في واحدة من أكثر الولايات الأميركية فقرا والتي تقطنها أغلبية سوداء، حقق باراك أوباما امس الاول فوزه رقم 29 في ولاية مسيسبي، على هيلاري كلينتون في الانتخابات الأولية للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
حسب ما ذكرت محطات التلفزة الأميركية.
واشارت شبكة «سي ان ان» الاخبارية الى أنه كما كانت الحال في العديد من الولايات التي نظمت الانتخابات التمهيدية الى اليوم، فان أوباما فاز بدعم كبير في أوساط الناخبين من أصل أفريقي حيث بلغت نسبة التصويت في ميسيسيبي لصالحه 91% مقابل 9% لكلينتون.
وتوجد في ولاية ميسيسيبي نسبة كبيرة من الأميركيين من أصل أفريقي وهي بلغت استنادا لاحصاء العام 2000 أكثر من 36% من سكان الولاية، وهي نسبة أعلى من أي ولاية أخرى، فيما تبلغ نسبة الناخبين السود نحو 0 7% من الناخبين المسجلين في الحزب الديموقراطي.
لكن الناخبين البيض في الولاية صوتوا بنسبة كبيرة الى جانب السيناتور عن ولاية نيويورك حيث حصلت كلينتون على 72% من أصواتهم مقابل 21% لصالح أوباما.
ومع فرز نحو 99% من أصوات الناخبين كانت النتيجة حصول أوباما على 60% من الأصوات، مقابل 37% لكلينتون.
وأصدرت حملة كلينتون بيانا هنأت فيه أوباما على فوزه في ميسيسيبي وأشارت الى أنها «تتطلع الى الحملة الانتخابية في بنسلفانيا وباقي الولايات مادامت المعركة الانتخابية مستمرة».
وتجرى الانتخابات التمهيدية في ولاية بنسلفانيا في 22 أبريل المقبل وتوفر 158 مندوبا الى المؤتمر العام المقرر في أغسطس المقبل.
واستنادا الى شبكة «سي ان ان الأميركية، أصبح عدد المندوبين الذين حصل اوباما
على أصواتهم 1607 مندوبين، مقابل 1476 مندوبا لكلينتون، علما بأن العدد المطلوب من المندوبين لانتزاع ترشيح الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية هو 2025 مندوبا.
وفي اول تعليق له على نتائج الميسيسبي أعرب باراك أوباما، عن شكره لناخبي ولاية «ميسيسبي» لدعمهم له في الانتخابات التمهيدية، وأوضح أوباما - في مقابلة خاصة مع شبكة «سي ان ان» الأميركية أذاعتها امس أن فوزه في الانتخابات التمهيدية في ولاية «ميسيسبي» يعكس استجابة الناخبين هناك وتأييدهم لخططه الرامية الى احداث تغيير في السياسة التي تنتهجها الادارة الأميركية الحالية.
وفيما يتعلق بمنافسته الرئيسية هيلاري كلينتون، قال أوباما انه بلاشك سيدعمها في حال فوزها بترشيح الحزب الديموقراطي أمام المرشح الجمهوري جون ماكين الذي تمثل سياساته استمرارا لسياسة الادارة الأميركية الحالية التي أسفرت عن تدهور الاقتصاد الأميركي وأثرت سلبا على السياسة الخارجية للبلاد «على حد قوله».
وعن اختيار هيلاري كلينتون كنائبة له في حال فوزه بترشيح الحزب، قال أوباما «ان طرح مثل هذا الموضوع للنقاش في الوقت الجاري يعد سابقا لأوانه، خاصة واننا مازالنا نخوض سباقا مهما للغاية»، مشيرا الى أنه سيختار النائب الذي تكون له القدرة الأكبر على الاستمرار في تحقيق الأهداف السياسية التي يتطلع لها في حالة تعرضه لأي مكروه كما أن هيلاري تتصدر قائمة اختيارات أي مرشح.
ويعتبر فوز أوباما في ولاية «ميسيسيبي» هو ثاني انتصار له على التوالي بعد فوزه في «وايومنغ» التي أعقبت الانتصارات الثلاثة التي حققتها هيلارى كلينتون في الانتخابات في كل من «تكساس» و«أوهايو» و«رود آيلاند» الاسبوع الماضي.
وفي وقت سابق، رفض السناتور أوباما اقتراح منافسته السناتور كلينتون بأن يخوضا معا انتخابات الرئاسة الاميركية القادمة بقائمة مشتركة كنائب لها، وسخف من الفكرة واتهم منافسته بالمراوغة السياسية في سباقهما المرير للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي.
وقال أوباما في ولاية مسيسيبي انه متفوق على كلينتون في عدد الولايات التي فاز فيها وأيضا في عدد المندوبين الذين كسب ولاءهم والذين يختارون مرشح الحزب الديموقراطي في اغسطس المقبل، ليخوض امام المرشح الجمهوري جون ماكين انتخابات الرئاسة الاميركية التي تجرى في الرابع من نوفمبر. وصرح أوباما سناتور ايلينوي، الذي يطمح لأن يصبح أول رئيس أميركي أسود، بأن اقتراح كلينتون هو «خدعة».
وقال أوباما لحشد من مؤيديه «لا أعرف كيف يعرض من هو في المرتبة الثانية منصب نائب الرئيس على من هو في المرتبة الاولى». وأضاف أوباما «لم اترشح لمنصب نائب الرئيس.
انني مرشح لمنصب رئيس الولايات المتحدة الاميركية والقائد الأعلى لقواتها المسلحة».
وكانت كلينتون قد انتقدت أوباما قائلة انه لا يملك الخبرة المطلوبة ليشغل مكتب الرئاسة البيضاوي في البيت الابيض ويتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة الاميركية.
وفند أوباما هجمات كلينتون المتكررة، مشيرا الى ان منصب نائب الرئيس على نفس القدر من الحساسية لانه يتولى الرئاسة تلقائيا في حالة موت الرئيس أو عجزه.
الصفحة في ملف ( pdf )