بيروت - عمر حبنجر
تمحورت الحركة السياسية في بيروت امس، حول 3 نقاط ملحة: ردود الفعل على وثيقة قوى 14 مارس، والتباين المتفاقم حول مشاركة لبنان في القمة العربية بدمشق، بين المعارضة التي تدعو للمشاركة والموالاة التي تقف وراء الحكومة بوجوب عدم اتخاذ موقف قبل يوم 25 الجاري، موعد انتخاب رئيس الجمهورية، والنشاط العربي والدولي الهادف الى تفعيل المبادرة العربية وعلى رأس برنامجها انتخاب رئيس للجمهورية.
اطلق العماد ميشال عون سلسلة تساؤلات برسم «الطغمة الحاكمة» في احتفال اقامه التيار الوطني الحر بمناسبة ذكرى 14 مارس، والتي يعتبر التيار نفسه اساسها والمنطلق.
وقال عون في الاحتفال الذي اقيم عصر امس في قصر المؤتمرات في ضبية: ما اشبه اليوم بغده اذا ما بقيت «الطغمة الحاكمة» في مواقعها، واسأل اللبنانيين كافة شعبا ومقامات، ماذا تغير بين الامس واليوم؟ هل تحقق الاستقلال الناجز، وتحرر القرار والارادة اللبنانية؟
واضاف: ان من بيدهم السلطة مازالوا يعيشون على فتات مائدة الاقوى الحاكم بأمره، ويرابطون عند عتبة سفارته لتلقي التوجيهات والتعليمات والاشارات الضوئية الخضراء والحمراء، تماما كما كانوا هم انفسهم يتزاحمون زاحفين ومنتظرين على عتبة عنجر.
وقال اي فارق ما بين سلطة تكمم افواه شعبها المطالب بالتحرر والسيادة والاستقلال وسلطة تختبئ وراء ستائر ونوافذ السراي على بعد امتار من شعبها المطالب بالحرية والسيادة والاستقلال والمشاركة والاصلاح والرغيف.
وخلص الى القول: ايها اللبنانيون، انا ادعوكم الى بعض الذكرى عبر العودة عشرين عاما الى الوزراء افلا ترون ان كل تلك القوى والقيادات والمقامات التي وقفت في وجه مسيرة التحرير والتحرر منذ بداياتها هي التي مازالت اليوم تقف عائقا في وجه تحقيق الوفاق الوطني القادر على حل الازمة اللبنانية المتفاقمة نتيجة التدخلات وصراع المحاور الخارجية الاقليمية والدولية؟
أليست هذه القوى والقيادات والمقامات التي غطت اجتياح الثالث عشر من اكتوبر 1999 هي التي تغطي اليوم هذه السلطة القائمة التي تنازلت عن حرية القرار الوطني وغرقت في الفساد السياسي والمالي والاداري والاخلاقي حتى لتكاد تفسد مجتمعنا ووطننا وقيمنا؟
أليست هذه القوى والقيادات والمقامات التي غطت الفشل والتقاعس العربيين وتراجع اللجنة العربية الثلاثية بين ساعة واخرى عن تقريرها يومذاك، هي نفسها غطت بالامس القريب تفشيل المبادرة العربية ومشاريع الحلول المشرفة للازمة اللبنانية على قاعدة اللا غالب واللا مغلوب؟
هل تريد القوى والقيادات والمقامات طائفا جديدا، دوليا هذه المرة، يفرض على اللبنانيين تحت التهديد بالفتنة الطائفية والحروب الاقليمية بدلا من طائف وطني داخلي ينتجه توافق الارادات اللبنانية الحرة والمتحررة من كل الضغوط الخارجية العربية والاقليمية والدولية؟
رسالة بوش لـ «14 مارس»
وقد تلقت قوى 14 مارس شحنة دعم اضافية من الرئيس الاميركي جورج بوش، عبر رسالة وجهها الى هذه القوى بمناسبة الذكرى السنوية لظهورها، كان يفترض ان تتلى في احتفال «بيال» اول من امس، لكن اعتبارات سياسية فضلت توزيعها امس، وفق معلومات «الأنباء».
