بيروت - عمر حبنجر
كما كان منتظرا، ارجأ رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري امس موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية من اليوم الى الثلاثاء 25 الجاري على امل ان تحدث المشاورات المرتبطة بالقمة العربية او تلك المتصلة بالقمة الاسلامية في داكار خرقا في جدار الاستحقاق الرئاسي المسدود بمكعبات اسمنتية يتطلب رفعها تغييرات جذرية في المناخات الاقليمية المحيطة بلبنان.
انها فرصة ربع الساعة الاخيرة، كما تقول مصادر رئيس المجلس الذي اجرى اتصالا هاتفيا مع الامين العام للجامعة عمرو موسى، وعرض معه التطورات واحتمالات النفاذ من خرم ابرة، وباتت القناعة راسخة حسب اوساط رئيس المجلس ان الضمانات المحلية لا يعد بالامكان التعويل عليها، واللقاءات الحوارية الداخلية بحضور الامين العام للجامعة او بغيابه لزوم ما لا يلزم بعدما باتت الازمة الرئاسية جزءا من ازمة العلاقات الاقليمية.
وكان الرئيس بري شدد في تصريح صحافي على ضرورة الاسراع بانجاز تسوية داخلية بمعزل عن الامتدادات الاقليمية اللازمة، مؤكدا التزام المعارضة بكل بنود المبادرة العربية وفي طليعتها انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع قانون انتخاب جديد.
وقال بري للسفير «ان قانون الانتخاب هو بيت القصيد وهو اهم واخطر من رئاسة الجمهورية والحكومة».
بري استبعد قيام اسرائيل بعدوان جديد على لبنان، وطمأن اللبنانيين ان الفتنة المذهبية لن تجد لها موطئا في بلدهم، وقال ان جمود الوضع هو الذي دفعه الى تأجيل جلسة الانتخاب.
وتعليقا على تأجيل جلسة الانتخاب الرئاسي الى 25 الجاري، اعتبر النائب مصطفى علوش (تيار المستقبل) ان المسار الذي اخذه الرئيس بري على مدى الاشهر الماضية يؤكد انه يعطي المواعيد التي فيها بعض الايماءات والتي تعطي بعض الجرعات للصبر، ورأى ان هذه المواعيد لا تكون مبنية على معطيات آنية او حالية، بل انها تنتظر التغيرات التي تحدث بين المواعيد حتى تصل اما الى تأجيل جديد او الى بعض المعطيات الجديدة، لكن عمليا لا شيء محسوم حتى الآن.
من جهة اخرى، اكدت الامانة العامة لقوى 14 مارس ان ذكرى انطلاقتها الثالثة والمصادفة يوم الجمعة المقبل ستكون محطة جديدة لقيام دولة الاستقلال الثاني.
وفي مؤتمر صحافي عقدته الامانة العامة لقوى 14 مارس في فندق البريستول امس، اعلنت خلاله برنامج مؤتمرها الاول الذي ينعقد تحت عنوان «معا نحقق حلم لبنان»، حضر المؤتمر النواب الياس عطا الله وغازي يوسف وهادي حبيش وسمير فرنجية ومصطفى علوش واعضاء الامانة العامة النائبان السابقان فارس سعيد وكميل زيادة بالاضافة الى ادي ابي اللمع وميشال مكتف والياس الزغيبي والياس ابوعاصي ونادر الحريري وممثلون عن مؤسسات الاعلام.
وتلا النائب غازي يوسف بيانا باسم الامانة العامة لقوى 14 مارس اكد فيه انه للحفاظ على الانجازات ولاستكمال استعادة الاستقلال وبناء الدولة، قررت قوى 14 مارس العودة الى جماهيرها واطلاق مؤتمرها الاول في 14 الجاري في مجمع البيال تحت عنوان «ربيع 2008».
ويشارك في اعمال المؤتمر نساء ورجال واكبوا حركة 14 مارس منذ ولادتها وارادوا من خلال مشاركتهم في هذا المؤتمر التأكيد على روح 14 مارس وعلة وجودها في ارادة المحافظة على السيادة والاستقلال والتأكيد على ثقافة 14 مارس المنفتحة على الجميع والرافضة لمشاريع الغلبة والاستتباع والتأكيد على ان 14 مارس قادرة على مواجهة الازمات والعبور بالوطن الى الخلاص من خلال وحدتها ورؤيتها المستقبلية.
الى ذلك، كشف منسق الامانة العامة في لجنة المتابعة لقوى 14 مارس فارس سعيد عن وثيقة سياسية ستصدر يوم الجمعة المقبل عن كل احزاب وشخصيات 14 مارس، وستطرح للنقاش في اليوم الذي تحمل اسمه، واصفا اياها بأنها خطوة سياسية بامتياز وليست خطوة تنظيمية بمعنى تحويل حركة 14 مارس الى حزب سياسي، وقال ان المهم هو مشاركة كل اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق من خلال ورش عمل ومؤتمرات ثقافية، مؤكدا ان 14 مارس لم تقفل اي باب من ابواب الحوار مع الفريق السياسي الشيعي «ولا اقول مع الطائفة الشيعية لأن الطائفة الشيعية موجودة في قلب انتفاضة الاستقلال، انما المشكلة السياسي هي مع الفريق السياسي في الطائفة الشيعية».
بدوره، قال النائب سمير فرنجية ان غاية المؤتمر تأكيد ثوابتنا ووضع ازمتنا في اطارها الداخلي والعربي والدولي وتحديد موقع 14 مارس داخليا وعربي ودوليا نظرا لارتباط ازمتنا بأزمة المنطقة.
الصفحة في ملف ( pdf )