بيروت - اتحاد درويش
في ظل الجمود المستحكم بالساحة اللبنانية، غادر الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بيروت على أمل العودة قريبا، واقفل اللقاء الرباعي الذي التأم أربع مرات متتالية دون تحديد موعد جديد، يعيد الامل الى روح المبادرة العربية التي تبقى الوسيلة الوحيدة المطروحة القادرة على اخراج لبنان من المأزق.
واذا كان انقاذ الموقف في لبنان يحتاج الى مساع عربية واقليمية جدية لحل الازمة الرئاسية، فإن ذلك يكون وفق خارطة طريق عربية لوضع المبادرة العربية موضع التنفيذ، وانتخاب رئيس للجمهورية قبيل موعد القمة العربية.
وان المبادرة العربية التي قادها موسى قبل شهرين، سواء فشلت او لم تفشل، قد وصلت دون شك الى جدار مسدود، وما نعيشه من اجواء شعارها «من اجهض كل الحلول والمبادرات السابقة»، فإن ذلك هو بسبب ازمة الثقة المستحكمة، فكل طرف موالاة ومعارضة، يأخذ بأسباب تعطيل الحلول الى الاهداف التي يراها هو.
في ضوء السجال الذي لن يتوقف حول حقيقة ما دار في الاجتماعين الرباعيين بين النائب العماد ميشال عون ممثلا المعارضة والنائب سعد الحريري والرئيس امين الجميل ممثلين لفريق الموالاة، فهاهي حقيقة المناقشات التي جرت والتي انتهت الى احباط سعي الامين العام للجامعة العربية الذي شعر بان ازمة الثقة كبيرة جدا ويجب العمل على ازالتها كي يصار الى ترتيب اتفاق.
وجاء نشر محضر الجلستين الاخيرتين في بعض وسائل الاعلام ليثير البلبلة واعتبر الرئيس الجميل ان ما تم اظهاره من تسريبات اعلامية حول ما جرى في الاجتماعين الرباعيين الاخيرين هو طريقة شيطانية لاظهار الامر على غير ما هو عليه، وفي هذا السياق قال عضو تكتل «التغيير والاصلاح» النائب نبيل نقولا الذي حضر اللقاء الى جانب العماد عون ان ما نشرته بعض الصحف عما دار من سجال في الاجتماع الرباعي الاخير هو صحيح 100%، لابد ان هناك امورا لم تنشر وهي في غاية الاهمية لانها تفضح فريق الموالاة وتظهر انه هو المعرقل للحل، فإذا لم تكن هذه التسريبات التي نشرت بهذه الدقة فلماذا اصلا رفضت الموالاة ان توضع الحقائق امام الرأي العام؟ وهذا ما طالب به عمرو موسى.
اما عن المشادة بينه وبين النائب سعد الحريري فاعتبر نقولا انه في اي حوار تعلو النبرة وهي ليست مشادة بكل معنى الكلمة وانما ما حصل ان النائب الحريري كان يتحدث خلال الحوار عن الاكثرية والأقلية، فقلت له نحن هنا نتحاور للوصول الى قواسم مشتركة والى التوافق، والا فالعودة الى المجلس الدستوري حيث هناك 11 نائبا من المطعون في نيابتهم، فلو بتّ بها لتغيرت الاكثرية التي تزعمونها، فرد النائب الحريري منفعلا: انت مطعون في نيابتك، فرددت عليه أنت ايضا مطعون فيك. فأجابني: تهذب، كما رددت عليه: انت تهذب، فهل السيد سعد اذا كان رئيس كتلة نيابية ممنوع ان يوجه له أحد أي كلام وهو مسموح له بأن يوجه انتقادات لكل الناس؟ هنا تدخل السيد عمرو موسى وقال لندع الاحاديث الجانبية، ونحن هنا لا أقلية ولا اكثرية.
أما بالنسبة لما أثاره الرئيس الجميل، فقال النائب العوني انه أمر مستغرب، فهو اتهمني بأنني قلت كلاما غير لائق، وانه لا يحق لي ان أتوجه الى الصف الاول بهذا الكلام، فقلت له لا شيء اسمه الصف الاول أو الثاني، وأنا نائب انتمي الى كتلة تمثل شريحة واسعة ولي الحق في التدخل، اما الرئيس الجميل فهو ليس نائبا.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )