قبيل ساعات من توجه الناخبين في ولايتي تكساس واوهايو الى جانب ولايتي فيرمونت ورود ايلاند الصغيرتين في «الثلاثاء الكبير» الثاني الذي يشهده السباق نحو البيت الابيض، تمكنت المرشحة الديموقراطية الى الانتخابات الرئاسية الاميركية هيلاري كلينتون مرة اخرى من وضع منافسها باراك اوباما في آخر خطاباته قبل انتخابات الامس في موضع الدفاع عن النفس بشأن عدة قضايا، واتهمته باعتماد خطاب مزدوج حول اتفاق التبادل الحر بين دول اميركا الشمالية.
واشارت الى انه ينتقد الاتفاق علنا، بينما قام احد مستشاريه سرا بطمأنة كندا حول الموضوع.
كما انها اضطرته الى النأي بنفسه عن احد كبار المتبرعين له والملقب بـ «رزكو» الذي بدأت محاكمته امس الاول بتهم الفساد. علاوة على ذلك، اضطر اوباما للتأكيد مجددا انه غير مسلم، واضطر ايضا الى عقد مؤتمر صحافي قال فيه انه اذا كان «يفتقد الى الخبرة» كما تتهمه منافسته، فإن هيلاري - بحسب اوباما - تفتقر الى الموضـــوعية في الحــكم.
وفيما يبدو ان حملة كلينتون على اوباما نجحت بتحويل توجه بعض الناخبين المترددين بعيدا عنه، غير ان استطلاعات الرأي اشارت الى تقدمه في تكساس، في حين تتفوق السيدة الاميركية الاولى السابقة بنحو 10 نقاط في اوهايو.
لكن زوجها بيل اكد انها بحاجة للفوز بشكل كبير في الولايتين للحفاظ على آمالها بالفوز بترشيح الحزب الديموقراطي.
وفي الولايتين الاخريين فإن هيلاري تتجه للفوز في ولاية رود ايلاند، بينما يتجه اوباما للفوز بولاية فيرمونت، وتوقع محللون ان هيلاري ستتعرض لضغوط كبيرة من أعضاء حزبها للاستقالة اذا خسرت هذه الولايات لذلك دعت هيلاري في آخر حملاتها الانتخابية مؤيديها الى اقناع اصدقائهم وعائلاتهم للقيام بـ «التصويت الكبير للقرار الكبير».
قضية التجارة الحرة
وكان الجدل حول قضية اتفاقية التجارة الحرة في اميركا الشمالية قد ثار عندما نشرت وسائل اعلام كندية معلومات مفادها أن اتصالا حصل بين الاستاذ الجامعي اوستان غولسبي، احد ابرز مستشاري اوباما الاقتصاديين، وديبلوماسيين كنديين قام خلاله الاول بطمأنة الديبلوماسيين حول نية اوباما الابقاء على اتفاق التبادل الحر في اميركا الشمالية، وذلك رغم انتقادات المرشح الديموقراطي العلنية للاتفاق.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي «لا اعتقد انه من المقبول ان يأتي الى اوهايو ويلقي خطابات تنتقد الاتفاق ثم نكتشف ان ابرز مستشار لديه ذهب للقاء حكــــومة اجنبية وقال لها: لا تولي الامر اهتمامــا، انه مجرد خطاب سياسي».
ورد متحدث باسم اوباما، بيل بورتون، على هيلاري كلينتون بالقول ان «كلينتون تعرف تماما انها لا تقول الحقيقة، وان تشويه وقائع بديهية يشكل جزءا من الاستراتيجية المعلنة لفريقها والهادفة الى استخدام كل ما يقع تحت ايديهم ضد السيد اوباما في الايام الاخيرة من الحملة».
وقال فريق اوباما ان غولسبي التقى فعلا مسؤولين كنديين، لكن في اطار جامعي بحت لا علاقة له بالحملة الانتخابية، وان اي شيء مما قد يكون قاله لن يؤثر على موقف سيناتور ايلينوي حول الاتفاق.
سياسة بوش
وفي شأن آخر، اعرب اوباما عن تأييده لسياسة ادارة بوش في رفض التعامل مع حركة حماس في اطار الجهود الديبلوماسية الرامية لاحلال السلام في الشرق الاوسط.
وقال عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ايلينوي انه سيتخذ موقفا مختلفا عن موقف الرئيس جورج بوش لرفض الحوار مع بعض الخصوم الدوليين الآخرين، لكن ذلك الموقف لا ينطبق على حماس التي سيطرت على قطاع غزة والتي تسعى الى تدمير اسرائيل.
وقال اوباما في السابق انه سيكون على استعداد للالتقاء بزعماء تختلف معهم ادارة بوش بشدة بمن فيهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد والرئيس الكوبي راؤول كاسترو.
واوضح اوباما ان استعداده للالتقاء مع خصوم «لا يشمل حماس».
الصفحة في ملف ( pdf )