بيروت - عمر حبنجر
وصول المدمرة الاميركية «يو.اس.اس كول» الى مشارف المياه الاقليمية اللبنانية اضاف مادة اشتباك جديدة بين الموالاة والمعارضة في لبنان، وتقول تقارير اسرائيلية ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت كان طالب الرئيس الاميركي جورج بوش بوضع رقابة بحرية على السواحل السورية مؤخرا.
لكن طرفي الصراع في لبنان لم ينتظرا لتبيان الواقع، فبادر حزب الله الى اتهام قوى 14 مارس بالمعرفة بأامر هذا التحرك وانه لخدمتها، فيما نفت الاكثرية علمها، واكدت تفاجؤها بهذه المستجدات.
رئيس الحكومة فؤاد السنيورة استدعى اليه القائمة بأعمال سفارة الولايات المتحدة ميشال سايسون واستوضحها خلفيات هذا الاجراء الاميركي، فيما كان السفراء العرب ينتظرون كلمة رغب في القائها عليهم.
السنيورة وبعد انفضاض اجتماعه مع الديبلوماسية الاميركية، اعلن ان الحكومة اللبنانية لم تستدع اي بوارج حربية، رافضا ان يكون لبنان ساحة لصراع القوى الاقليمية والدولية.
اما حزب الله فقد رأى ان الخطوة الاميركية تعتبر تهديدا لاستقرار لبنان والمنطقة، في حين ادرجت واشنطن هذا الاجراء في خانة تعزيز الاستقرار في المنطقة، رافضة ربطه بالانتخابات الرئاسية في لبنان.
السنيورة ابلغ السفراء العرب تمسكه بالمبادرة العربية لانتخاب رئيس للجمهورية، واعلن عن استنكار حكومته لما تتعرض له غزة وما يجري على ارض فلسطين من مجازر، داعيا الاسرة الدولية لتحمل كامل مسؤولياتها.
المياه الإقليمية اللبنانية
وعن وصول سفن حربية اميركية، قال «يهمني ان اوضح انه لا وجود لسفن حربية اميركية او اجنبية في المياه الاقليمية اللبنانية، وليس في هذه المياه سوى سلاح البحرية اللبنانية وقوات الطوارئ الدولية التي تساعد لبنان في تأمين حدوده البحرية حسب نص قرار مجلس الامن 1701».
وتوجه الى السفراء العرب بقوله: ايها الاخوة لبنان بلد مستقل، ونحن حريصون على صون استقلاله وسيادته، ومن حقه علينا وعلى اشقائنا العرب ان نحفظه حرا بعيدا عن المحاور والصراعات الخارجية.
وقبل الموقف الذي اعلنه السنيورة من موضوع المدمرة «كول» اثناء استقباله الديبلوماسيين العرب امس، ذكرت مصادر حكومية انها فوجئت بالقرار الاميركي.
رفض مسلح للقمة العربية
بدورها، قالت اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله ان الاعلان عن ارسال المدمرة الاميركية الى قبالة الشواطئ اللبنانية طرح جملة اسئلة اولها ما هو القلق الناتج عن الاوضاع في لبنان الذي كان مبرر واشنطن لارسال هذه المدمرة؟ وثانيها هل الغرض من ذلك تدويل الازمة اللبنانية؟ وهل الحكومة اللبنانية طلبت هذا الامر ام انه عرض مسلح برسم المعارضة اللبنانية ورفض مسلح للقمة العربية في دمشق؟
واضافت: ان مثل هذه «العراضات» اثبتت فشلها في الماضي منذ العام 1982، وبالتالي لن تؤدي اليوم الى اخضاع هذا البلد الى الهيمنة الاميركية، وان التلويح الاميركي بالقوة العسكرية هو دليل فشل في فرض الوصاية على لبنان بالطرق الديبلوماسية.
واعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله ان المواجهة في لبنان هي اولا واخيرا مع اصحاب القرار الفعليين في واشنطن.
واعتبر النائب فضل الله في هذا الامر محاولة اميركية لدعم حلفائها في لبنان باساطيلها، وهذه تجربة اثبتت فشلها في الماضي، ولن تخضع لبنان للهيمنة الاميركية مرة اخرى.
وقال: لئن كنا لا نؤخذ بالتهديد والتهويل فإن ما يجري يريح المعارضة اللبنانية اكثر لأنه ينزع ما تبقى من اقنعة عن الادوات الاميركية التي يمثلها الفريق الحاكم، ويثبت ان المواجهة اولا واخيرا مع اصحاب القرار الفعليين في واشنطن.
في المقابل أكد البيت الابيض امس نشر سفينة حربية أميركية «كول» قبالة السواحل اللبنانية، مشيرا الى ان الهدف من نشرها هو اظهار الدعم الأميركي للاستقرار الاقليمي وذلك بعد قليل من نفي الحكومة اللبنانية ذلك.
وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي في البيت الابيض غوردون جوندرو في تصريح صحافي ان «الهدف من وجود سفن للبحرية الأميركية شرقي البحر المتوسط هو اظهار الدعم للاستقرار الاقليمي» ووسط مخاوف متنامية كذلك حول المستقبل السياسي للبنان بعد الفشل المستمر في انتخاب رئيس للجمهورية.
واكد المتحدث ان الادارة الأميركية على اتصال وتنسيق مستمر بالحكومة اللبنانية «ونجري مشاورات دورية مع رئيس الوزراء السنيورة وحكومته وحلفائنا في المنطقة وفي اوروبا حول الموقف في لبنان».
وفي رد فعل على البيان الاميركي نفى رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة ان تكون الادارة الاميركية قد تشاورت معه مسبقا قبل توجيه البارجة البحرية «يو اس اس كول» الى الشواطئ اللبنانية.
واوضح السنيورة - في بيان لمكتبه الاعلامي مساء أمس - أن ما نسبته بعض وسائل الإعلام إلى المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي من أن إرسال البارجة سبقته مشاورات معه غير دقيق ولا أساس له من الصحة وجاء نتيجة ترجمة مغلوطة وغير كاملة لكلام المسؤول الإعلامي الأميركي.
الصفحة في ملف ( pdf )