بيروت - عمر حبنجر
فشل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى في تنفيذ المبادرة العربية في لبنان ام لم يفشل؟
الموالاة تقول ان موسى لم يفشل بدليل تركه الابواب مفتوحة واقناعه بعض اطراف الحوار بأن عدم التفاهم على نقاط محددة لا يوجب العودة الى التلاعب بالاستقرار العام.
والمعارضة ترى على لسان النواب سليم عون ان المبادرة العربية ماتت ليس بالامس بل عندما نعاها مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديڤيد ساترفيلد.
ونقلـــت اوســـاط الاكثريـــة لـ «الأنباء» انه حتى ولو كان هناك نوع من الفشل فإن المسؤولية ليست على عاتق موسى الذي يأتي الى هنا لاستطلاع الاوضاع وكي يكتب تقريره الى وزراء الخارجية العرب، حيث عليه وضعهم في آخر المستجدات والافكار فيفاجأ بأنه ليس لديهم ما يعطونه اياه.
وقالت الاوساط: المؤسف انه ليست هناك افكار بل مجرد كلام محفوظ وخارج امكانية التصرف، وسجلت الاوساط قول موسى للمتحاورين اللبنانيين: ايها السادة انتخبوا الرئيس وافرضوه على العالم الخارجي.
وتساءل: لماذا تكون سورية مؤثرة بالوضع اللبناني؟ ولماذا الولايات المتحدة وحتى مصر؟
واضاف: في مصر ما يهمهم ان يبقى لبنان، وان يكون هناك رأس للدولة اللبنانية كي نتعامل معه، وبعد الرئيس يفتح ملف الحكومة وسواها، لقد اعطيناكم صيغة المثالثة، اي عشرة وزراء لكل من الاطراف الثلاثة فاختلفتم، ماذا تنتظرون؟
في النهاية يقول المصدر الاكثري ان عمرو موسى لم يفشل، بل على العكس لقد نجح في ابقاء الابواب مفتوحة، نجح في منع اعلان الفشل، وهذا يشكل انجازا ديبلوماسيا في زمن الفوضى السياسية الراهنة.
لكن عضو كتلة الاصلاح والتغيير القائم سليم عون رفض هذا المنطق، متهما الموالاة بمحاولة «حصر المشكلة في انتخاب رئيس للجمهورية مع تجاهل القضايا الاخرى».
المبادرة ماتت
وردا على سؤال، قال عون: المبادرة العربية لم تفشل وحسب، بل ماتت تماما منذ نعاها مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديڤيد ساترفيلد، حيث اعلن ان مشكلة المسيحيين هي في قانون انتخابات لا يحفظ لهم التمثيل الحقيقي، خصوصا في بيروت.
عضو كتلة التحرير والتنمية النائب علي بزي قال ان الامين العام للجامعة عمرو موسى عرض عدة صيغ للحل، لكن لم تكن اي صيغة يمكن الوصول اليها حاليا، لافتا الى ان قانون انتخاب عام 1960 ليس عبثا، واكد بزي القريب من الرئيس نبيه بري انه لم يتم تحديد موعد للقاء جديد، والمطلوب احتواء الوضع، فلا تقوم الحكومة الحالية بالاستفزازات ولا تهدد المعارضة بالشارع فتتحول المسألة من سياسية الى امنية.
مسؤول العلاقات الدولية في حزب الله نواف الموسوي اعتبر ان من يستهزئ بالمبادرة العربية هو الجانب الاميركي الذي يمارس هيمنة مطلقة على فريقه في لبنان.
الموسوي وفي حديث تلفزيوني رأى ان من يتحمل المسؤولية منذ عدة اشهر الى اليوم، هم من يرفضون الاصغاء الى الوقائع القائمة في لبنان.
المبادرة لم تمت
النائب وائل ابوفاعور عضو اللقاء النيابي الديموقراطي برئاسة وليد جنبلاط اعتبر ان اللقاء الرباعي الاخير ليس الفرصة الاخيرة، وان المبادرة العربية لم تفشل، وان كانت لم تنجح، وهي لاتزال قائمة، وهناك اصرار عربي على ايجاد مخرج من الازمة في لبنان.
ورد ابوفاعور عدم نجاح المبادرة الى السياق التعجيزي الذي طرحته قوى 8 مارس سواء بمطلب الثلث المعطل من خلال طرح ثلاث صيغ كلها تصب في خانة التعطيل اضافة الى اشتراطات دستورية وسياسية لا يمكن ان يقبل بها اي حاكم قادم في لبنان واسقاط لبعض القضايا الاساسية كالمحكمة الدولية وغيرها وابقاء لبنان ساحة لصراعات مفتوحة وهذا ما لمسه الامين العام.
وحول اهتمام حصول توترات في الشارع، قال: هناك مؤسسات عسكرية وامنية، وهناك ميل الى عدم الوصول بالنقاش السياسي الى الشارع والى تأزيم الاوضاع في لبنان، وتحديدا على المستوى الشعبي وعلى المستوى الامني.
وعما اذا كان يستبعد احتمال الوصول الى انتخاب رئيس قبل القمة العربية، اعتبر النائب ابوفاعور ان الميزان الفعلي اليوم هو في الموقف العربي.
الصفحة في ملف ( pdf )