اكد القائد العام للجيش التركي يشار بويوكانيت ان انسحاب القوات التركية من شمال العراق تم وفق اعتبارات عسكرية محضة بعد تحقيق اهدافها، رافضا فرضية تأثره بضغوط اميركية.
وقال في مقابلة مع صحيفة «ملييت» التركية امس «لم يقل لنا احد انسحبوا، لقد كان قرارا اتخذ لدواع عسكرية حتى انه لم يكن هناك تدخل من سياسيين او اجانب في امر الانسحاب».
وكانت هيئة اركان الجيش التركي اعلنت امس الاول نهاية الحملة العسكرية التي استمرت اسبوعا واستهدفت متمردي حزب العمال الكردستاني المتحصنين في شمال العراق.
وجاء الانسحاب بعد يوم واحد من دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش للانسحاب «بأسرع ما يمكن»، الامر الذي اكد عليه اليوم ذاته في انقرة وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس.
واكد الجنرال بويوكانيت ان القرار اتخذ قبل وصول غيتس الى تركيا وبعد مقتل 240 من 300 متمرد استهدفتهم الحملة وفرار بقية المتمردين، غير انه لم يتم اعلانه لاسباب تكتيكية.
واوضح «ان ثلث قواتنا قد كان عاد الى تركيا الاربعاء، غير ان اعلان الانسحاب في ذلك الوقت كان سيكون جريمة».
واضاف «ان ادق مرحلة في اي عملية هي الانسحاب وحين تعلن ان قواتك تنسحب فان ذلك سيشكل تحريضا للارهابيين على نصب كمائن»، متابعا «لذلك فان الانتقادات غير عادلة بالفعل».
وفي نفس السياق وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان العملية العسكرية بأنها ناجحة.
وقال أردوغان فى كلمة وجهها الى الشعب التركي عبر شبكات التلفزيون، إن العملية العسكرية فى شمال العراق تمت كما خطط لها الجيش التركي وكانت عملية ضرورية تحتاجها القوات المسلحة التركية ضمن الجهود التى تقوم بها من أجل مكافحة الارهاب، وحددت رئاسة هيئة الأركان أهدافها ومداها وأسبابها بدقة.
وشدد أردوغان على أن توقيت بدء وانتهاء العملية العسكرية في شمال العراق تم تحديده من جانب رئاسة أركان الجيش قبل أن تبدأ العملية، وليس هناك أي عامل خارجي كان له دور فى هذا الموضوع.
واعتبر رئيس الوزراء التركي ان على تركيا والعراق الا يسمحا للمتمردين الاكراد بـ«تخريب» و«تسميم» علاقاتهما الثنائية، داعيا بغداد الى التعاون لطرد المتمردين من شمال العراق.
وحض اردوغان الانفصاليين الاكراد على القاء السلاح، معتبرا ان الديموقراطية التركية «ناضجة بما فيه الكفاية» لمعالجة النزاع الكردي.
من جانبه قال الرئيس العراقي جلال طالباني ان قرار انقرة الانسحاب من شمال العراق «يؤكد مصداقية» الحكومة التركية بان الحملة العسكرية «محدودة ومؤقتة».
وافاد بيان للرئاسة بأن «طالباني يرحب ترحيبا حارا بقرار تركيا سحب قواتها من العراق، وهذا الانسحاب يؤكد مصداقية الحكومة التركية بأن الحملة العسكرية محدودة ومؤقتة».
في المقابل اتهم قيادي في حزب العمال الكردستاني المحظور تركيا بمحاولة اقامة حزام آمن داخل اراضي العراق للتدخل في شؤونه الداخلية ومناطق اخرى، معلنا في الوقت ذاته «فشل» الحملة العسكرية.
وقال مراد قريلان رئيس الهيئة القيادية في الحزب من مقره في جبال قنديل ان انقرة «ترغب في السيطرة على اكبر مساحة من شمال العراق لصنع حزام آمن تتخذه موقعا للتدخل في شؤون اقليم كردستان ومهاجمة اي منطقة تريدها».
واضاف «هذا هو هدف تركيا لكنها لم تستطع الوقوف بوجه مقاومة مقاتلي الحزب لقد فشلت تركيا في حملتها الاخيرة على معاقلنا»، وشرح الاوضاع الميدانية موضحا ان «تركيا هاجمت قواتنا في اقليم الزاب من ثلاثة مواقع مختلفة لكنها فشلت في تحقيق اهدافها، هناك تباين كبير في موازين القوى» بين الطرفين.
وحول السبل التي يعتمدها حزب العمال، قال «ندافع الآن عن اقليم كردستان، ومن غير المستبعد ان نغير استراتيجيتنا في المستقبل وفقا للظروف فنحن لا نحارب الجيش التركي حسب مخططاته انما طبقا لطريقتنا، اي اسلوب حرب العصابات».
واوضح قريلان «لسنا بصدد اعلان ما نتخذه من خطوات في المستقبل لكننا نؤكد اننا بصدد جعل جبال كردستان مناطق صعبة للتوغل التركي فنحن نغير تكتيكاتنا باستمرار».
وعن كيفية نقل المعركة الى الداخل التركي، كما اعلن الحزب في السابق، اكد قريلان «نعمل على تطوير النضال القومي في كردستان تركيا وكردستان العراق ونقاوم الهجوم والنزعة التوسعية للجيش التركي وننقل المعارك الى المدن الكبيرة كاسطنبول وانقرة وازمير وانطاليا».
واضاف «لا ندعو الى حصر الصراع داخل كردستان فقط، وفعلا بدأ الشباب الاكراد بتنظيم انشطة في المدن الكبرى لا نشعر بالندم على لجوئنا الى السلاح لكننا نرغب في حل القضية الكردية عن طريق الحوار».
وتابع «نناضل من اجل هذا منذ 15 عاما قد اعلنا وقفا للنار لكن تركيا انهته».
الصفحة في ملف ( pdf )