واشنطن - احمد عبدالله
بدأت المرشحة الديموقراطية الاميركية هيلاري كلينتون حملتها في بنسلفانيا فيما حدد منافسها باراك اوباما الغد لنقل حملته الى الولاية استعدادا لانتخاباتها التمهيدية التي ستجرى في 22 ابريل المقبل، ولبنسلفانيا 158 مندوبا منتخبا و 29 مندوبا معينا، ويتنافس المرشحان على الحصة الكبرى من هؤلاء المندوبين بسبب الهامش الضيق من عدد المندوبين الذين حصل كل منهما عليهم خلال الدورات التمهيدية السابقة اذ يسبق اوباما منافسته بنحو 105 مندوبين منتخبين ومعيدين فقط.
وتشير آخر استطلاعات للرأي العام اجريت في الولاية الى ان هيلاري تتقدم اوباما بفارق يتراوح من خمس نقاط الى تسع نقاط مئوية. فقد وضعت تلك الاستطلاعات نسبة من يؤيدون هيلاري بين 43% و47% مقابل 38% لاوباما، ويشبه التركيب السكاني لبنسلفانيا تركيب ولاية اوهايو من حيث توزيع السكان على الانشطة الاقتصادية ونسبة السود ومهاجري اميركا اللاتينية.
وقبل توجه المرشحين الى بنسلفانيا، دعي ناخبو ولاية وايومينغ احدى اكثر الولايات الاميركية تأييدا للجمهوريين امس، الى اختيار احد المرشحين الديموقراطيين هيلاري واوباما اللذين يخوضان منافسة محتدمة للسباق الى الرئاسة الاميركية.
وتعتبر الانتخابات في وايومينغ التي يطلق عليها اسم «ارض رعاة البقر» واجبا اكثر منها هدفا للديموقراطيين.
فالولاية التي تضم اقل عدد من السكان (500 الف نسمة) صوتت في انتخابات العامين 2000 و2004 لجورج بوش ومنحته اكثر من 70% من اصوات ناخبيها.
12 مندوب
والرهان على مجالس الناخبين ليس حاسما، اذ ان 12 مندوبا فقط سيخرجون عن هذه الولاية وحسب النظام النسبي وعلى مرحلتين، اذ سيتم تحديد سبعة فقط السبت وخمسة آخرين في المؤتمر المحلي للحزب في 24 مايو ومع ذلك ترتدي مجالس الناخبين في وايومينغ اهمية لا سابق لها بعد فوز كلينتون في ثلاث من اربع ولايات شهدت انتخابات تمهيدية من بينها اوهايو وتكساس، لتستعيد كلينتون مكانها في السباق.
ورافق ذلك تبادل عنيف للانتقادات بين مسؤولي المعسكرين.
وشكلت الضجة التي اثارتها مستشارة اوباما للسياسة الخارجية سامنثا باور اثر اتهامها هيلاري بانها «متوحشة» واضطرارها للاعتذار للمرشحة الديموقراطية ثم استقالتها من حملة اوباما هزة عنيفة للحملة، قبل ان تعود مرة اخرى لتثير ضجة اخرى بسبب تصريحات مثيرة للجدل ادلت بها خلال مقابلة صحفية.
وقالت باور لمحطة «بي.بي.سي» ان تعهد اوباما بسحب القوات الاميركية من العراق خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة «ليس تعهدا جامدا وانما يتوقف على تطورات الاوضاع من الآن وحتى تسلمه مهام الرئاسة في يناير المقبل اذا فاز بالانتخابات، وسألت المحطة باور «هل يمكن اذن اعتبار فترة الـ 16 شهرا فترة قابلة للتفاوض؟» وردت باور «انها الفترة التي يحددها السيناريو الافضل لمسار الاحداث.
هيلاري تقتنص
والتقطت حملة هيلاري تلك التصريحات على الفور لاسيما ان باور ادلت بها قبل ان تقدم استقالتها من حملة اوباما بقليل، وركز العاملون في الطاقم الانتخابي لهيلاري على انها سبق ان ادلت بتصريحات حول العراق تشبه حرفا بحرف ما قالته باور وان اوباما سخر آنذاك من موقف المرشحة الديمقراطية وقال ان الشعب الاميركي لا يريد مثل هذا التسويف.
وقالت هيلاري في تصريحات للصحفيين ادلت بها أمس الأول «لقد جعل السيناتور اوباما من قضية معارضته لحرب العراق ومطالبته بسحب القوات محور حملته الانتخابية، وجعل من معارضته لاتفاقية التجارة الحرة لدول اميركا الشمالية (نافتا) محور برنامجه الاقتصادي، الا اننا نجد الآن ان هناك نمطا مقلقا من المواقف المزدوجة التي يتبناها السيناتور بهذا الشأن».
واشارت هيلاري بعد ذلك الى تصريحات باور والى اجتماع مساعدي اوباما مع مسؤولين في السفارة الكندية وابلاغهم ان «الموقف الحقيقي» لاوباما لا يعارض اتفاقية نافتا وتسريب الكنديين لتفصيلات ذلك الاجتماع، وقالت هيلاري «يبدو ان السيناتور يبلغ الاجانب بأمور تختلف عما يقوله للشعب الاميركي».
وتصدى ديفيد بلوف مدير حملة اوباما للرد على تعليقات هيلاري فعقد اجتماعا مع الصحافيين قال خلاله «ان تصريحات باور لا تختلف من الناحية الجوهرية عن موقف السيناتور اوباما الذي يتبنى رؤية واضحة تماما بخصوص العراق.
فقد قال السيناتور انه اذا انتخب رئيسا فانه سيستدعي على الفور قادة اركان القوات المسلحة ويطلب منهم وضع خطة للانسحاب الفوري من العراق». واضاف «لقد كان السيناتور واضحا تماما مع الشعب الاميركي بهذا الشأن فقد وعد باتمام الانسحاب في غضون 16 شهرا وهو متمسك بهذا الوعد.
وفيما يشكل تخبطا واضحا بالحملة، جاء في مذكرة كتبها ديبلوماسي كندي ان غولسبي الاستاذ في جامعة شيكاغو اوضــح ان انتقـــادات اوباما لاتفاقية التبادل الحر في اميركا الشــمالية لا تعكس التزامه الفعلي حيال التبادل الحر.
ومنذ الكشف عن هذه المذكرة الديبلوماسية لا يمضي يوم من دون ان يحمل فريق كلينتون على ما يصفه بانه لغة مزدوجة يعتمدها باراك اوباما.
لكن في ختام اسبوع سيئ تميز بخسارة انتخابية في ثلاث ولايات وبدء محاكمة رجل اعمال في شيكاغو معروف بانه مول حملات اوباما الانتخابية السابقة، يعزز الانطباع بان حملة اوباما «تفتقد الاحتراف»، على حد تعبير جيمس روبن مســتشار الــشؤون الخارجية المقرب من كلينتون.
ويغذي هذا الانطباع تصريح اخر مؤسف لسوزان رايس وهي مستشارة اخرى لاوباما.
فردا على تأكيد معسكر كلينتون ان اوباما غير مؤهل للرد على الخط المباشر في البيت الابيض خلال الليل في حال اي حدث امني طارئ، قالت «كلاهما غير مستعد للرد على هذا الاتصال عند الساعة الثالثة صباحا».
الصفحة في ملف ( pdf )