دمشق - هدى العبود
اعتبر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن وجود المدمرة الأميركية «يو اس اس كول» قبالة سواحل بيروت يؤكد أن واشنطن هي التي تقوم بتعطيل ما يطرح من حلول سياسية للأزمة اللبنانية.
وقال المعلم في مؤتمر صحافي مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في دمشق أمس «عندما كان الجهد الفرنسي - السوري يتقدم لحل الأزمة، جاء ديفيد وولش فجأة وعطل هذا الحل» وأضاف وزير الخارجية السوري ان الولايات المتحدة هي البلد الوحيد في العالم الذي لم يؤيد المبادرة العربية، وهذا يعني أن أميركا بإرسالها هذه المدمرة وجهت الرسالة إلى مهمة الأمين العام والجامعة العربية والمبادرة العربية.
تاريخ طويل
وأوضح الوزير المعلم «أن هناك تاريخا للتدخل العسكري الأميركي للأساطيل في لبنان وهذه التدخلات لم تكن مجدية، لذلك أنا أقول للذين يراهنون من اللبنانيين على قوة أميركا واستعراض عضلاتها إن هذا الرهان فاشل.
وأضاف الوزير السوري لا تستطيع أميركا فرض حل في لبنان كما تراه، فالحل في لنبان يأتي في إطار المبادرة العربية وجهود الأمين العام والتوافق اللبناني».
ووصف المعلم مباحثات موسى مع الرئيس السوري د.بشار الأسد ومع نائبه فاروق الشرع ومعه بالمهمة، حيث تطرقت إلى الوضع في فلسطين وخصوصا في غزة والقمة العربية التي ستعقد في دمشق أواخر الشهر الجاري.
وأكد وزير الخارجية السوري أن لبنان سيمثل بالقمة وقال «هناك انطباع بأن القمة ستكرس للبنان ولكن قمة دمشق هي قمة عادية وليست طارئة ولديها عدة مواضيع للبحث فيها وفي مقدمتها الوضع الفلسطيني وعملية السلام».
وردا على سؤال لـ «الأنباء» حول ربط الزعماء العرب نجاح القمة وحضورهم فيها بانتخاب رئيس للبنان قال المعلم بالفعل هناك من يربط حضوره للقمة بانتخاب رئيس لبناني، وأنا أقول ماذا عن المحرقة التي يتوعد بها الإسرائيليون غزة متسائلا المجزرة في غزة أليست أخطر؟ وأضاف «أطرح هذا السؤال على من يربطون حضورهم ونجاح القمة بانتخاب رئيس للبنان.
مؤكدا أن لبنان سيمثل في القمة بكل تأكيد.
وقال المعلم «ايصال رسائل الى لبنان والسعودية يتم بعدة طرق، هناك عشرات الطرق التي يمكن لها تسليم رسائل الدعوة للدول».
وأوضح المعلم أنه لمس خلال جولته على معظم الدول العربية أثناء تسليم الدعوات الرسمية لحضور القمة أن هناك تصميما على عقد القمة وإنجاحها، مؤكدا أن موعد القمة أواخر الشهر الجاري ومكانها دمشق.
وأشار المعلم إلى أن سورية وجهت أكثر من أربعين دعوة لحضور القمة منها دعوات إلى الاتحاد الأوروبي ودول في العالم الإسلامي.
موسى يستنكر المدمرة
من جانبه أكد موسى أن إرسال المدمرة كول هو أمر في غاية الخطورة ويجب بحثه في الإجماع الوزراي العربي المقرر بعد يومين واتخاذ موقف عربي من هذا الأمر.
وردا على سؤال حول ربط بعض الزعماء العرب حضورهم القمة بانتخاب لبناني قال موسى ردا على سؤال لـ «الأنباء» الكل يريد رئيسا للبنان وهذا شيء مهم، وكان في إطار الحديث مع الرئيس الأسد، وردا على سؤال عن موعد عودته المقبلة إلى لبنان قال موسى سأعود إلى لبنان دائما.
وأشار موسى إلى أن القمة العربية جزء من النظام العربي ولذلك «نعمل على خلق الأجواء المناسبة لانعقادها» داعيا إلى معالجة الانقسامات التي تعتري العلاقات العربية - العربية.
مؤكدا انها القمة العربية الـ20 ستعقد فى موعدها 29 و30 مارس الجارى فى دمشق. ووصف موسى مباحثاته في دمشق مع المسؤولين السوريين بالمهمة.
وقال إن الوضع في المنطقة خطير جدا، موضحا أن قمة دمشق العادية تأتي في ظروف غاية في الدقة.
الصمت المعيب
وانتـــقد موســى الصمــت الدولي إزاء ما يحــدث في غزة واصفا إياه «بالصمت المعيب».
وقال انه صمت فيه نوع من الانحياز وأنا مندهش من أن مجلس الأمن لا يتعامل مع هذا الموقف الخطير.
وعقد موسى الذي وصل دمشق مساء أمس مباحثات مع كل من الرئيس بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم تناولت تطورات الأوضاع في المنطقة وخاصة في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة والعراق، والقمة العربية المرتقبة في دمشق أواخر الشهر الجاري.
وقال بيان رئاسي سوري إن الرئيس الأسد بحث مع موسى «التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية العشرين في دمشق» المقررة في التاسع والعشرين والثلاثين من شهر مارس الجاري.
وأوضح البيان أن موسى «عرض خلال اللقاء آخر التطورات السياسية على الساحة اللبنانية ونتائج المشاورات التي أجراها لحل المشاكل العالقة بين الأطراف اللبنانية في إطار المبادرة العربية، كما جرى بحث الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصا المجازر الوحشية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة».
الصفحة في ملف ( pdf )