Note: English translation is not 100% accurate
الحرائق المتعمدة جردت الجنوب من أحراجه والقذائف غير المنفجرة عزلت الغابات والبساتين
الأربعاء
2006/10/4
المصدر : الانباء
ولكن، لماذا لم نشهد في السابق في الخمسينيات مثلا او في الستينيات انتشار آفة الحرائق بالشكل الذي نراه اليوم؟
يجيب «لسبب بسيط، هو تغير العادات الريفية للناس المقيمين في جوار الغابات، هؤلاء كانوا يستعملون في الماضي النبات في الحياة الريفية في صناعة الكلس والدبس والاستخدامات المنزلية واطعام المواشي واشعال النيران في التنور، اضافة الى ذلك، كانت جبال لبنان في الماضي مشهورة بالزراعات البقلية من قمح وشعير، وبالتالي فإن الاراضي التي تزرع يتم تنظيفها من النباتات التي تؤدي الى اشتعال الحرائق والى حداثتها».
يشير منير ابوغانم، ضمن هذا الاطار، الى انه في الماضي كان يوجد ما يسمى بالناطور، وهو نظام ريفي لحراسة الموارد الطبيعية وادارتها، وكان هذا الاخير ـ الذي كان يعني من قبل اصحاب الاملاك ـ يتدخل بشكل فوري عند حدوث المخالفات (اشعال نيران او قطع اشجار) بغية قمعها.
«مع التطور التكنولوجي، هجرت الزراعة البقلية غير المروية وحتى المروية معظم الجبال اللبنانية بسبب تدني المردود الاقتصادي للاراضي، وهجر الناطور لها، فتحولت المواقع التي كانت مخصصة للزراعة البقلية الى اراض هامشية عرضة لانتشار كثيف للنباتات والاعشاب والاشواك التي تشكل وقودا للنار».
وبحسب آخر الاحصاءات، يعتبر شهرا اغسطس وسبتمبر الاكثر خطورة من حيث اعداد الحرائق، ولكن تعتبر حرائق اكتوبر ونوفمبر الاكثر تدميرا للغابات بسبب تفاعل النباتات مع المطر الاول الذي يهطل في هذه الفترة وتحولها الى مواد عضوية ينتج عنها غاز الميثان الشديد الاشتعال.
«ازاء هذا الواقع الذي بات يهدد مساحات لبنان الخضراء بالانقراض، ناشدنا في الجمعية حراس الاحراج وقوى الجيش والامن الداخلي للتدخل الفوري لدى مشاهدة اي دخان يصعد من اي نقطة في الغابة، لأنه ينذر بحريق هائل قد تصعب السيطرة عليه».
المشكلة في لبنان تكمن في تعدد المرجعيات المختصة بالحرائق، في حين ان المطلوب جمعها في ادارة واحدة يسهل عليها اتخاذ القرارات المناسبة بالسرعة المطلوبة.
«الحرائق هي عدو لن نستطيع هزيمته، ما يمكننا القيام به هو الحد من آثاره، لكن مع استمرار هجرة الاراضي الريفية سيزداد عدد الحرائق وستزداد آثارها، لذلك لا بد للحكومة اللبنانية ان تبادر سريعا الى انشاء المؤسسة الوطنية للغابات ومنحها الصلاحيات والامكانات لمواجهة هذه المشكلة ولتطوير ادارة الغابات التي تعتبر ثروة وطنية تساهم في الاقتصاد».
واخيرا، دلت الدراسات والاحصاءات التي اجرتها جمعية «حماية وتنمية الثروة الحرجية» ان عدد الحرائق في تزايد مستمر، وقد سجلت الارقام في العام 2003 ما يزيد على سبعة آلاف حريق في لبنان، في حين سجل العام 2005 اعلى نسبة، اذ تجاوز عدد الحرائق 15 ألفا تراوحت بين الغابات والمنازل والمؤسسات.
اقرأ أيضاً