بيروت - عمر حبنجر
وسط استمرار التباعد بين فريقي الموالاة والمعارضة لا شيء جديد يذكر، بانتظار الاتصالات الداخلية والخارجية وما ستسفر عنه، مضافا اليها اجواء القلق الوطني اللبناني من حرب جديدة محتملة في المنطقة، وضمنها لبنان.
وفي هذا السياق، سجل حزب الله، عبر اذاعة «النور» على بعض «رموز الاستتباع لأميركا» انه لا حل قريبا للازمة، مع التبشير بأن الحل في لبنان لن يأتي الا «بصدام كبير او بتسوية كبرى»، مع تغليب فرص الصدام، وهذا ورد في تصريح اذاعي للنائب وائل ابو فاعور عضو اللقاء النيابي الديموقراطي صباح امس.
لكن النائب اكرم شهيب عضو اللقاء النيابي نفسه، شدد على ان المرحلة هي مرحلة استمرار التعطيل، لا حرب ولا استقرار، لا حل ولا انتخاب، كما انها مرحلة انتظار لحسابات اقليمية يقودها حزب الله وقوى 8 مارس الاخرى، واكد ان كرسي لبنان في القمة العربية يجب ان يشغله رئيس لبناني ماروني منتخب.
النائب موزايا
ويلتقي شهيب هنا ايضا مع عضو كتلة الاصلاح والتغيير شامل موزايا الذي استبعد امس اقدام اسرائيل على شن حرب في المنطقة، «لانها تحفر قبرها بيدها اذا شنت عدوانا بريا على لبنان، وانها اي اسرائيل، لن تشن هجوما على سورية».
والى ذلك، فسر مصدر في المعارضة استبعاده شن اسرائيل الحرب، كون الجيش الاسرائيلي عاجزا عن اجتياح غزة، والاجهاز على حركة حماس، وبالنسبة لحزب الله هناك تجربة مرة للاسرائيليين مع الحزب، فضلا عن انها اي اسرائيل لا تستطيع تجاوز القوات الدولية في الجنوب، وانه اذا شنت هجوما واسعا في لبنان، فان ثمة خطرا سيتهدد آبار النفط، وربما نشبت حرب اقليمية، اطاحت بالمحكمة الدولية ايضا.
من جهته العلامة السيد محمد حسين فضل الله ابدى خشيته من ان تكون الحركة العربية جزءا من الملهاة العربية في المسألة اللبنانية، لافتا الى ان المرحلة تشهد سقوطا عربيا جديدا يأخذ العنوان اللبناني حجة ولا ينطلق من الحسابات العربية بل من الضغوط الاميركية.
واكد عدم انزعاج اللبنانيين من حل العرب لمشاكلهم الداخلية قبل التحول الى حل ازمة لبنان.
جلسة الغد في حكم المؤجلة
وعن جلسة الانتخاب الرئاسي المقررة غدا الثلاثاء قالت الاذاعة الناطقة بلسان حزب الله انه وسط هذا الزحام بات من المحسوم انه لا جلسة انتخاب رئاسية غدا، وانها ستؤجل الى موعد جديد، توقعت ان يحدده رئيس المجلس نبيه بري بعد القمة العربية المقررة في دمشق يوم 28 الجاري، وليس قبلها، ما يعني انه لن يكون هناك رئيس للجمهورية يمثل لبنان في القمة.
واهتمت الاوساط السياسية في بيروت بحركة الاتصالات المكثفة التي شهدتها دمشق، وابرزها لقاء وزراء خارجية ايران وعمان وقطر وسورية الذين تناولوا مستجدات الاوضاع في لبنان وفلسطين وقمة دمشق، وهي مواضيع كانت محل بحث الوزير منوچهر متكي، ووزير خارجية السعودية الامير سعود الفيصل، وقد أطلع متكي وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هذه المحادثات.
وتترقب هذه الاوساط نتائج زيارة وزير الهلال الاحمر السوري بشار الشعار الى الرياض التي وصلها مساء امس الاول لتسليم دعوة من الرئيس بشار الاسد الى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحضور القمة العربية.
في هذا الوقت اكد المعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، امس التمسك بالمبادرة العربية لحل الازمة اللبنانية، وخلال كلمة القاها في حفل تأبين في بلدة معركة «صور» رفض خليل اي قانون انتخاب يفرض فئة لبنانية على اخرى، مطالبا بقانون يعتبر لبنان دائرة انتخابية واحدة وبحسب نظام النسبية.
وأيده في هذا الاتجاه الانتخابي الامين القطري لحزب البعث في لبنان فايز شكر الذي اعتبر انه لا حل عادلا الا باعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة واعتماد النسبية خارج القيد الطائفي وهو مخرج يحقق العيش المشترك والانصهار الوطني الحقيقي.
الصفحة في ملف ( pdf )