وسط اقبال كثيف من الناخبين الايرانيين، جرت الانتخابات التشريعية أمس لاختيار 290 نائبا برلمانيا من بين 4500 مرشح ليمثلوا مجلس الشورى في دورته الثانية، وسط ترجيح باستمرار سيطرة المحافظين عليه.
وجاء في فيلم دعائي بثه التلفزيون الرسمي قبل فتح حوالي 45 الف مكتب اقتراع ان «كل بطاقة اقتراع توضع في الصندوق تشكل ضربة قاسية للعدو». ودعي حوالى 44 مليون ناخب لاختيار اعضاء المجلس في صباح امس ويختــار الناخبـــون بين لائحتـــين اصلاحيتين ولائحتين محافظتين ويمكنهم اختيار اسمــاء مــن كــل اللوائــح.
رفع مستوى الشعب
وقال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امس ان الانتخابات ترفع من مكانة شعب ايران وتعزز اهداف الثورة الاسلامية، معتبرا ان مشاركة الايرانيين في هذه انتخابات مجلس الشورى «تذل» الاعداء. ونقلت وكالة انباء «فارس» الايرانية شبه الرسمية عن نجاد بعد ادلائه بصوته ان «الانتخابات تعتبر احد المظاهر التي تعزز مكانة الشعب الايراني وترفع من مستواه». وشدد على «اهمية الجماهير في الانتخابات»، معتبرا ان الانتخابات تعبر بشكل جلي عن ارادة الشعب و«تعزز اهداف ثورته الاسلامية». ورأى نجاد انه «يمكن اعتبار الانتخابات رمزا لبقاء الشعب ولاذلال اعدائه»، موضحا ان المشاركة في الانتخابات العامة «تعد احد المظاهر التي يمكن ان تؤدي الى رفعة هذا الشعب وتقوية اركانه اكثر من اي وقت مضى».
وذكرت قناة «برس.تي.ڤي» الاخبارية الايرانية ان نجاد اختصر زيارته للسنغال حيث كان يحضر القمة الاسلامية وعاد الى طهران للادلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية، مشيرة الى انه اجرى خلال وجوده في داكار مباحثات مع رؤساء تركيا والجزائر وبنين ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع والامين العام للجامعة العربية عمرو موسى.
ليلة القدر
وكان مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي شبه الانتخابات التشريعية التي تشهدها ايران بـ «ليلة القدر»، داعيا الشعب الى الاستفادة من هذه الفرصة، في حين اعتبر رئيس مجلس خبراء القيادة هاشمي رفسنجاني ان انتخاب برلمان قوي سيحبط اعداء البلاد.
ونقلت «فارس» عن خامنئي بعد الادلاء بصوته تشبيهه الانتخابات بأنها «ليلة القدر التي يتم فيها تحديد مصير الانسان كل عام».
واردف «من هنا علينا ان نعرف قدر هذه اللحظات المصيرية»، واوصى الشعب الايراني بالنهوض لتحديد مصيره للاعوام الاربعة المقبلة. واعتبر ان «الشعب يقرر في هذه الانتخابات مصيره لفترة محددة»، داعيا الايرانيين الى الافادة من كل حقوقهم في الانتخابات. ورأى ان «الانتخابات تشكل حقبة ومرحلة مصيرية واني اقدر هذه المرحلة وانصح الناس بأن يولوا اهتماما لها»، طالبا من المواطنين ان يقرروا مصير السلطة التشريعية من خلال صوتهم وارادتهم وهمتهم. وقال خامنئي «وصيتي الاولى لشعبنا العزيز هي اداء هذا العمل الكبير في وقته وعدم تأجيله، لأن خير البر عاجله».
وشدد على ضرورة ان يستفيد المواطنون بدرجة قصوى من هذه الانتخابات وان يدلوا باصواتهم لمصلحة كل العدد المطلوب منهم انتخابه في المنطقة او المدينة التي يقترعون فيها.
