغلال المناسبة لدفع الامور الى مزيد من التشنج لاسقاط المبادرة العربية والذهاب الى التدويل بالقول ان لبنان على حافة الحرب الاهلية والانهيار التام فلنذهب الى مجلس الامن» وآمل ألا يكون كذلك.
وذكر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أن عماد مغنية كان القائد الميداني للمقاومة منذ عام 2000 للتحضير للدفاع عن لبنان وانه كان يعلم ان اسرائيل ستعتدي على لبنان لأنه لا يوجد نهاية لاطماعها وعدوانيتها.
واشار إلى ان مغنية كان من كبار القادة في المقاومة خلال حرب يوليو 2006 الذي حققت فيه المقاومة الانتصار، معتبرا أن المقاومة تقوم بعمليات لتحرير الأرض اما أن تواجه جيشا في اعلى درجات التسلح فإنه لم يسبق لاي مقاومة ان قامت به وحققت فيه الانتصار.
وكشف نصر الله عن ان مغنية عمل عقب انتصار يوليو 2006 ليلا ونهارا لتحضير المقاومة لكي تكون في اعلى درجات الاستعداد لانه كان يعلم ان إسرائيل تعد لحرب جديدة ضد لبنان، لافتا إلى أن المقاومة قامت بتقييم نتائج حرب يوليو وحددت مكامن الخلل والنقص قبل ان تنجز إسرائيل تقييمها لها. وشدد الأمين العام لحزب الله على ان مغنية قد أنجز مهمته الميدانية بالكامل قبل ان يغتال وترك الامانة في أيدي رفاقه واصبح عنوانا ورمزا من مراحل المقاومة وتطورها وقدرتها.
25سنة
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إن إسرائيل تعتبر أنها حققت انجازا باغتيال عماد مغنية بينما المقاومة تعتبر أن انجاز مغنية في انه بقي 25 سنة يقاتلها دون أن يختبئ وكان دائم الحضور في كل الساحات والمواقع الجهادية في الخطوط الامامية.
واعتبر ان صمود مغنية لمدة 25 عاما وبقاءه حيا خلالها هو الانجاز الكبير لمدرسة حزب الله الامنية.
واكد نصر الله أن استراتيجية المقاومة في لبنان تقوم على تحرير كامل الأراضي اللبنانية المحتلة وتحرير الاسرى في سجون الاحتلال والدفاع عن لبنان، في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة والمتواصلة.
وشدد على أنه رغم الخسارة التي منيت بها المقاومة باغتيال مغنية فإنها على استعداد لمناقشة استراتيجية دفاعية يتحمل فيها لبنان واللبنانيون جميعا مسؤولية الدفاع عن لبنان.
وتطرق الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله - في كلمته - إلى التهديد الذي أطلقه مؤخرا بزوال اسرائيل من الوجود، معتبرا أن زوالها سيكون نتيجة حتمية لأنه قانون دهري وتاريخي وسنة إلهية لامفر منها. وابدى اعتقاده أن المسار التاريخى في المنطقة سيصل إلى نهايته خلال سنوات قليلة نتيجة أسباب ذاتية وموضوعية معتبرا أن إسرائيل وجود طارىء وغريب ولا يمكنها الاستمرار في المنطقة لأنها ليست موجودة بقوتها الذاتية وإنما موجودة بفعل الارادة الدولية والواقع الدولي الذي سيتغير خلال سنوات قليلة.
60عاماً من الصمود
واضاف نصر الله ان من اسباب زوال اسرائيل أيضا صمود الشعب الفلسطيني 60 عاما والذي تحمل ما لايطاق ومازال يتحمل من القتل اليومي والحصار والتجويع ويرفض أن يستسلم ويرفض أن يسلم القدس أو أن يتخلى عن الارض ويرفض أن يوطن في أرض غير أرض فلسطين الطاهرة والمقدسة.
ولفت الى ان صمود أى شعب 60 عاما في كل هذه الظروف القاسية والمريرة وخذلان العالم من أهم عوامل زوال اسرائيل وعدم وجود مستقبل لها. واوضح نصر الله انه اضافة الى هذه العوامل، يأتي العامل الديموغرافي في فلسطين، بحيث إن إسرائيل تخاف على وجودها حتى لو لم يحمل الفلسطينيون السلاح ولو لم يستخدم الفلسطينيون استراتيجية المقاومة المسلحة وانما باستخدامهم استراتيجية الزواج والانجاب. وعدد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله أسباب زوال إسرائيل، في الممانعة العربية والممانعة الشعبية الشاملة على امتداد العالم العربي والإسلامي ومعرفة الصهاينة ان الشعوب العربية والإسلامية لا يمكن أن تمد يد المسامحة على احتلال القدس وفلسطين. واكد ان الشعوب العربية والاسلامية ستبقى على محاصرة اسرائيل وعلى أنها كيان غريب طارىء لا يملك إمكانية الاستمرار والبقاء، مشيرا إلى فقدان إسرائيل لزعاماتها السياسية والعسكرية ومعتبرا ان إسرائيل وبعد انتهاء عصر «ارئيل شارون» فقدت آخر ملوكها ولن يحكمها بعد الآن سوى الاقزام.