وقال الرئيس بوش في رسالته: فيما تهمون لقيام لبنان سيد يمنح ابناءه الحرية الذاتية والازدهار الاقتصادي بعيدا عن تهديدات العنف والتدخل الخارجي، كونوا على ثقة بأن الولايات المتحدة ستستمر في دعمها للبنان.
لقاء فيصل - متكي
وكان عقد اجتماع ثان بين وزيري خارجية السعودية وايران الامير سعود الفيصل ومنوچهر متكي عقد في دكار اول من امس استكمالا لجولة مطار القاهرة التي اعقبها تفويض للجانب القطري من اجل محاولة تقديم افكار واقتراحات جديدة في الموضوع اللبناني.
الاجتماع الذي استمر ساعة نفى بعده متكي ان يكون الطرفان تطرقا الى تحسين العلاقة السعودية - السورية لكن البحث تناول تحسين الاجواء العربية، قبل القمة العربية بدمشق، وسبل انجاح هذه القمة.
واكد متكي ان طهران تلقت دعوة لحضور القمة العربية، كما سبق ان حضرت قمة الرياض وعن كيفية دعم طهران للحل في لبنان شدد على الا يتدخل احد في الشأن اللبناني والا يفرض حل من الخارج، واهم شيء ان يتم توافق لبناني.
المبادرة العربية بصياغة قطرية
صحيفة «السفير» التي نقلت هذه الوقائع اضافت ان التفويض الممنوح للقطريين سقفه المبادرة العربية، اي انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا وتشكيل حكومة وحدة وطنية والحفاظ على وصية البيان الوزاري للحكومة الحالية.
ووضع قانون انتخابي جديد مستوحى من قانون العام 1960.
وتتمثل الصياغة القطرية الجديدة بترشح السنيورة لرئاسة الحكومة الجديدة في خطوة لاقت تحفظ المعارضة اللبنانية.
اما الموقف السعودي بحسب «السفير» فمازال على قوله بانتخاب الرئيس فورا وبعدئذ يبادر الرئيس نفسه الى الدعوة لطاولة حوار ويرعى تأليف الحكومة الجديدة.
الصحيفة عينها نسبت الى مصادر في باريس ان انتخاب رئيس في 25 مارس امر صعب التحقيق للغاية، وان مشاورات دولية تجرى على قاعدة طرح افكار اميركية جديدة للعودة الى الملف الرئاسي اللبناني الى مجلس الامن الدولي، وربما انتهت باقتراح عقوبات ضد سورية على خلفية اتهامها بالتدخل في الشؤون اللبنانية، وهي افكار سيروج لها نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني في جولته في المنطقة التي بدأت امس وتشمل السعودية ومصر وسلطنة عمان واسرائيل وتركيا.
الوفد البرلماني العربي
امل سفير السودان في لبنان جمال محمد ابراهيم، بعد لقائه وزير الخارجية المستقيل فوزي صلوخ، ان يحضر لبنان القمة العربية.
كما تمنى ان يحقق وفد اتحاد البرلمانيين العرب الذي سيزور بيروت اليوم اختراقا على مستوى الاستحقاق الرئاسي كي يكون هناك رئيس للجمهورية يحضر القمة، نافيا اي مساع سودانية حاليا حول الازمة اللبنانية.
من جهته، حمل عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن الادارة الاميركية المسؤولية عن فشل المساعي والمبادرات لحل الازمة اللبنانية.
لا موقف رسميا من القمة قبل 25 الجاري
على صعيد الموقف من حضور لبنان القمة، ومع تناقضات الرؤى والاقتراحات بين مؤيد للحضور ومعارض، وبين منتظر لعودة الرئيس السنيورة وبمعزل عن التالي من المواقف والمقترحات، فقد علمت «الأنباء» من مصدر رسمي واسع الاطلاع انه «لا موقف لبنانيا رسميا من القمة قبل 25 الجاري حيث الموعد الاخير لانتخاب رئيس الجمهورية، والا اعتبر تحديد الموقف من المشاركة وتشكيل الوقت استباقا لهذا الاستحقاق او تسليما مسبقا بأنه لا انتخاب رئيس في الموعد المنتظر، وهذه خطوة ناقصة لا يقدم عليها السنيورة الشهير بالتأني ودراسة الخطوات».
الصفحة في ملف ( pdf )