بيروت - عمر حبنجر
اكد تلفزيون «المنار» وبعده «اذاعة النور» الناطقان بلسان حزب الله على ان موفدا سوريا رسميا سيزور الرياض خلال الساعات القليلة المقبلة لتسليم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدعوة الى القمة العربية الدورية المقررة في دمشق يومي 28 و29 الجاري.
وزادت مصادر قريبة من رئيس مجلس النواب نبيه بري على هذا بالقول ان وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيكون موفد دمشق الى الرياض، الا ان مصادر ديبلوماسية في القاهرة أكدت لـ «الأنباء» ان المسؤول السوري «الرفيع» سيتوجه الى الرياض في القريب العاجل لتسليم خادم الحرمين الشريفين الدعوة لحضور القمة نهاية الجاري.
وبينت هذه المعلومات جملة معطيات ابرزها لقاءات المعلم مع وزير خارجية المملكة الامير سعود الفيصل بحضور الامين العام للجامعة عمرو موسى ثم لقاءات الامير الفيصل مع وزير خارجية ايران منوچهر متكي الذي قرر زيارة دمشق غدا ربما لهذا الغرض.
وتعتبر هذه الخطوة هي الابرز ضمن سلة مقررات الاجتماع الوزاري العربي، يليها البند الذي اضيف على جدول المبادرة العربية بشأن لبنان والمتعلق بالعلاقات اللبنانية - السورية، فالاعلان بالالتزام بالمبادرة نصا وروحا، علما ان النص بات معروفا، خصوصا التأكيد على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، وتبقى «الروح» بانتظار من ينفخها في جسم الدولة اللبنانية المتلاشي.
وتقول مصادر اعلامية مواكبة ان الامين العام للجامعة سيباشر جهوده على خط تحسين العلاقات اللبنانية - السورية تسريعا لاختيار ممثل لبنان في القمة.
في بيروت وفيما تلتزم الموالاة الصمت، اقترح فريق من المعارضة يعبر عنه النائب السابق ناصر قنديل، تكليف العماد ميشال سليمان بتمثيل لبنان بوصفه المرشح الرئاسي التوافقي الوحيد المعلن، الى جانب كونه قائد الجيش، بينما اعتبر النائب علي بزي عضو كتلة الرئيس نبيه بري النيابية انه من غير الممكن ان يمثل العماد سليمان لبنان في القمة كقائد للجيش او كمرشح توافقي قبل ان يتم انتخابه.
فهل بالامكان انتخاب سليمان قبل القمة في 11 الجاري او في 18 منه او حتى 27؟ وبالمطلق قبل القمة المقررة نهاية هذا الشهر؟
الجواب على هذا السؤال رهن معطيات الايام القليلة المقبلة، وتحديدا رهن جلاء صورة العلاقات السعودية - السورية التي هي المعيار والميزان للمرحلة اللبنانية الحالية والمقبلة.
وبالعودة الى مؤتمر وزراء الخارجية العرب ومقرراته، فقد ساد الاعتقاد في بيروت مع اذاعة المقررات دون معطيات تنفيذية واضحة، ما اوحى ان المطلوب ابقاء المبادرة حية فحسب.
بداية، استقبلت المقررات بتحفظ، لكن نافذة الامل التي اطلت عبر البند المتعلق بتحسين العلاقات اللبنانية - السورية وسعت دائرة الامل، فعندما توافق دمشق على بند يتحدث عن الخلافات اللبنانية - السورية فإن ذلك يعني انها اعترفت ولاول مرة بوجود خلافات لبنانية - سورية، ولم تعد المسألة مسألة لبنانيين فيما بينهم كما القول السوري الرائج.
هذا البند الذي يحمل الرقم 4 على لائحة بنود المبادرة العربية بعد انتخاب العماد سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية واعداد قانون انتخابات واسع التمثيل الشعبي، استجد عقب ملاسنة حادة بين وزير خارجية لبنان بالوكالة طارق متري ووزير خارجية سورية وليد المعلم، فكان ان تدخل وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل مقترحا ادخال بند تحسين العلاقات، وعهد الى الامين العام للجامعة بمتابعة التنفيذ.
النائب فرنجية والنقطة الإيجابية النائب سمير فرنجية عضو قوى 14 مارس لديه انطباعات مغايرة الى حد ما، فهو رأى في ضوء مقررات وزراء الخارجية العرب انه لا مخارج قريبة من الازمة، وان تركيز الكلام حول قانون الانتخابات هو للتغطية على الفراغ الرئاسي.
وقال في تصريح اذاعي له امس ان الوزراء العرب لم ينجحوا في اخراج الازمة من مأزقها، وقد ظلت الامور على حالها، واتصور ان البند المضاف (تحسين العلاقات اللبنانية - السورية) هو مجرد محاولة اخيرة لتسوية اساس المشكلة الذي هو الخلاف اللبناني - السوري، وكأن الوزراء وضعوا جانبا بنود المبادرة العربية الثلاثة لبحث جوهر المشكلة الذي هو الازمة اللبنانية - السورية، وهذه برأيه النقطة الايجابية الوحيدة التي تمخض عنها اجتماع الوزراء.
وردا على سؤال حول قول عمرو موسى ان هذا البند يحتاج الى فترة زمنية طويلة ما يسقط الامل بانتخاب رئيس للجمهورية قبل القمة العربية، قال فرنجية: واضح ان القرار السوري هو ابقاء الامور على ما هي عليه، اذ من الصعب احراز اي تقدم فعلي، والتوتر السوري يتزايد مع اقتراب موعد تشكيل المحكمة الدولية، وهذا يقلل من اوراقه التفاوضية مع المجتمع الدولي، وبالتالي مصلحته هي في ابقاء الاوضاع كما هي آملا بتوفير ظروف يقايض بها على المحكمة، وهو في الوقت ذاته بحاجة الى القمة العربية بسبب اجواء المنطقة والعزلة حوله.
وحول تمثيل لبنان في القمة العربية، لاحظ النائب فرنجية ان المعارضة بدأت تعد العدة لتمثيل لبنان برأسين وليس برأس واحد تأكيدا على الانقسام الداخلي وان ثمة تلميحات من جانب المعارضة الى اختيار الرئيس نبيه بري.
الصفحة في ملف ( pdf )