يشك طلبة إيرانيون في ان الانتخابات البرلمانية التي تجري يوم الجمعة المقبل يمكن ان تقود إلى تغيير حقيقي.
وفي هذا السياق تقول ياسمان نيلي (23 عاما) التي ايدت الرئيس المعتدل السابق محمد خاتمي في انتخابات سابقة انها ستدلي بصوتها من منطلق احساسها بواجبها المدني وليس لانها تجد شخصية تبعث على التفاؤل بين المتنافسين لشغل مقاعد البرلمان المؤلف من 290 عضوا.
وذكرت الطالبة التي تدرس العلوم الاجتماعية: «لا افضل مرشحا معينا لعلمي انه سيغير الوضع للافضل».
وتقول الطالبة بجامعة العلامة طباطبائي «في ذات الوقت لن تتحسن الامور إذا احجم الجميع عن الانتخاب،اذ قررت الا تلقي بالا فلا يحق لك الاعتراض على المشاكل».
ووجهت انتقادات لأحمدي نجاد لشن حملة قمع ضد الطلبة الاصلاحيين.
وفي اواخر التسعينيات شكل الطلبة قاعدة لمساندة الاصلاحات السياسية والاجتماعية التي عززها خاتمي ولكن تبددت امالهم بعد ان فشلوا في تجسيد هذه الاصلاحات.
ويحاول معتدلون العودة بقوة في انتخابات يوم الجمعة المقبل لكنهم يشكون من مواجهة كثير من الصعاب لان المجلس المتشدد الذي يفحص طلبات الترشيح منع عددا كبيرا من مرشحيهم من خوض الانتخابات.
وتقول رضوان طالبزاده من داخل حرم جامعة طهران انها ستدلي بصوتها ولكنها تشك في وفاء اي من المرشحين بوعوده الانتخابية.
وتضيف «لا أفضل ايا من المرشحين.
ولكن لا أؤمن بعدم الاكتراث بما يحدث في بلادي».
ومثلها كثير من الطلبة في ايران تهتم طالبزاده باداء الناخبين أكثر من صفتهم.
وتضيف «ليس المهم ان يفوز اصلاحي او محافظ.
سأصوت للمرشح الذي يطرح خططا جيدة بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه».
واكثر من نصف سكان ايران البالغ تعدادهم 70 مليون نسمة تجاوزوا الثلاثين من عمرهم. ولا يقرر البرلمان السياسات المتعلقة بالقضايا المهمة مثل الخلاف النووي بين ايران والغرب ولكن تعرض انصار احمدي نجاد لنكسات في البرلمان سيدلل على رفض برامجه المتشددة وقد يؤثر على احتمالات إعادة انتخابه رئيسا في 2009.
ولا تعتقد مريام التي تدرس الفنون ان الادلاء بصوتها سيسهم في التصدي للمصاعب الاقتصادية التي ترى انها تمسك بخناق الحريات الشخصية.
وقالت الطالبة «لم يغير صوتي شيئا في الماضي.
مازلنا نعاني من فقر ثقافي» ولكنها اوضحت ان اختيار ارتداء الزي الاسلامي ينبغي ان يكون عن اقتناع.
وتابعت «بمرور الوقت تتحسن الظروف الاقتصادية في كل مكان في العالم الا هنا».
وعبر طلبة ونشطاء آخرون عن ضياع املهم.
وتقول ناريمان مصطفوي «تحاول الحكومة تشجيع الطلبة على الاقتراع ولكن ليس لديهم أي دافع يذكر. ابان حكم خاتمي لم تنفذ الكثير من الوعود. فقد الطلبة حماستهم».
وقال طالب الحقوق رضا علوي انه يود ان يمنح احمدي نجاد مزيدا من الوقت ليترك بصمته.
وأضاف «حكم خاتمي لمدة ثمانية اعوام واعطي الفرصة كاملة لتطبيق سياساته. احسنت هذه الحكومة في كثير من الامور.
سأصوت من أجل احمدي نجاد لامنحه فرصة عادلة».
وقال الطالب محسن الذي احجم عن ذكر اسم عائلته انه يجدر به الادلاء بصوته ولو من اجل تفادي المزيد من القيود الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
وذكر انه «ينبغي ان يدلي الطلبة باصواتهم.
إذا لم ادل بصوتي واقترع اخرون فان اختيارهم سيختلف كثيرا عن نوعية الاعضاء الذين اريد ان اراهم في البرلمان».
وتابع «لا اريد ان افقد القدر القليل من الحرية الذي اكتسبته بمرور الزمن كي اواجه المزيد من المصاعب».
الصفحة في ملف ( pdf )