Note: English translation is not 100% accurate
د. مهنا لـ «الأنباء»: أخطر نتائج الحرب العدوانية معالجة الجروح النفسية للأطفال الذين رأوا الموت بعيونهم
الأربعاء
2006/10/4
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1739
بيروت ـ كلود أبوشقرا
منذ اعلان استقلال لبنان، نشطت جمعيات المجتمع المدني، وقويت على مر الأعوام، وأصبحت المرجع الاضافي للمواطن في كل ما يتعلق بحياته اليومية الصحية والاجتماعية والنفسية.
ويقول د. كامل مهنا (طبيب اطفال، استاذ في كلية الطب في الجامعة اللبنانية، مؤسس مؤسسة عامل ورئيسها، ومنسق لجنة المتابعة لمنظمات المجتمع المدني وتجمع الهيئات الاهلية التطوعية)، مؤكداً بعد خبرته الطويلة في هذا المجال، «اننا لم نوفق الى الان في بناء دولة القانون، ولم نوفق في بناء مواطن لبناني، ولكننا بنينا مجتمعا أهليا قويا متضامنا من خلال الجمعيات التي حاولت على مدى أعوام طويلة تأمين الحاجات الملحة للمواطن، خصوصا في الحروب والاحتياجات المتكررة في السنين الثلاثين الأخيرة».
تجلى هذا التضامن في حرب يوليو 2006، في ظل حجم العدوان الاسرائيلي الضخم وغير المتوقع، والذي طاول الأراضي اللبنانية من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب، وفي ظل عدم استعداد الحكومة اللبنانية لمواجهته، ولتأمين احتياجات اكثر من مليون نازح والاف الجرحى.
منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني فتح أهالي بيروت المنازل والمدارس لاستقبال ستمائة الف شخص، كذلك الأمر في منطقة جبل لبنان التي استقبلت 130 الف نازح والشمال والبقاع اللتين استقبلتا 200 الف، «في هذه الحرب، تأسست وحدة وطنية جديدة وفق جذور عميقة لا تتزعزع مهما بلغت التحديات، وأصالة تفوقت على العمل السياسي وعلى أسلوب التعاطي بين السياسيين أنفسهم، آمل ان يستفيد هؤلاء من هذا التضامن وان يبادروا الى بناء الوطن ـ الدولة القادرة والعادلة».
لا شك ان اهمية هذا التضامن المجتمعي تكمن في انها تجلت في وقت كان الانقسام السياسي يهدد أركان الدولة بالانهيار، وفي وقت تخلت فيه منظمات الأمم المتحدة والمنظمات العالمية (الصليب الأحمر وغيرها..) عن القيام بعملية الاغاثة في الايام الأولى من الحرب، وذلك بسبب الغطاء السياسي العالمي للعدوان، وبسبب الاعتقاد السائد في الأروقة الدولية بأنه سيكون سريعا وخاطفا، وبأن النقص في الغذاء والدواء والاسعافات سيؤدي الى فتنة «هنا تجلت المقاومة» العسكرية والسياسية والانسانية بين اللبنانيين، آمل ان تكون فرصة لنبني المواطن ولنبني دولة القانون، كي يعود لبنان ليلعب دوره الطليعي في العالم العربي بعيدا عن السياسات الضيقة والطائفية والمصلحة الذاتية».
منذ اللحظة الأولى للعدوان، تم اعلان حالة الطوارئ في مؤسسة عامل، لاسيما انها جنوبية المنشأ والهوية، وطالت الحرب معظم فروعها في المناطق الجنوبية، ودعا رئيسها د. كامل مهنا الهيئات الأهلية التطوعية، والهيئة الصحية الاسلامية، والجمعية اللبنانية الصحية الاجتماعية، وأسسنا لجنة المتابعة لمؤسسات المجتمع المدني التي زارت وزارة الصحة واقترحت انشاء خلية طوارئ، فوافق وزير الصحة على الفور، ومن ثم زارت اللجنة وزارة الشؤون الاجتماعية والهيئة العليا للاغاثة والصليب الأحمر.
وتوجت تحركاتها بلقاء رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي دعا على الفور وزراء الخدمات وطلب تحويل العمل الاغاثي من اطاره السياسي الى العمل الوطني الانساني، محققا بذلك مطلبنا الدائم، وهو تنسيق الجهود في خدمة أهلنا المنكوبين».
لمواجهة هذه الازمة التي تهدد الطفولة في لبنان بأزمات قد تؤدي الى احداث خلل فكري ونفسي يدفعهم في المستقبل الى ان يكونوا رجالا اما معقدين أو مجرمين أو يهوون الانتقام، من جراء الفظائع التي شاهدوها، ومسلسل الموت الممنهج الذي خبروه على مدى أكثر من شهر، وضعت المؤسسة خطة عمل ثلاثية لإغاثة الاطفال:
الاهتمام بالاطفال الذين فقدوا أهليهم وتأمين ظروف الدراسة لهم، الاهتمام بالجانب النفسي وبضرورة المبادرة فورا الى معالجة الجراح النفسية والروحية، الاهتمام بالجانب الترفيهي، «نحن نتحسس عن قرب الاثار الخطيرة للحرب على الأطفال، وأذكر في هذا المجال ان 40% من القتلى في أثناء الحرب كانوا من الاطفال.
وبقي الكثير منهم مدفونين تحت الأنقاض حتى وقت متأخر.
يتبع...
اقرأ أيضاً