أخذت المناظرة بين المتنافسين على ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الأميركية، سيناتور إيلينوي باراك أوباما وسيناتور نيويورك هيلاري كلينتون، أخذت طابعا سلبيا وسادها نغمة سلبية الى حد كبير.
ومنذ البداية بدأت كلينتون الهجوم ورد أوباما اللكمات مرارا في معركة لاهبة لكن محكومة ومن غير المرجح أن تغير شيئا في السباق الديموقراطي النشط قبل انتخابات يوم الثلاثاء المقبل.
وواصلت كلينتون انتقادها للتعبيرات التي يستخدمها أوباما في حملته في محاولة من جانبها لسلب منافسها المفوه نقطة قوته وقالت ان المعلومات التي يرسلها أوباما لناخبي أوهايو عن مقترحاتها الخاصة ببرنامج الرعاية الصحية معلومات مغلوطة.
وقالت كلينتون في المناظرة التي جرت في اوهايو التي تشهد مع ولاية تكساس انتخابات تمهيدية الثلاثاء المقبل «يجب ان تكون المناظرة جيدة تستخدم معلومات دقيقة لا معلومات كاذبة ومضللة لا تتمتع بالمصداقية خاصة حين تكون متعلقة بأشياء مهمة مثل ما اذا كنا سنوفر رعاية صحية ذات نوعية جيدة للكل».
الرعاية الصحية
ورد أوباما سيناتور ايلينوي بدوره ان كلينتون أساءت مرارا عرض خطته للرعاية الصحية التي يقول منتقدون انها قد تترك 15 مليون أميركــي دون تأمــين.
وخلال هذه المناظرة الحامية التي بثت شبكات التلفزيون وقائعها من جامعة كليفلاند، أدلت هيلاري بأحد أقوى تصريحاتها حتى الآن وأعربت عن ندمها على تصويتها في الكونغرس عام 2002 تأييدا لتخويل الرئيس الأميركي جورج بوش السلطة لشن حرب على العراق.
وقالت السيدة الأولى في الولايات المتحدة إنها لم تكن لتصوت بـ «نعم» إذا ما كانت تعلم حينذاك أن بوش في سبيله لشن «حرب وقائية» وأنه يتلاعب بالديبلوماسية.
التجارة الحرة
وعلى وقع أسئلة متلاحقة أمطرهما بها اثنان من الصحافيين، أعلن أوباما وهيلاري أن اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) تشكل «كارثة» للصناعة الأميركية، مؤكدين أنهما سيبلغان كندا والمكسيك بأنه من الضرورة إدخال تعديلات على هذه الاتفاقية وإلا اعتبرت ملغاة.
وكررت هيلاري كلينتون انتقاداتها السابقة لأوباما بدعوى افتقاره للخبرة في مجال السياسة الخارجية، وأشارت في هذا الصدد إلى أنه هدد «بقصف باكستان»، قائلة في الوقت نفسه إنه كان موقفا غير مسؤول منه أن يعلن اعتزامه عقد لقاء «مع حفنة من أسوأ المستبدين في العالم دون شروط مسبقة».
ورد سيناتور إيلينوي بالقول إنه سيدافع عن القيام بعملية قصف في باكستان، فقط إذا كان هذا البلد «غير راغب أو غير قادر» على العمل وفقا لـ «معلومات استخباراتية توجب ضرورة التحرك» ضد تنظيم القاعدة أو غيره من التنظيمات «الإرهابية» في المناطق الجبلية الواقعة في الجزء الشمالي الغربي منه، وهي المناطق التي تشكل معاقل لحركة طالبان.
أمن إسرائيل
وتحت ضغوط من قبل غريمته، نأى أوباما بنفسه عن لويس فارخان زعيم حزب «أمة الإسلام» في الولايات المتحدة والمتهم بالعداء للسامية.
رغم اعلان الأخير دعمه الكامل لأوباما.
وقال في اطار الدفاع عن نفسه «إنني أحظى بأكبر دعم من قبل التجمعات اليهودية»، مؤكدا تمسكه بالعلاقة المتميزة مع الحليف الاستراتيجي الأهم في الشرق الأوسط وهو إسرائيل معتبرا ان امنها «مقدس».
في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجرته شبكة بلومبيرج الإخبارية بالاشتراك مع صحيفة لوس أنجيليس تايمز تقدم أباما على منافسته كلينتون، وأشار إلى أن الناخبين الديموقراطيين يفضلون أوباما على هيلاري بنسبة 48% إلى 42% بينما يتقدم السيناتور ماكين على المستوى الوطني على أوباما بنقطتين اثنتين وعلى هيلاري بـ 6 نقاط.
ويعد هذا أول استطلاع للرأي لكل من بلومبيرج ولوس أنجيليس تايمز يظهر تقدم أوباما على هيلارى.
تقدم جمهوري
ويتقدم ماكين على أوباما في كافة القضايا التي تهم الناخبين فيما عدا قضية الرعاية الصحية ويتقدم ماكين بنحو 13 نقطة فيما يتعلق بالعراق، وبحوالي 37 نقطة فيما يتعلق بالإرهاب كما يتقدم بشأن الاقتصاد.
لكن أوباما يتقدم عليه بـ 3 نقاط في جانب واحد يتعلق بالتغيير الذي ينوي إحداثه فى واشنطن.
وقالت سوزان بينكوس، مدير الاستطلاعات بلوس أنجيليس تايمز، إن أوباما تقدم بقدر كبير على هيلاري إلا أن الطريق مازال طويلا أمامه كمرشح في الانتخابات الرئاسة أمام جون ماكين الذي يعتبره الناخبون المرشح صاحب الخبرة الأكبر والأفضل ويمكن أن يكون زعيم أقوى.
وأضافت بينكوس أن أوباما (46 عاما) استمال على ما يبدو جانبا من أنصار المنافس السابق جون إدواردز الذي خرج من السباق الشهر الماضي.
ورأى الناخبون الديموقراطيون أن هيلاري (60 عاما) ستواجه مشكلة إذا انتهى الأمر بمنازلتها لماكين وأعرب ثلث الناخبين عن اعتقادهم بأن أميركا ليست جاهزة بعد لأن تتولى سيدة رئاستها بينما يرى 20% فقط أن البلاد ليست مؤهلة بعد لانتخاب رئيس من أصول أفريقية.
وتتقدم هيلاري على ماكين بنسبة 54% إلى 23% فيما يتعلق بمن الأقدر على التغيير بينما يتقدم أوباما على ماكين في هذا الصدد بنسبة 55% إلى 20%.
وخسرت كلينتون التي كانت يوما المتنافسة الاكثر فرصة للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لتخوض باسمه انتخابات الرئاسة الاميركية التي تجري في الرابع من نوفمبر نقاطا كثيرة في استطلاعات الرأي في أوهايو وتكساس بعد ان اكتسبت حملة أوباما زخما قويا ونجح في اختراق قطاعات من الناخبين كانت من قبل تفضل السيدة الاميركية الاولى السابقة.
وأظهر استطلاع آخر نشر أمس الأول وأجرته جامعة كوينيبياك ان كلينتون تتقدم على أوباما في حجم التأييد الذي تتمتع به بين الناخبين الديموقراطيين في أوهايو بنسبة 51% الى 40% وفي هذا تقليص كبير للفارق بينهما الذي كان قبل اسبوعين 55% الى 34%.
ويشير ذلك الى ان الزخم الذي حققه أوباما في حملته بفوزه المتلاحق في 11 سباقا على التوالي بدأ يؤتي ثماره في أوهايو.
الصفحة في ملف ( pdf )