دمشق - هدى العبود
اجتمع نائب الرئيس الايراني برويز داودي امس الى الرئيس السوري بشار الاسد وبحث معه اخر مستجدات الاوضاع في المنطقة والعلاقات الثنائية بين سورية وايران وسبل تطويرها في مختلف المجالات.
وقال مصدر ديبلوماسي ايراني ان داودي نقل للرئيس الاسد رسالة من نظيره الايراني محمود احمدي نجاد تتعلق بالتشاور والتنسيق بين البلدين ازاء الاوضاع الراهنة في المنطقة وبخاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والعراق.
واضاف المصدر ان داودي عرض خلال الاجتماع نتائج الزيارة التي قام بها نجاد اخيرا الى العراق ومحادثاته مع المسؤولين العراقيين اضافة الى بحث الوضع في الاراضي الفلسطينية في ضوء المجازر التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة والازمة السياسية في لبنان.
كما اطّلع الرئيس الاسد من داودي ورئيس مجلس الوزراء السوري الذي حضر الاجتماع محمد ناجي عطري على نتائج اجتماعات اللجنة العليا السورية - الايرانية التي عقدت في دمشق الليلة قبل الماضية والاتفاقيات السبع التي سيتم التوقيع عليها بين الجانبين.
حقوق سورية المشروعة
وفي الكلمة التي القاها الليلة قبل الماضية في بدء اجتماعات اللجنة العليا السورية الايرانية المشتركة أكد النائب الاول للرئيس الايراني برويز داودي دعم بلاده مجددا لمواقف سورية في دفاعها عن حقوقها المشروعة واشاد بوقوف دمشق الى جانب ايران في مواجهة الضغوط التي تتعرض لها بسبب تمسكها بحقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية للاغراض السلمية.
واعلن داودي رفض بلاده في مجال تسوية الملف النووي مبدأ العقوبات او ممارسة الضغوط السياسية واللجوء الى التهديد والابتزاز، مؤكدا ضرورة معالجة هذا الملف بالحوار والطرق الديبلوماسية من خلال عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وعدم التغاضي عن ترسانة اسرائيل النووية التي باتت تشكل خطرا يهدد الامن والسلام على المستويين الاقليمي والدولي.
واشار الى اهمية القمة العربية التي ستعقد في دمشق في اواخر مارس الجاري مجددا وقوف ايران الى جانب الشعب الفلسطيني وقال ان حل الازمة اللبنانية يجب ان يقوم على التوافق اللبناني وارادة جميع اللبنانيين معربا عن رفضه التدخلات الاجنبية في الشؤون اللبنانية.
كما دعا النائب الاول للرئيس الايراني الى خروج قوات الاحتلال الاجنبي من ارض العراق ودعم جهود المصالحة الوطنية، معتبرا ان خروج قوات الاحتلال سيوفر الظروف المناسبة لقيام علاقات بناءة بين العراق ودول الجوار.
الفوضى الاميركية الهدامة
من جهته، اتهم رئيس وزراء سورية محمد ناجي عطري سياسة الهيمنة الاميركية بأنها تقف وراء اثارة الفوضى الهدامة وتأجيج النزاعات والخلافات بين دول العالم الامر الذي بات ينذر بعواقب جسيمة ويؤثر على امن واستقرار شعوب المنطقة والعالم.
واوضح ان سورية شددت دائما على رفض منطق الغطرسة والقوة ودعت الى حل الخلافات الاقليمية والدولية عبر الحوار الجاد وبالطرق الديبلوماسية حرصا من سورية على التمسك بخيار السلام العادل والشامل، المرتكز على قرارات الشرعية الدولية المتضمنة عودة الجولان السوري المحتل وما تبقى من الاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من يونيو 1967 وضمان حق عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه وقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا عطري جميع الفصائل الفلسطينية الى الوحدة والتلاحم مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على اسرائيل من اجل وقف الاعتداءات والمجازر الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني ورفع المعاناة المتفاقمة والحصار الجائر المفروض على غزة.
المسجد الاقصى
واعرب رئيس الوزراء السوري في هذا الصدد عن قلق بلاده الشديد حيال ما يتعرض له المسجد الاقصى من انتهاكات اسرائيلية تهدف الى تقويضه وهدم اجزاء منه بغية طمس هويته الاسلامية والتاريخية داعيا الاوساط الدولية وبخاصة منظمة المؤتمر الاسلامي الى ضرورة المبادرة العاجلة والتحرك السريع لوقف الاعمال العدوانية والانتهاكات الاسرائيلية للاماكن المقدسة.
ودعا الى ضرورة معالجة الملف النووي بالحوار والطرق الديبلوماسية من خلال عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية اضافة الى ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته لجعل منطقة الشرق الاوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وأضاف: «هناك من لا يروق لهم التعاون بيننا وبين طهران وأنا أقول لهم موتوا بغيظكم سنستمر في تعميق التعاون الاستراتيجي بيننا وبين إيران لأننا في خندق واحد ونواجه عدوا لئيما».
الوفاق اللبناني
وفيما يتعلق بالازمة اللبنانية، جدد عطري حرص سورية الشديد على امن واستقرار لبنان ودعم ما يتفق عليه كل اللبنانيين تعزيزا للوحدة والوفاق اللبناني ودعم صمود المقاومة اللبنانية في التصدي لانتهاكات اسرائيل واعتداءاتها المتكررة على لبنان.
اما فيما يتعلق بالاوضاع الجارية على الساحة العراقية فقد اعرب عطري عن تأييد سورية لجهود المصالحة الوطنية بين جميع اطياف المجتمع العراقي ومكوناته السياسية داعيا الى نبذ الخلافات المذهبية.
وشدد على اهمية تحقيق امن العراق واستقراره والحفاظ على وحدة ارضه وشعبه وهويته العربية والاسلامية وخروج قوات الاحتلال الاجنبي منه.
وكان نائب الرئيس الايراني قد وصل الى دمشق امس الاول في زيارة تستغرق ثلاثة ايام ليرأس الجانب الايراني الى اجتماعات اللجنة العليا بين دمشق وطهران.
وفي مجال متصل ذكرت مصادر سورية امس ان وزير الخارجية الايراني منوچهر متكي سيصل الى دمشق غدا لاجراء محادثات مع الرئيس الاسد ونظيره السوري وليد المعلم حول الاوضاع الراهنة في المنطقة والتطورات الاقليمية الاخيرة ولاسيما افاق اجراء محادثات اميركية ايرانية بشأن العراق وانعكاسات قرار مجلس الامن الدولي بشان الملف النووي الايراني.
الصفحة في ملف ( pdf )