بيروت - عمر حبنجر
بيروت في انتظار تلقيها الدعوة الى القمة العربية في دمشق لاتخاذ الموقف المناسب قبولا او رفضا قياسا على كيفية وصول الدعوة وعلى مستوى الحضور العربي المنتظر.
وقد عرض المجلس الوزاري، الذي انعقد برئاسة فؤاد السنيورة في السراي مساء امس الاول، كل النقاط المتصلة بهذا الموضوع من دون تحديد اي اتجاه مسبق لسببين: الاول عدم وصول الدعوة والثاني غياب 3 وزراء عن الجلسة الوزارية وهم محمد الصفدي في لندن، حيث قتل نجله رمزي في حادث مروري وجو سركيس مع رئيس القوات د.سمير جعجع في واشنطن والياس المر لاسباب خاصة.
ولوحظ غياب المعارضة عن السجالات حول حضور القمة او مقاطعتها في وقت تغلب الدعوة الى مقاطعتها على مواقف الاكثرية.
ورد مصدر في الاكثرية الامر الى جملة معطيات اساسية ابرزها ان الشكليات المحيطة بتوجيه الدعوة والتي لم تصل بعد يمكن ان تشكل خرقا بروتوكوليا، فلبنان جمهورية وعضو مؤسس في الجامعة العربية، والدعوة توجه مباشرة الى السلطة الشرعية فيه، وليس الى الجامعة العربية او مندوب لبنان فيها او الى امينها العام.
ثم ان الاكثرية تخشى ان وصلت الدعوة بالشكل المناسب وقبل الرئيس فؤاد السنيورة المشاركة ان تبادر المعارضة بايعاز معين الى المطالبة بأن تتمثل في الوفد اللبناني، وهذا ما اعرب عن الاستعداد له وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ.
واذا تم تجاوز كل هذه المحاذير تقول الاكثرية انها من يضمن استقبال السنيورة بالاحترام المفترض.
دعوة لبنان الى القمة العربية ستكون خلال ايام كما اكد امين عام الجامعة العربية عمرو موسى في تصريح له امس.
وفي ضوء هذه المعطيات، اعرب النائب علي خريس (امل) عن تمنياته ان يتمثل لبنان في القمة حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية الا انه لم يحدد الكيفية، بينما دعا نائب بيروت د.عاطف مجدلاني (المستقبل) الى عدم مشاركة لبنان في القمة وألا يتمثل لبنان الا برئيس ماروني وانتخاب رئيس مستبعد في 25 الجاري بحسب النائب انطوان زهرة (قوات لبنانية)، وعاكسه في هذا نائب رئيس جبهة العمل الاسلامي المعارض عبدالناصر الجبري القريب من حزب الله، حينما توقع في تصريح له امس ان يصار الى انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا قبل القمة.
وزراء حكومة السنيورة ميالون الى المقاطعة، فالوزير احمد فتفت قال لـ «الأنباء» انه «من غير المنطقي ان يتمثل لبنان بقائد الجيش في قمة للرؤساء والملوك، كما انه ليس واردا ان يشارك فؤاد السنيورة مادام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك لن يشاركا، وفي هذه الحالة لا يمانع فتفت بانتداب احد الوزيرين طارق متري او شارل رزق على رأس وفد يضم مندوب لبنان لدى الجامعة واحد سفراء الخارجية».
وقال فتفت ان هناك عددا من الوزراء يرفضون المشاركة في القمة بغياب رئيس الجمهورية، والراهن ان هذا موقف الوزراء المسيحيين عموما، ويرى ان الوقت بات ملائما لانتخاب رئيس بنصاب النصف زائد واحد، واذا وافق العماد سليمان فستكون اول زيارة خارجية له كرئيس الى سورية.
الوزير الاكثري ميشال فرعون رأى من جهته ان المشاركة في القمة مرتبطة بعوامل عدة، وتوقع ان تقرر في الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء، مشيرا الى منطق استفزازي في تسليم الدعوة للقمة.
وفي رأي فرعون ان هدف احداث غزة احراج العرب والتخفيف من ضغط الاحداث اللبنانية في القمة.
الوزير أوغاسبيان لإبقاء مقعد لبنان شاغرا
بدوره، ابلغ وزير التنمية الادارية جان اوغاسبيان اذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله ان موضوع مشاركة لبنان في القمة العربية لم ينضج حتى الآن ولم يتخذ اي قرار حول تمثيل لبنان او مستوى تمثيله، رابطا الامر بمستوى تمثيل الدول العربية الاخرى.
وكشف اوغاسبيان (المستقبل) عن اتجاه لابقاء مقعد لبنان في القمة شاغرا، مشيرا الى ان الوضع السياسي وصل الى طريق مسدود، معتبرا ان المعارضة مسؤولة عن هذا الوضع بسبب عرقلتها انتخاب رئيس للجمهورية من خلال الشروط التي وضعتها في هذا السبيل.
الوزير حمادة: عنوان لبنان معروف
وزير الاتصالات مروان حمادة (اللقاء الديموقراطي) اكد على كلام زميله اوغاسبيان موضحا ان مجلس الوزراء لم يتوصل الى قرار بشأن المشاركة في القمة، لأن الدعوة لم تصل بعد، من جهة، ولأن اهمية الحضور او امكانية الاستغناء عن هذا الحضور لاتزالان قيد التقويم.
وقال الوزير حمادة: ان للبنان، كما نعرف، عنوانا واضحا ومعروفا، وعاصمته بيروت، وللبنان سلطة معترف بها دستوريا تتولى وكالة صلاحيات رئيس الدولة، وهي مجلس الوزراء، وبالتالي لا مجال لقبول دعوات تأتي عبر الديبلوماسية الخارجية او امانة الجامعة العربية هذا اولا، اما مبدأ الحضور او عدمه بالمطلق ومستوى الحضور والخطاب اللبناني اذا تقرر الحضور فهذا كله سيكون مدار مناقشة في مجلس الوزراء الذي يتخذ في النهاية القرار بهذا الشأن، وقد اكد الرئيس السنيورة بالامس انه يمتثل الى قرار مجلس الوزراء بصفته السلطة المكلفة بذلك.
الصفحة في ملف ( pdf )