لجنة فينوغراد
ونفى نصر الله ان يكون قد استاء لبقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت في منصبه عقب تحميل لجنة «فينوغراد» له مسؤولية الاخفاق في حرب يوليو، مؤكدا انه لو تم تخييره بين رئيس حكومة اسرائيلي يستطيع ان يستنهض الواقع الاسرائيلي، وبين رئيس حكومة عاجز وفاشل وأحمق وغبي، فإن أولمرت هو الافضل بالنسبة للمقاومة.
ولفت نصر الله إلى فقدان العقيدة الصهيونية في المجتمع الاسرائيلى التي قاتلت العصابات الاسرائيلية من أجلها، على حساب انتشار موجات السرقات والجرائم والقتل والتناحر الداخلي.
وشدد على ان الجيش الاسرائيلي فقد هيبته وقدرته على الردع وفقد عامل الثقة بين ضباطه وجنوده وفقد ثقة الشعب به. واوضح الأمين العام لحزب الله أنه في تأكيده على زوال إسرائيل، استند الى مقولة لمؤسسها «ديڤيد بن غوريون» بأن «إسرائيل ستسقط وتنتهي عندما تخسر أول حرب» وها هى قد خسرت حرب يوليو 2006.
وحذر نصر الله من أن إسرائيل بدأت بالحديث علانية عقب اغتيال عماد مغنية بأن هناك رؤوسا في المقاومة يجب اغتيالها ويتحدثون عن استراتيجية «قطع الرؤوس» نتيجة خسارة حرب يوليو.
واعتبر ان إسرائيل تخطط لجرائم اغتيال جيل القادة في المقاومة حتى إذا ما شنت حربا جديدة على لبنان يفقد حزب الله والمقاومة وأنصارها القدرة على المواجهة وعلى تحقيق النصر. وقال إن اغتيال مغنية جاء في سياق حرب مفتوحة وشاملة وفي سياق عملية استباقية تحضر من خلالها إسرائيل لحرب جديدة.
وتوعد نصر الله إسرائيل بحرب لم تشهدها من قبل اذا هاجمت جنوب لبنان واقسم ان دماء القائد العسكري للحزب عماد مغنية «لن تذهب هدرا». وشدد على ان من «حق حزب الله المشروع الدفاع عن النفس فعندما نقتل خارج حدود الوطن لا يمكننا ان نسكت وان نسمح للعدو ان يتمادى في قتل قادتنا»، وقال «سندافع عن انفسنا بالطريقة التي نختارها والزمان الذي نختاره والمكان الذي نختاره».
واضاف انه لا يريد أن يبث الذعر من ان إسرائيل تحضر لعدوان جديد وانما يريد أن يحذر وينبه لأن قرار الحرب والسلم بيد إسرائيل وليس كما يطالب فريق السلطة في لبنان بأن يكون قرار الحرب والسلم بيده داعيا هذا الفريق - إذا كان يريد ان يكون قرار الحرب والسلم بيده - إلى ان يتحلى بالشجاعة وينتزع هذا القرار من يد أولمرت. وكشف عن أن قيادات الموالاة في لبنان تبث في صفوف كوادرها الطمأنة بأن هناك حربا اسرائيلية جديدة ستقضي على حزب الله وعلى المعارضة وتحدد تاريخا لهذا العدوان بين أبريل ويونيو المقبلين. وفسر نصر الله موقف الموالاة بأنه الدليل على عدم الاستعداد لأى تسوية سياسية داخلية مهما تنازلت المعارضة، خصوصا ان الولايات المتحدة تعلن رفضها للمبادرة العربية دون أن يصدر عن فريق الموالاة أى تعليق على هذا الموقف الأميركي.
مغنية
واكد الامين العام لحزب الله ان التحقيق في اغتيال القيادي في الحزب عماد مغنية في دمشق هو «مسؤولية سورية بالكامل».
وقال نصر الله في كلمة بثت على شاشة ضخمة نصبت امام عشرات الالاف في احياء ذكرى مرور اسبوع على مقتل مغنية في ضاحية بيروت الجنوبية «التحقيق في اغتيال مغنية في دمشق مستمر ومتواصل وهو بالتأكيد مسؤولية سورية بالكامل».
واضاف «كل ما قيل في وسائل الاعلام عن تحقيق ايراني- سوري مشترك هو غير صحيح». وقال «نحن نتعاون مع التحقيق السوري بما لدينا من معطيات» مشيدا بـ «جدية» التحقيق. واضاف «من خلال متابعة يومية للامر اشهد بالجدية العالية جدا للاخوة السوريين على العمل الكبير الذي يتم انجازه بمعزل عن كل الشائعات لحرف الحقيقة»، مؤكدا ان «كل المعطيات المتوافرة زادت قناعتنا بمسؤولية اسرائيل».
الصفحة في ملف ( pdf )