بيروت - عمر حبنجر
الحركة العربية على المستوى اللبناني ما زالت بلا بركة، وزراء الخارجية العرب تشاوروا مساء امس حول ما يجب فعله من اجل اخراج لبنان من حفرة المصالح الاقليمية، وسيجتمعون اليوم وغدا لاتخاذ قرارات تتعلق بلبنان وطبعا بالقمة العربية المقررة نهاية الشهر الجاري، وقد دخلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على هذا الخط في القاهرة، حين جددت الدعوة لانتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، موضحة الرسالة من ارسال المدمرة «كول» ومضمونها تأكيد رغبة وقدرة واشنطن على الدفاع عن نفسها ومساعدة حلفائها، في حين امل وزير الخارجية المصري احمد ابوالغيط، الذي يتعرض لهجوم المعارضة، انعقاد القمة العربية في ظلال ما يؤمن لها النجاح في انتخاب رئيس لبنان.
وعلى هامش اجتماعات القاهرة، ضجت الساحة اللبنانية بالاخبار المتفائلة التي تتحدث عن احتمال دعوة زعماء الموالاة والمعارضة الى القاهرة لعقد طاولة حوار تحت رعاية وحضور وزراء خارجية الجامعة العربية، وزاد منسوب التفاؤل بشائعة عزم امين عام الجامعة عمرو موسى المجيء الى لبنان اليوم متخطيا وجود وزراء الخارجية في ضيافته، وقد تعززت هذه المعلومات بتناولها من قبل وكالة الانباء الايرانية (ايرنا).
رئيس مجلس النواب نبيه بري قال امس ان الوضع لا يشجع على التفاؤل، لكنه لم يفقد الامل رغم ان الوضع دقيق وحساس «ولا نستطيع ان نقول انه برد وسلام على ابراهيم».
واشار الى ان الافق مازال مقفلا، وابلغ صحيفة «السفير» بان ما يحكى عن مساع متجددة لا صحة له، لكنه مازال يراهن على المبادرة العربية، وان المساعي متواصلة مع الامين العام في محاولة لبلورة بعض الافكار لعلها تقود الى حل توافقي.
14 مارس تنفي
في غضون ذلك، ادرج منسق الامانة العامة لقوى 14 مارس فارس سعيد الحديث عن افكار جديدة لاحياء المبادرة العربية في خانة المسعى السوري للانفتاح واعطاء الانطباع بوجود افكار جديدة لاضاعة الوقت من اجل تمرير القمة العربية دون اعطاء اللبنانيين شيئا ملموسا يتعلق بتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية.
ونفى سعيد علمه عزم اركان الحوار اللبناني السفر الى القاهرة، مشيرا الى ان وفد الاكثرية الذي يزور العاصمة المصرية لتسليم مذكرة الى اجتماع وزراء الخارجية العرب اجرى اتصالات مع المعنيين في الجامعة العربية، لكن هذه الاتصالات لم تعط نتيجة حتى اللحظة.
وكان الامين العام للجامعة كثف اتصالاته برئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري، ما اوحى بان وراء هذه الاتصالات ما وراءها، قبل ان يتبين ان ما في جعبة موسى افكار سورية حول حكومة انتقالية غير سياسية وانتخابات نيابية مبكرة، وهذا ما تسوق له بعض اطراف المعارضة اللبنانية بالتفاؤل المحكي عنه.
وقد انضمت مصادر رئيس مجلس النواب الى الاطراف النافية لمجيء عمرو موسى اليوم ولمجمل التفاؤلات المصطنعة.
ومحور النقاش الآخر في بيروت هو من يمثل لبنان في قمة دمشق، وفي هذا السياق برز موقفان متفقان للعماد ميشال عون ولنده الماروني رئيس حزب القوات سمير جعجع، حيث التقيا على النصح بعدم مشاركة لبنان في القمة الا في حال انتخاب رئيس.
وفسر النائب غسان مخيبر (كتلة التغيير والاصلاح) مطالبة عون بعدم تمثيل لبنان في القمة العربية حال عدم انتخاب رئيس بالرغبة في لفت الانتباه الى الواقع المزري الذي نعيشه، وكي لا يتعود اللبنانيون والعرب على سدة رئاسة لبنانية شاغرة.
جعجع يطالب العرب بمقاطعة القمة
من جهته، طالب جعجع الدول العربية بمقاطعة قمة دمشق اذا ما استمر تعطيل الاستحقاق الرئاسي.
وقال، في تصريح له، ان المخيمين في ساحة رياض الصلح (اعتصام المعارضة) اثروا على الاقتصاد اللبناني وعلى حريتنا وعلى معيشتنا مليون الف مرة اكثر من مجموعة قطع بحرية اميركية.
واوجب جعجع، الذي سيزور واشنطن هذا الشهر، شكر الحكومة الاميركية لأنها وبشكل من الاشكال عملت نوعا من التوازن لمنع اي فريق خارجي من استعمال لبنان او يتسبب في حرب في لبنان.
قانون الانتخابات
وبقيت ثمة نقطة جدالية محط اهتمام وتتعلق بقانون الانتخابات العتيد وحجم الدائرة الانتخابية فيه، فالمعارضة تريد الدائرة - القضاء بحسب قانون 1960، والموالاة لا تمانع في ذلك انما بعد اعادة النظر بحجم الاقضية بعدما تحول بعضها الى محافظات.
البطريرك الماروني نصرالله صفير يؤيد وجهة نظر الموالاة، اي يريد الدائرة الصغرى، اي بعد تقسيم المحافظات التي كانت اقضية، الى اقضية، معتبرا ان ما صح في قانون 1960 لم يعد يصح الآن «فالقضاء الذي كان في ذلك الوقت هو غير القضاء اليوم بعد تحول بعض الاقضية الى محافظات».
وقال صفير لوفد من نقابة المحامين برئاسة النقيب ملحم كرم ان لبنان غير محصن من اي شيء حيال الوضع القائم، وان كل شيء وارد ان لم يحزم ابناؤه امرهم، ويجمعوا رأيهم ويشبكوا ايديهم.
مصادر الرئيس نبيه بري ابلغت «الأنباء» امس بعدم ارتياحه للمطالبة بـ «تصغير القضاء»، ونقل عنه النائب السابق وجيه البعريني انه مع الدائرة الانتخابية «القضاء وما فوق» وليس اقل من ذلك ابدا.
على ان آخر مشاعل الوسط السياسي في بيروت امس كان مع المنسق الاعلى للسياسة الخارجية الاوروبية خافيير سولانا الذي وصل ظهر امس والتقى كلا من رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
الصفحة في ملف ( pdf )