بيروت - عمر حبنجر
غادر رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة امس الى دكار عاصمة السنغال لتمثيل لبنان في مؤتمر القمة الاسلامية متأبطا الامل في ان تنجح هذه القمة باقناع بعض الدول المشاركة والمعنية بالشأن اللبناني في فك اسر رئاسة الجمهورية اللبنانية اذا كانت تضمر خيرا لهذا البلد.
بعض الاوساط السياسية المتابعة تراهن على التحرك الايراني المستجد بين الرياض ودمشق، وان ثمة اتصالات كثيفة جارية من جانب طهران وعبر وزير خارجيتها منوچهر متكي بين كل من وزيري خارجية السعودية وسورية الامير سعود الفيصل ووليد المعلم لتأمين فرصة لجمعهما في دكار كما حصل واجتمعا في القاهرة عشية اعلان المبادرة العربية، لكن هذه الاوساط ليست متفائلة الى درجة الاعتقاد ان مثل هذا اللقاء المأمول يمكن ان يضم السنيورة في الوقت الحاضر.
وكان اقتراح الايرانيين ان يجلس السعوديون والسوريون معا للبحث بمصالح الشعبين.
وقالت المصادر، كما نقلت الاذاعة المذكورة، انه بموجب هذه الوساطة الايرانية سيعقد لقاء سعودي - سوري على هامش قمة دكار الاسلامية بترتيب ايراني هدفه فتح اقنية واسعة على القمة العربية المقررة في دمشق 29 الجاري.
وذكرت المصادر ان الجانب السعودي دعا الى ترجمة المبادرة العربية بانتخاب رئيس للجمهورية حسب المتوافق عليه، اي العماد ميشال سليمان قبل القمة العربية على ان يتفق على عناوين القضايا الاخرى وتفصيلها بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي مادام انه لا خلاف حول العماد سليمان.
ورد الجانب الايراني انه مهتم بانجاز التوافق وليس الضغط على الحلفاء في سورية او لبنان.
وقد دخل الجانبان العماني والقطري على الخط انطلاقا من خطورة النوايا الاسرائيلية المبيتة ضد لبنان، ودعيا الى تجاوز الحسابات الصغيرة.
مندوب لبنان يطلب إدراج انتخاب سليمان فوراً
الرئيس السنيورة وقبل وصوله الى دكار طلب الى مندوب لبنان في المؤتمر الاسلامي ان يقترح ادراج المسألة اللبنانية في البيان الختامي عبر تأييد المبادرة العربية، خاصة انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية فورا على ان يتم لاحقا الاتفاق على تشكيل الحكومة وباقي الامور المختلف عليها.
وقالت اذاعة «النور» ان بعض الدول العربية والاسلامية ترددت في الاجتماعات التحضيرية في الموافقة على المقترحات اللبنانية على اساس انها يمكن ان تشكل مادة خلافية.
لكن وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية قالت ان مشروع قرار القمة يشدد في جانبه اللبناني على اجراء الانتخابات الرئاسية اللبنانية فورا وفقا للمبادرة العربية منعا لأي تداعيات تنجم عن استمرار البلد بلا رئيس.
بري ينتظر ما تحمله الأيام
من جهته، اكد رئيس مجلس النواب نبيه بري امام زواره امس ان الجميع بانتظار ما تحمله الايام المقبلة، متأملا في القمتين الاسلامية والعربية في وضع لبنان على سكة الخروج من الوضع الراهن.
وانتقد بري الرهان على الاميركيين او اثارة المشكلات من خلال طرح المسائل الخلافية كالدوائر الانتخابية الصغرى، قائلا انه لا يمكن ان يساير في هذا الموضوع.
وكان عمرو موسى الامين العام للجامعة العربية قد تحدث تلفزيونيا عن اسباب لدى الرئيس بري لتأجيل جلسة الانتخابات الاخيرة، لكن هذه الاسباب كان ممكنا التغلب عليها لو توافر التوافق السياسي بين الافرقاء اللبنانيين.
وقال موسى انه ينوي زيارة بيروت قبل القمة، مشددا على ضرورة انتخاب الرئيس بسرعة.
الإلحاح على انتخاب رئيس
على الصعيد المحلي، دعا النائب روبير غانم بعد لقائه البطريرك صفير جامعة الدول العربية للضغط من اجل انتخاب رئيس للجمهورية قبل موعد القمة العربية وعدم تحويل المشكلة الجوهرية الى مشكلة ثانوية.
واعرب عن موقفه بوجوب عدم حضور القمة ما لم يكن هناك رئيس منتخب، وقال: اننا لا نريد تسجيل سابقة، فلبنان العيش المشترك والرئيس المسيحي والجامعة العربية هي الجامعة العربية، وليست الجامعة الاسلامية، لذلك ارى الا يتمثل لبنان افضل من ان يتمثل بأي شخص مع احترامي للجميع، وانا اتحدث من حيث المبدأ.
وكان استبعاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد انتخاب رئيس للبنان قبل انتخابات الرئاسة الاميركية موضع استغراب في لبنان وسط اختلاف التقديرات حول امكانية اجراء الانتخابات او عدمها في 25 الجاري.
بدوره، اعتبر النائب علي خريس ان تعيين جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في 25 الجاري هو اعطاء فرصة للعرب والمسلمين واللبنانيين لمزيد من السعي والحوار والسير في بنود المبادرة العربية.
واتهم «الفريق الاميركي» بالايعاز لمؤيديه في لبنان لعرقلة اي حل.
كما استبعد النائب فريد الخازن (كتلة عون) انتخاب رئيس في 25 الجاري بسبب الخلافات العربية، وبالنسبة لحضور القمة قال الخازن: لا يجب غياب لبنان عن اي اجتماع عربي بعد ان يتلقى الدعوة بالطرق الرسمية، والحل المتاح اليوم هو الاتفاق على تسوية مرحلية على اساس المبادرة العربية.
نائب بيروت عمار حوري (المستقبل) رأى من جانبه ان السوريين والمعارضة يعرقلون انتخاب الرئيس، وعن المشاركة بالقمة ينصح حوري بعدم المشاركة لأن الاجواء لم تتغير ولبنان دولة موجودة فلماذا التأخر في توجيه الدعوة؟
اما النائب فؤاد السعد (اللقاء الديموقراطي) فقد اعتبر ان انتخابات الرئاسة متوقفة عند حاجة شروط المعارضة، وعن القمة العربية قال: انا مع عدم مشاركة لبنان في هذه القمة لأنه - اي لبنان - ليس فضلة عشاء احد.
الصفحة في ملف ( pdf )