النصر للجميع ما عدا الأعداء
في سياق آخر، نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية (ارنا) عن رفسنجاني بعد الادلاء بصوته ان «تشكيل مجلس نيابي (برلمان) جيد ومدافع عن الناس والثورة والبلاد سيصيب الاعداء باليأس والاحباط والجميع سينتصر ما عدا الاعداء».
واضاف انه «مع تشكيل برلمان قوي وفاعل فإن جميع ابناء الشعب سينتصرون والاعداء سيتضررون، اما اذا تشكل مجلس نيابي ضعيف وغير فاعل فإن الموالين والمعارضين سيتضررون» على حد سواء.
ورأى ان «الاعداء يريدون بالتأكيد تشكيل مجلس ضعيف او ان تكون المشاركة الجماهيرية طفيفة»، موضحا ان «الاعداء يريدون الايحاء بأن ايران تفتقر الى الديموقراطية».
ودعا رفسنجاني الاجانب الى «الحكم بانصاف» على الانتخابات في ايران..
واضاف «رسالتي اليهم هي ان يعقدوا مقارنة بين الانتخابات في ايران وسائر الدول».
ورأى ان الشعب الايراني «سيبرهن على ان بلاده هي الرائدة في المنطقة من حيث الديموقراطية».
واكد ان «المشاركة في الانتخابات تعتبر واجبا اسلاميا ووطنيا». مشيرا الى ان مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) في ايران «يضطلع بدور مميز ولا مثيل له».
واردف «ان اي مؤسسة في الدولة لا تضطلع بدور كالذي يضطلع به مجلس الشورى الاسلامي».
وقال ان المجلس الجديد يجب ان «يتحلى بالمنطق والتخطيط والاهتمام بالشعب»، مذكرا بأن الانتخابات التكميلية لمجلس خبراء القيادة التي جرت امس بالتزامن مع الانتخابات التشريعية، ووصفها بـ «المهمة جدا».
ولفت رفسنجاني الى ان عدم مشاركة المرء في الانتخابات بمثابة «التفريط بحقه المشروع».
النتائج
من جهته، اعلن وزير الداخلية الايراني مصطفي بورمحمدي ان نتائج انتخابات الدورة الثامنة لمجلس الشورى الاسلامي في المحافظات «ستعلن بحلول اليوم»، وقال بورمحمدي كما نقلت عنه «ارنا» اثر تفقده لجنة الانتخابات في وزارة الداخلية «اننا نسعى للاعلان عن نتائج الانتخابات في دائرة طهران قبل بدء عطلة النيروز» التي تمثل بداية السنة الجديدة بحسب التقويم الايراني وتصادف يوم 21 مارس من كل عام، اي بداية الربيع.
وتطرق الى مسألة مراقبة حسن اجراء العملية الانتخابية، فلفت الى ان هناك «قدرا كافيا من الاجهزة ومؤسسات المراقبة سواء الحكومية او غير الحكومية للاشراف على حسن تنفيذ العملية الانتخابية». وكان عدد كبير من علماء الدين في قم ادلوا بأصواتهم امس ومن بينهم امام جمعة قم ابراهيم اميني الذي دعا الايرانيين للمشاركة الواسعة في الانتخابات واختيار النواب الاكثر كفاءة.
المتنافسون
ويتنافس في هذه الدورة 4500 مرشح على 290 مقعدا، يتم انتخابهم بالتصويت المباشر لولاية تستمر 4 سنوات، سمح لهم بالترشح من اصل 7597، بينهم 616 امرأة، تقدموا بطلبات للترشح للانتخابات. وبحسب احصاءات وزارة الداخلية المعتمدة على ارقام دائرة الاحصاء للعام 2006 فإن 43.8 مليون ايراني بينهم نحو 21 مليونا من الشباب، يحق لهم المشاركة في الانتخابات، من اصل 70.5 مليون ايراني. ويحق لكل ايراني بلغ الـ 18 عاما ان يشارك في الانتخابات.
الصفحة في ملف ( pdf )