دعت قوى 14 مارس الى طي صفحة الماضي مع سورية وتطبيع العلاقات معها شرط ان تعلن اعترافها باستقلال لبنان واحترام سيادته من خلال تبادل السفارات وترسيم الحدود معه.
واصدرت قوى الاكثرية وثيقة سياسية شاملة تلاها منسق قوى 14 مارس النائب السابق فارس سعيد ومما جاء فيها:
ان مستقبلنا الوطني مرتبط بقدرتنا على ارساء ثقافة السلام والوصل في حياتنا الوطنية، وهذا الامر يحتاج الى قرارات جذرية:
1 - قرار بتثبيت استقلالنا من خلال تأمين الوحدة الوطنية التي هي شرط الاستقلال عن الخارج، ويتطلب هذا الامر تجاوز الصراعات الطائفية التي أدمت وطننا على مدى نصف قرن، والتوجه، على قاعدة اتفاق الطائف، الى بناء دولة مدنية حديثة.
2 - قرار بصون سيادتنا من خلال الاسراع في اعادة انتظام مؤسسات الدولة وتوكيل الدولة، والدولة وحدها، مهمة توفير الامن لجميعنا، افرادا وجماعات، لهذا ينبغي ان يكون للدولة، كما في تعريف اي دولة تستحق هذه التسمية، الحق الحصري في امتلاك القوة المسلحة والا يكون في لبنان جيشان يخضعان لسلطتين مختلفيتين: سلطة الدولة اللبنانية وسلطة دولة اجنبية.
إعادة الاعتبار لفكرة المقاومة
3 - قرار بحماية استقلالنا من خلال اعادة الاعتبار لفكرة المقاومة التي هي حق للشعب اللبناني يمارسه في الدفاع عن وجوده وأرضه وحريته، كرافد لتعزيز قوة الدولة، فالمقاومة تقوم اساسا على مكامن القوة التي يملكها الشعب لا على مكامن الضعف، وهي اقوى في مواجهتها الخطر الخارجي اذا كان المجتمع موحدا والدولة فاعلة والجيش قويا والاقتصاد ناشطا، فليست مقاومة تلك التي تقوم على قاعدة فرز الشعب بين اكثرية «خائنة» واقلية «وطنية»، وليست مقاومة تلك التي تؤدي الى ربط مصير الناس بالاعانات والاعاشات، كذلك ليست مقاومة تلك التي تقوم على إلغاء القرار الوطني لمصلحة الخارج وخدمة لمصالحه، ان الهدف النهائي للمقاومة هو بناء الدولة الحرة، السيدة، هذا هو الانجاز الذي يحدد نجاحها أو فشلها.
4 - قرار بضمان استقلالنا عبر توفير الظروف العربية المواتية، وذلك من خلال الالتزام في المعركة الدائرة في عالمنا العربي للخروج من الاصطفافات السياسية والفكرية.
وتطرقت الوثيقة الى الانقسام الحاصل حاليا في لبنان وقالت: انه يتجاوز الخلاف على ادارة الدولة بين اكثرية ومعارضة الى الخلاف على طبيعة الدولة ودورها.
إعلان الرياض
وحول الوضع الإقليمي دعت الوثيقة ملاقاة ودعم التحويل الجاري في العالم العربي، حيث بدأت ترتسم معالم نظام اقليمي عربي جديد وحديث بعيدا عن الديماغوجيا السابقة، وهذا التحول أكده «اعلان الرياض» الذي صدر في ختام القمة العربية في مارس 2007، والذي يضع للمرة الاولى «الأسس العربية» لثقافة الوصل في مواجهة ثقافة الفصل».
العلاقات مع سورية
وحول العلاقات مع سورية دعت الى طي صفحة الماضي مع سورية وتطبيع العلاقات معها، وهو امر يبدأ بعودة النظام السوري الى الحظيرة العربية بعدما تحول الى حصان طروادة في مواجهة العالم العربي، واعلانه الاعتراف باستقلال لبنان واحترام سيادته من خلال تبادل السفارات وترسيم الحدود معه، والأساس في هذا الموقف هو الكف عن التعامل مع لبنان وكأنه مجرد «اقليم» جرى سلخه عن الوطن الأم في زمن الاستعمار، واقرار الدولة السورية بأن شرعية الكيان اللبناني تساوي شرعية كل الكيانات العربية بما فيها الكيان السوري، على هذا الاساس يمكن اجتراح «تسوية تاريخية» تسمح بصوغ مشروع مشترك يجعل من البلدين محور تجديد في العالم العربي، وهذه التسوية اشارت اليها نخبة من السياسيين والمثقفين السوريين واللبنانيين في «اعلان بيروت - دمشق/ اعلان دمشق - بيروت» مايو 2006 الذي تضمن مراجعة نقدية لتاريخ العلاقة بين البلدين، واضعا الأسس لتصحيحها.
وتساءلت الوثيقة لماذا يتعرض لبنان منذ 3 سنوات الى هذه الهجمة الشرسة والمتواصلة؟ هل من اجل تأمين المشاركة في السلطة كما يطالب بها الفريق الآخر، او اقرار قانون جديد للانتخابات، أو تحسين حالة الكهرباء؟ هل ان قتل القيادات واستدراج الحرب مع اسرائيل واحتلال وسط بيروت والقيام بانتفاضة مسلحة ضد الحكومة والاعتداء على الجيش والسعي الى اقامة إمارة اسلامية في الشمال وقتل جنود في القوات الدولية، وغير ذلك من اعمال العنف هدفه تحقيق هذه المطالب؟
ام ان الهدف هو اعادة تحويل لبنان الى مقاطعة سورية ورأس جسر لايران على البحر الابيض المتوسط؟ واليوم، ومن موقعنا كأكثرية شعبية ونيابية، نكرر دعوتنا للجميع الى تخطي الخلافات والمشاركة في تحديد مصيرنا المشترك، ذلك ان خلاص لبنان يكون لكل لبنان او لا يكون والاساس في هذه المشاركة هو ان تقوم على الثوابت الوطنية التي اجمع عليها اللبنانيون والتي حددها اتفاق الطائف ومقررات الحوار الوطني وقرارات الشرعية الدولية، كي لا يعود احد في الخارج شريكا في قرار الداخل.
الصفحة في ملف ( pdf )