في اطار تداعيات اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم محمد ( صلى الله عليه وسلم )، أعلنت شركة «ارلا» الدنماركية لمنتجات الالبان تخفيض إنتاجها ، بعد أن أدى غضب الدول الإسلامية بسبب اعادة نشر الرسوم المسيئة، الى الاضرار الكبير بحجم الطلب.
واوضحت الشركة الدنماركية - طبقا لراديو «سوا» الأميركي أمس انها ستخفض إنتاجبها بمقدار 150 طنا أسبوعيا في مصنع «بسلييف» لمنتجبات الأ بان شمال الدنمارك.
وفي الاطار ذاته انتقدت الصحف السعودية الصادرة أمس ما تردد حول تصريحات وزير الداخلية الالماني فولفغانغ شويبلة التى دعا فيها كل الصحف الاوروبية إلى نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم )، مؤكدة انه من المتوقع ان تثير هذه التصريحات الحنق والغضب في العالم الإسلامي.
واعتبرت صحف «الوطن» و«اليوم» و«الجزيرة» - في افتتاحياتها امس أن مثل هذه التصريحات المغرضة لن تؤدي سالا لمزيد من نشر الكراهية وتعزيز العداء للغرب خاصة في ظل هذا الاستقطاب الحاد بين المسلمين والغربيين حول فكرة الدين في المجتمع ودور الإسلام في الحضارة الإنسانية العالمية.
واشارت صحيفة «الوطن» إلى أن ألمانيا التي تأذى تاريخها بسبب العنصرية القومية ليست بحاجة اليوم لإذكاء عنصرية دينية تحت أية ذريعة.
والمحت الصحيفة الى ان الحرية التي برر الوزير الالماني بها تصريحاته لا يستطيع من خلالها أى ألماني أن يناقش المحرقة اليهودية، لافتة إلى أن الشيء الذي يفهمه المسلمون من هذه التصريحات أنها تصرف مقصود للاساءة إلى الإسلام والمسلمين وليس له علاقة بحرية التعبير إنما هو موقف مشبع بالدوافع السياسية والعنصرية.
من جانبها، أدانت اللجنة الاسلامية المسيحية المشتركة في القاهرة أمس الأول اعادة نشر الرسوم الكاريكاتورية للرسول الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) من قبل وسائل اعلام دنماركية والهجمات على الديانات.
وجاءت هذه الادانة في ختام الاجتماع السنوي للجنة المشتركة التي شكلها المجلس البابوي للحوار بين الديانات ولجنة مماثلة من الازهر.
وقال البيان ان الجانبين «يدينان بشدة اعادة نشر الرسوم المسيئة والهجوم على الاسلام ونبيه الكريم وكذلك الهجوم على الاديان عامة».
واكد البيان ضرورة «تدعيم احترام الاديان والمعتقدات والرموز الدينية والكتب المقدسة وكل ما يعتبره الانسان مقدسا»، داعيا «القادة الدينين مسلمين ومسيحيين ورجال الفكر والمربين» الى «بذل كل جهد ممكن لغرس هذه القيم».
وكانت اللجنة المشتركة عقدت اجتماعات الاثنين والثلاثاء، برئاسة الكاردينال الفرنسي جان لوي توران والشيخ عبد الفتاح محمد علام وكيل الازهر.
واكد الجانبان ايضا ضرورة «الحرص على الا تتحول حرية التعبير الى ذريعة لاهانة الاديان والمعتقدات والرموز الدينية»، داعين وسائل الاعلام الى «لعب دور مؤثر في مقاومة التطرف وتشجيع الاحترام المتبادل بين الاشخاص بصرف النظر عن معتقداتهم الدينية».
ويشكل الاجتماع الذي عقد في القاهرة نوعا من تطبيع العلاقات بين الازهر والڤاتيكان.
الى ذلك ادان مجلس النواب البحريني أمس اعادة نشر الرسوم وطالب البرلمان الاوروبي بمراجعة الموقف قبل ان تتفاقم تداعيات الحملة.
وقال المجلس في بيان انه «اذ يدين بشدة هذه الحملة الجائرة والمستفزة، يؤكد ادراكه لجسامة وخطورة الاثار السلبية التي لا بد ان تترتب على هذه الممارسات غير المسؤولة» و«التي تساهم في جرح مشاعر المسلمين في عقائدهم ومقدساتهم ورموزهم».
واعتبر ان اعادة نشر الرسوم «حملة تجاوزت حدود الحريات والتعبير والاحترام دون مراعاة لخصوصية وقدسية مكانة النبي الكريم لدى المسلمين ولدى البشرية جمعاء».
واضاف البيان «ويجد مجلس النواب من واجبه نحو دينه ووطنه وشعبه ان يطالب بأن ينظر البرلمان الاوروبي في مراجعة الموقف قبل ان تتصاعد تداعيات هذه الحملة المؤسفة تصاعدا يمس مصالح الدول ويسهم في تكريس مشاعر الكراهية والاحقاد بين الشعوب بمختلف انتماءاتهم ومعتقداتهم».
الصفحة في ملف ( pdf )